نظّمت مؤسّسة أديان حفل “البلد مسؤوليّتنا كلّنا” الذي تخلّله إطلاق منتدى “المسؤوليّة الاجتماعيّة الدينيّة”، بحضور أعضاء المنتدى وإعلاميّين ومهتمّين، وذلك يوم السبت 30 آذار 2019، في مركز بيال فرن الشباك.
أطلقت أديان منتدى المسؤوليّة الاجتماعيّة الدينيّة، نظرًا للحاجة إلى منتدى مماثل يشجّع المبادرات الإيجابيّة في إطار المسؤوليّة الاجتماعيّة الدينيّة، وهو يشكّل منصّةً لتلاقي الفاعلين والناشطين في المجال الدينيّ بمختلف أبعاده، ولبلورة مبادراتٍ هادفة في خدمة المجتمع وتعزيز العيش معًا في ظل المواطنة الحاضنة للتنوّع. كما يقدّم المنتدى مساحةً للتفاعل وتبادل الخبرات بين الناشطين والناشطات في هذا القطاع، من مختلف الانتماءت الدينيّة، ويُشكّل لهم مساحةً لتوسيع شبكات المعارف، وبناء العلاقات العابرة للطوائف، وتعزيز فرص التعاون فيما بينهم.
يهدف المنتدى إلى بناء جسور التعاون من أجل تعزيز المواطنة الحاضنة للتنوّع وخدمة الإنسان، من خلال نشر القيم المشتركة بين المجموعات المختلفة، وتنمية الفكر النقديّ الإيجابيّ، والتحرّر من الأحكام المسبقة تجاه الآخر عبر التعارف والتواصل والتعاون معه. يعزّز المنتدى بذلك ثقافة التنوّع واحترام الاختلاف من جهة، وثقافة التضامن الاجتماعيّ والروحيّ والوحدة الوطنيّة من جهة أخرى.
اقرأ أيضاً: كركي: إضافة مستلزمات طبية جديدة لمساعدة المضمونين
بعد النشيد الوطنيّ اللبنانيّ، استهل الحفل بندوةٍ تحدّثت فيها الأمينة العامّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتورة ثريا بشعلاني فأشارت إلى عمل المجلس في خدمة الإنسان مع كل المبادرات من الأديان الأخرى.
ثم تكلّم رئيس أساقفة صور للموارنة وعضو شرف في مؤسسة أديان المطران شكرالله نبيل الحاج ليؤكّد أنّ المسيحيّة دين يعمل على خلاص الإنسان بكل أبعاده، فالله يدعونا جميعًا للتعاون من أجل الخلاص من خلال إنماء الإنسان.
بدوره قال رئيس المركز الاسلاميّ للدراسات والإعلام الشيخ القاضي خلدون عريمط أنّ الدعوة الإسلاميّة وما قبلها من دعوات جاءت ليعمّر الإنسان هذه الأرض بالخير والمحبّة، ورأى أنّ دورنا كمجتمع الآن أن نستكمل هذه المسيرة التي أرادها الله.
في حفل “البلد مسؤوليّتنا كلّنا” مؤسّسة أديان تطلق منتدى “المسؤوليّة الاجتماعيّة الدينيّة” -بيان صحفي- 2 نيسان 2019
سماحة المفتي الجعفريّ الممتاز الشيخ أحمد قبلان رأى “أنّنا ننطلق دائمًا من مبدأ الإنسان. جوهر كل الأديان”. مذكّرًا بوجود الكثير من الشواهد الدينيّة التي تشدّد على حماية الإنسان.
أما رئيس اللجنة الثقافيّة في المجلس المذهبيّ للموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى فشدّد على أنسنة الدين، والعمل على الإنسان الواحد الذي كرّمه الله، وأنّه لا يمكننا العيش دون أخينا الإنسان، فنحن في حاجة للآخر، ومن هنا تأتي المسؤوليّة الاجتماعيّة، ولا يمكن للدين أن يتخلى عن هذه المسؤوليّة.
مسؤول العلاقات المسكونيّة والما بين دينيّة في كاريتاس العالميّة (الفاتيكان) السيد دافيد برنوتشي لفت إلى أنّ محور التعليم الاجتماعيّ للكنيسة الكاثوليكيّة هو الخير العام، والمسيحي الحقيقي يجب أن يعمل لمصلحة كل المجتمع دون تمييز.
بعد الندوة جرى عرض المبادرات التي قام بها 29 شخصًا من أعضاء المنتدى، والتي شملت 8 مبادرات مجتمعيّة، و7 في مجال الراديو والتلفزيون، و3 في مجال وسائل التواصل الاجتماعيّ، و3 أفلام، ومبادرة بحثيّة وأخرى تربويّة، ليعلن بعدها رئيس مؤسّسة أديان الأب فادي ضو إطلاق منتدى “المسؤوليّة الاجتماعيّة الدينيّة”.
المبادرات الـ 23 نُفّذت بالتعاون مع أزهر البقاع، والمدرسة الإنجيليّة اللبنانيّة للمكفوفين والتربية المختصّة، وجمعيّة المبرّات الخيريّة، ومدرستي الراهبات الأنطونيّات في غزير والنبطيّة، وجمعيّة فنون متقاطعة، وإذاعة البشائر، وإذاعة الفجر، وإذاعة السلام – عكّار، وقناة الإيمان، وتلفزيون مريم، وتيلي لوميير، وشبكة الفيحاء الإخباريّة.
يذكر أن مفهوم المسؤوليّة الاجتماعيّة الدينيّة يسلّط الضوء على دور المؤمنين وخاصّةً الناشطين والناشطات منهم في المجال الدينيّ، في إسهامهم، بأشكالٍ مختلفة في خدمة البشريّة والكرامة الإنسانيّة، وتعزيز الترابط الاجتماعيّ والخير العام، وجعل التنوّع مصدرًا للتنمية الخلّاقة، والإثراء المتبادل داخل مجتمعاتهم، في ظل المواطنة الحاضنة للتنوّع.
نُفّذ هذا المشروع بدعمٍ من السفارة البريطانيّة في بيروت.
