إسرائيل تحشد حول غزة وتنفي التوصل إلى هدنة

غزة

حشدت إسرائيل اليوم الثلاثاء قوات إضافية على حدود قطاع غزة، وقال أحد مسؤوليها إنه لا وجود لوقف لإطلاق النار. ويأتي ذلك بعد موجة من الغارات الإسرائيلية ردت عليها المقاومة الفلسطينية التي كانت أعلنت الليلة الماضية التوصل إلى هدنة بوساطة مصرية.

وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن جيش الاحتلال الإسرائيلي شرع منذ صباح اليوم في نشر دبابات وناقلات جند جلبها من الجولان السوري المحتل على حدود غزة.

وأضاف المراسل أن نشر الآليات وتعزيزات من الجنود، إلى جانب لواءين من المدرعات والمشاة جرى نشرهما في وقت سابق، يبدو استعراضا للقوة الإسرائيلية لردع المقاومة الفلسطينية، وتحسين نفسية الإسرائيليين الذين يعتبرون أن حكومة بنيامين نتنياهو تنتهج سياسة انهزامية تجاه حركة حماس.
وتابع أن إسرائيل تنتظر عودة نتنياهو الذي أعلن قطع زيارته إلى واشنطن والعودة، بعدما هدد قبل ذلك بتوجيه ضربات قوية لحركة حماس ردا على إطلاق فلسطينيين صاروخا من قطاع غزة، حلق نحو 120 كلم قبل أن يصيب مبنى في مستوطنة بمنطقة كفرسابا (شمال شرق تل أبيب)، ويصيب سبعة إسرائيليين.

ووفق مراسل الجزيرة، فإن إسرائيل التي أنهت جولات تصعيد سابقة دون الإعلان عن التزامها بأي وقف لإطلاق النار أو وساطة، ليست معنية بأي حرب شاملة.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تعلن ضرب مقر سري لحماس.. وغارات تستهدف منازل سكنية

وفور وصوله إلى تل أبيب، يتوجه نتنياهو إلى مقر وزارة الدفاع ليعقد اجتماعا أمنيا مع كبار قادة الأجهزة الأمنية بحضور رئيس الأركان أفيف كوخافي لحسم الموقف بشأن استمرار العمليات العسكرية في غزة لجهة تصعيدها أو وقفها كليا.

تجاهل الهدنة
وكانت المقاومة الفلسطينية أعلنت عبر غرفة العمليات المشتركة للفصائل والمتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم عن التوصل إلى هدنة بوساطة مصرية تسري بداية من الساعة العاشرة من مساء أمس الاثنين، لكن الطائرات الإسرائيلية واصلت غاراتها بشكل متفرق حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم بتوقيت فلسطين.

وبينما جددت الفصائل الفلسطينية صباح اليوم التزامها بالهدنة طالما التزم بها الجانب الإسرائيلي، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر إسرائيلي وصفته بالمسؤول أنه لا توجد هدنة. وكان الاحتلال امتنع قبل ذلك عن تأكيد أو نفي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وكانت طائرات إسرائيلية من مختلف الأنواع قد شنت منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم نحو خمسين غارة على مواقع لحركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في مختلف أنحاء القطاع، وأخرى أمنية بينها مقر لوزارة الأمن الداخلي في غزة، ومدنية شملت مكتب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية فضلا عن شركة للتأمين.

وردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ على المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة. وفي مستوطنة سديروت أصيب منزل واحد على الأقل بقذيفة فلسطينية.

وقد أبقت سلطات الاحتلال على تعليماتها لسكان مستوطنات غلاف غزة، مثل حظر التجمعات، وتعليق الدراسة، وإبقاء الملاجئ في حالة تأهب دائم.

وأثناء القصف المتبادل الليلة الماضية، حذر هنية من أن رد المقاومة الفلسطينية سيكون رادعا إذا تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء.

وقال مراسل الجزيرة وائل الدحدوح إن الساعات القليلة الماضية لم تشهد أي غارات إسرائيلية أو إطلاق صواريخ من جانب الفصائل الفلسطينية، مشيرا إلى أن إسرائيل أرادت -كما يبدو- من خلال عدم الإعلان عن التزامها بالهدنة؛ إبقاء حالة التوتر حتى وصول نتنياهو والظهور بمظهر من يمسك بكل الخيوط بيده.

آثار القصف
وعن آثار القصف الإسرائيلي، أفاد الدحدوح بارتفاع حصيلة المصابين الفلسطينيين إلى عشرة، وفقا للمصادر الطبية الفلسطينية.

وقال المراسل إن الغارات أحدثت أضرارا جسيمة في كثير من المباني والمنشآت المدنية، وكذلك في مواقع المقاومة.

وفي مدينة غزة وأنحاء أخرى بالقطاع، تفقد فلسطينيون صباح اليوم حجم الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي.

ودمرت غارات إسرائيلية -كليا أو جزئيا- منازل مدنيين، وتقع بعض المنازل المتضررة في عمارة سكنية بحي الرمال في غزة.

وقال سكان لوكالة الأناضول إن المنازل التي تم قصفها لا يوجد بالقرب منها أي مواقع عسكرية.

السابق
حزب الله مستقبلنا؟!
التالي
رسالة إلى أعضاء بلدية الشرقية: قدموا استقالاتكم…