الحريري يكتب افتتاحية «النهار»: أشعر بتلك الغصّة

سعد الحريري
كتب الرئيس سعد الحريري في افتتاحية جريدة "النهار":

أرأس تحرير هذا العدد من “النهار” وأكتب افتتاحيته بصفتي هذه، قبل يومٍ من إحياء الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد والدي رفيق الحريري. وجداني، لا يستعيد إلاّ ذلك المشهد المهيب حين مشيتُ على خطاه في باحة السرايا الحكومية، للمرة الأولى، رئيساً للحكومة في العام ٢٠٠٩، كما هو شعوري اليوم، وأنا أتولى، ولو ليوم واحد، رئاسة التحرير التي تبوأها المؤسس جبران تويني قبل 86 عاما، ومن بعده الكبير غسان الذي ملأ هذه الافتتاحية بالوطنية الصادقة والعروبة الناضجة والدفاع عن مصالح الناس، على مدى عقود، قبل أن يُسلّم رئاسة التحرير إلى رفيق النضال في ثورة الأرز، الشهيد جبران، الشجاع في دفاعه عن سيادة لبنان وكرامة شعبه.

لا شك في أن العزيزة نايلة تشاركني هذا الشعور الرهيب، في كل مرة تخطّ فيها افتتاحية “النهار”، وفي كل يوم في رئاسة تحريرها. تحضرني تلك اللحظات العصيبة والحزن العميق ولا أزال إلى اليوم، أشعر بتلك الغصة في العقل والقلب، وأسأل نفسي قبل كل خطوة، ماذا عسى والدي الشهيد يقول أو يفعل لو كان مكاني؟

أخرج من الوجدان إلى حقيقة اللحظة، ومتعة التجربة، رئيساً لتحرير “النهار”، لأقول لجمهورها ولكل اللبنانيين، إن في هذه الصحيفة العريقة، “ثروة صحافية”، تفيض بحب لبنان، تصنع الأمل، تدافع عن حق الناس وحريتهم، تنقل بأمانة وجعهم، وتجسد تطلعاتهم، والأهم أنها تناضل من أجل مواكبة التطور والريادة في الاستمرار، منبراً لكل الأحرار، رغم كل المصاعب التي تواجهها الصحافة في عالم اليوم.

“النهار” مستمرة، ونحن مستمرون معها، جريدة للبنان كما نريده، ومرآةً حاضنة لورشة العمل المنتظرة في حكومتنا التي طال انتظارها، والأمل، كل الأمل، أن نكون حيث تكون “النهار” دائماً، مع أولويات اللبنانيين وكرامتهم، مع الحق والحقيقة، مع العدل والعدالة، مع الحرية والأحرار، والله ولي التوفيق.

 

إقرأ ايضاً: أحمد الحريري: خط رفيق الحريري شامخ بوطنيته واعتداله

السابق
بعد تحذيرها لمواطنيها من زيارة لبنان.. السعودية تعود من جديد!
التالي
من السنيورة.. رسالة إلى أبو بهاء