التجمع اللبناني: لبنان كان بحاجة الى القمة العربية الاقتصادية حتى يكشف عورات الحكم

في متابعته للاوضاع في لبنان والمنطقة صدر عن التجمع اللبناني البيان التالي:

أولا: كأن لبنان كان بحاجة الى القمة العربية الاقتصادية حتى يكشف عورات الحكم على الملأ العربي وحتى تشهد الدول العربية مجتمعة مدى تحكم طهران في القرار السياسي اللبناني … لقد نجح اهل الحكم في إعطاء صورةواضحة امام قادة العرب عن فسادهم السياسي ومدى انصياعهم للخارج على حساب المصلحة الوطنية…

لقد أعلن الثنائي الشيعي ان لا قمة في بيروت بدون الأسد ورغماً عن قرارات الجامعة العربية وقام بكل ما يلزم من اجل منع انعقادها وصولاً الى تقزيمها وتغييب الزعماء العرب عنها…

فيما عمل الفريق الرئاسي، بالتضامن الكامل مع رئيس حكومة تصريف الاعمال، على تأمين انعقادها بمن حضر وان يتفرغ وزير الخارجية ليكون صوت النظام السوري في القمة والمدافع عن حقه في حضورها ومحاولة تجيير قراراته لصالحه. ترافق ذلك مع الترويج لأدوار متوهمة في إعادة إعمار سوريا لا تستند إلاّ إلى فوقية وتوهم.

لقد كان الخلاف بين الطرفين حول الطريق الانسب لخدمة الاسد: إسلوب البلطجة الذي يمنع عقد القمة بدونه ام اسلوب المزايدة السياسية الذي يجعل من لبنان ممثلاً للاسد في القمة فيتكلم عن الحاضنة العربية للأسد وينسى ان رفاهية لبنان انما كانت بفضل هذه الحاضنة التي يتم التنكر لها اليوم. وفي الحالتين فقد ظهر لبنان الرسمي عاجزاً واسير المصالح الشخصية لأهل الحكم مما سينعكس على مستقبل العلاقات العربية معه…

اقرأ أيضاً: «الصليب الأحمر» وزّع مساعدات إماراتية على عائلات في صور

ثانياً: بعد انتهاء القمة عاد اللبنانيون بملل لمتابعة مسرحية تشكيل الحكومة الجديدة التي طالت فصولها والتي تظهر مدى استهتار اهل الحكم بمصالح الناس ومدى استخفافهم بالظروف الاقتصادية والمالية الدقيقة التي يمر بها البلد! كما انطلقت في مناطق متعددة حملة تعديات على النازحين رمت لاستخدامها ذريعة للتفاوض مع نظام الأسد في تحدٍ لكل المعايير الدولية والانسانية.

يريد حزب الله ان يكون صاحب الكلمة الفصل في شوؤون الدولة وهو يفتعل الخلاف مع رئيس الجمهورية الذي كان قد فرض انتخابه على الجميع، من اجل الوصول الى المثالثة في الحكم حتى تصبح بيروت نهائياً العاصمة الرابعة الخاضعة لطهران في المنطقة، كما يجاهر بذلك قادة الحرس الثوري الايراني.

ثالثاً: إن الازمة السياسية المفتوحة التي يعيشها البلد يتضاعف خطرها في ظل الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي لا تجد حلاً لها في غياب الاستقرار السياسي ومع استمرار سياسة النهب المنظم التي يمارسها اهل الحكم الذين يستولون، جهاراً نهاراً، على ثروات البلد التي بلغت درجة خطيرة من الإضمحلال. ومما يضاعف من خطورة الازمة المالية ان لبنان في ظل سيطرة الدويلة قد تخلى عن حاضنته العربية التي كانت تشكل صمام الامان لأوضاعه المالية الصعبة.

ورغم بلوغ الدين العام حداً لا يمكن السكوت عنه فان اهل الحكم مستمرون في سياسة النهب والتبذير وتوزيع الامتيازات ورفض اي محاولة للإصلاح المالي او حل المشاكل التي توفر الاموال الطائلة على الخزينة مثل مشكلة الكهرباء!

رابعاً:وفي الوقت الذي كانت تنعقد فيه بقايا القمة العربية الاقتصادية التي نجحت الدويلة في مسخها كان البعض ينظم مظاهرة ضد السلطة الفاسدة في لبنان وهو يتحالف مع طرف اساسي فيها…الطرف الذي يعين رئيس الجمهورية ويؤلف الحكومة ويصنع الازمات ويحلها على حساب ازمات أخرى ويملك السلاح الذي يملي به إرادته على الشعب اللبناني. مما يضع هذا الحراك ضمن خطة مدروسة لضبط الشارع وفق احتياجات الدويلة المهيمنة في قضمها لما تبقى من مقومات الوطن.

قبل ان ننظم التظاهرات الوطنية علينا ان نتفق على تشخيص المرض: الذي هو في الاساس اختطاف الدولة وإحلال فصائل الطوائف محلها ومن هنا صار الفساد عادة علنية ولم يعد عادة سرية…القضية هي إنقاذ الوطن من براثن الطائفية وهذا لا يتم بالتحالف مع حزب طائفي مسلح ضد بقية الطوائف ولا يتم برفع الشعارات العامة ضد الفساد والفاسدين ولا بالسير مع ابواق الحزب الطائفي المسلح في الصفوف الاولى للتظاهرة…نناضل من اجل إنقاذ الوطن وليس من اجل رفع الشعارات. بدون وعي سياسي لا يمكن ان تكون هناك حركة مطلبية ناجحة…من اولى مطالبنا اليوم بناء الدولة والتخلص من معوقات بنائها وعلى راسها الاحزاب الدينية والطائفية وبناء الدولة المدنية ومؤسساتها والدفاع عنها… هنا بالضبط يكمن خلاص البلد .

خامساً: يعرب التجمع عن تضامنه مع انتفاضة شعب السودان الساعي للرغيف والحرية بوجه الديكتاتورية والجوع، ويحيي الانتفاضة السلمية التي تتحدى رصاص القتلة ويهيب بكل القوى دعم النضال المشروع لأبناء السودان.

السابق
هيئة المجلس العدلي تلتئم غداً لمتابعة المحاكمة في قضية الصدر
التالي
الاحتلال الاسرائيلي ينشر بطارية القبة الحديدية في تل ابيب