أحذية جدّي البرلمانية

الكرسي

“انتظروني قليلاً لانتعل حذائي الجديد” قال جدّي ونحن نستعد للقيام بزيارة، وقضاء واجب عائلي، كان ذلك في صيف العام 2000.
من خزانة الملابس ومن داخل علبة قديمة بالية أخرج حذاءه الأسود.
سألته: هذا هو حذاؤك الجديد؟
أجاب: العناية والاهتمام أبقيانه برونقه، فالمثابرة على التلميع الدائم باستخدام دهن اللوز حافظت على جلده، فهذا الحذاء ذو جودة عالية.
هما حذاءين لا غير في خزانة جدي، واحد قديم وآخر جديد. فالحذاء القديم للاستعمال اليومي والتجول في أحياء وزواريب الشياح، محل اقامته، لا قلق عليه من وحل أو ماء، فلا الحفر تهمّه ولا الطرقات الوعرة تعنيه، للصيف والشتاء وللمهمّات الصعبة، كما يقول.
اما الحذاء الذي اشتراه يوم زفاف خالي، اي منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً، يطلق عليه اسم “الحذاء الجديد”، فجديد لأنه لم يشترِ حذاءً من بعده، أو آخر يخلفه، وتقتصر وظيفته على الزيارات الرسمية والمناسبات، ولم يفقد هيبته بعد.
تذكرت قصة حذاء جدّي الجديد، عقب انتهاء الفرز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حين راحت المذيعة تعلن النتائج، واستهلت تقول أنها ستعلن أسماء النواب الفائزين في بلاد العجائب… وقد التبس عليها الأمر، فقالت: “النواب الجدد”.

السابق
المفتي عبدالله: دعوة ليبيا الى القمة تحد صارخ لمشاعر اللبنانيين
التالي
هل تشيعت ميرنا رضوان وتزوجت وديع الشيخ ؟