الحكومة بين التفاؤل والحذر.. فهل تولد بين العيدين؟

سعد الحريري ميشال عون
تسود في الأيام القليلة الماضية أجواء توحي بتذليل العقبات في هذا الصدد، حيث قال الحريري من لندن إننا في المئة متر الأخيرة في ملف تشكيل الحكومة، وصرح أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري أن الأجواء السائدة حالياً قد تنتج حكومة بين عيدي الميلاد ورأس السنة.

بعد السبات الذي عاشه الملف الحكومي إثر أزمة توزير سنة 8 آذار، وثبات الرئيس المكلف سعد الحريري على موقفه الرامي إلى عدم توزير أحدهم، أعاد الرئيس ميشال عون تحريك عجلة التأليف، حيث قام بمشورات مع كافة الأطراف لبلورة حلول قابلة للتنفيذ لإطلاق الحكومة العالقة منذ أيار أيار الماضي، فهل بات التشكيل قريبا؟

تسود في الأيام القليلة الماضية أجواء توحي بتذليل البعقبات في هذا الصدد، حيث قال الحريري من لندن إننا في المئة متر الأخيرة في ملف تشكيل الحكومة، وصرح أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري أن الأجواء السائدة حالياً قد تنتج حكومة بين عيدي الميلاد ورأس السنة.

في المقلب الآخر، نقلت مصادر متابعة لعملية التشكيل أن الحل قد يكون تنازلا ثلاثيا من بعبدا وبيت الوسط والنواب الستة، بحيث يكون وزير من حصة رئيس الجمهورية ومن خارج النواب الستة، مقابل لقاء الحريري بالنواب الستة. في حين لم يعد موضوع الصيغة الحكومة أساسيا، وذلك لكون شكل الحكومة إذا كانت من 30 أو 24 أو 18 أو 14، لا ينهي العقدة المتبقية.

اقرأ أيضاً: بين تفاؤل باسيل وتشاؤم برّي: تأليف الحكومة في موعد مع الأعياد

وصرح النائب قاسم هاشم في حديث تلفزيوني، أنه إذا تنازلوا عن مطلب تمثيل أحد النواب الستة في الحكومة، سيطرحون اسما واحدا فقط غير قابل لل”فيتو”.

ونقلت معلومات صحفية عن اجتماع حصل بين الحاج وفيق صفا والوزير جبران باسيل مؤخراً، لم ينتج عنه أي خرق في الملف الحكومي.

في هذا الإطار، قال النائب عبد الرحيم مراد، في حديث لجنوبية، “إن الكلام عن قرب تشكيل الحكومة لا يزال في إطار الإشاعات، لكننا نأمل خيراً”.

وأضاف: “لا أفهم من أين يأتي هذا التفاؤل، نحن نفهم أنه عندما طلبنا موعداً من فخامة الرئيس عون أخذنا موعدا، وعندما طلبنا من دولة الرئيس نبيه بري استجاب فوراً، ولكن عندما نطلب موعداً من الرئيس الحريري الذي سميناه نحن لا يستجيب”.

وأردف: “أساس الموضوع يكمن في لقائنا مع الحريري، وعلى ضوء هذا اللقاء سيكون لنا موقف”.

وعن توجه الرئيس الحريري للقائهم قال مراد: “لحد اللحظة ليس هناك توجه من قبله لعقد لقاء”.

وعن كلام النائب هاشم عن إمكانية طرح اسم من خارج النواب الستة، وعن طرح اسم نجله حسن مراد، قال: “إن طرح اسم ابني متداول إعلامياً، ولكن أي اسم نتفق عليه سنعلنه في حينها، ولكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد”.

وعن الكلام عن تشكيل الحكومة بين العيدين قال مراد: “بيجوز بدن يشكلوها بلانا”.

ما أسباب الأجواء التفاؤلية حول قرب التشكيل؟

في هذا الشأن، قال النائب عن كتلة المستقبل محمد الحجار “إننا ننتظر نتائج مبادرة الرئيس عون، ونتأمل خيراً، والكل يعلم أن الرئيس الحريري يريد حكومة بأسرع وقت، شرط أن تكون ضمن الشروط الدستورية”.

وأضاف: “وجود حكومة ضروري كي نواجه التحديات على كافة الصعد الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وخصوضاً بعد كلام الرئيس عون عن توجهنا إلى المهوار إذا لم تشكل الحكومة”.

وأكد الحجار أنه علينا مساعدة أنفسنا وتخطي الأزمة التي افتعلها حزب الله لتعطيل التشكيل، وخصوصاً أن المجتمع الدولي جاهز لمساعدتنا، ومقررات مؤتمر سيدر جاهزة للتنفيذ فور تشكيل الحكومة.

وعن تفاصيل الحلول المطروحة قال الحجار: “ليس لدينا تفاصيل في الوقت الحالي، ونأمل خيرا”.

وكان الرئيس بري قد صرح بوجوب أن يكون التفاؤل حذراً، وأن الكلام بالشأن الحكومي “خلص”، وتعليقاً على كلام بري، قال النائب عن كتلة المستقبل نزيه نجم، إنه علينا الأخذ بكلام بري في هذا الموضوع.

وأضاف: “لا خيار لنا إلا الرئيس سعد الحريري، وعلينا أن نلتقي جميعاً لمصلحة البلد”.

اقرأ أيضاً: الرئيس عون مستاء بعد فشل مبادرته لتأليف الحكومة

وأكد على أن لا أحد يتمتع بوطنية الرئيس الحريري، وقد يكون الحل قريبا نظراً لكلام الحريري عن أننا في المئة متر الأخيرة”

وشبه الوضع الحكومي اليوم “بالامرأة يلي عم تولد”.

يبدو أن المشهد الحكومي،على الرغم من الحركة النشيطة، لم يتبلور بعد، وقالت مصادر بعبدا إنه لحد الآن لم يحدد أي موعد للحريري مع عون، في انتظار أن تؤدي الضرورة الملحة للتشكيل السريع إلى جمع القوى السياسية، فهل ستكون الحكومة “عيدية” اللبنانيين؟

السابق
سمر بو خليل للبعريني: «الرجولية قيم وأخلاق ومواقف..وبينك وبينها سنين ضوئية»
التالي
الكشف عن المؤسسات التي تستخدم مادة «Rhodamine B» الممنوعة