لماذا الجامعة اللبنانية!

أجدادُنا كانوا يعيشون ضمن مجموعات بشريّة وكان الفرد يخاف أن يُطرد خارج مجموعته لأنّه سيتعرض للأفتراس أو سيواجه الموت في حياة احتاج اجدادنا ان يعيشوا على شكل مجموعات.

اليوم يستطيع الفرد أن يستمر في الحياة دون مجموعة تحمل نفس أفكاره فنحنُ اليوم لسنا في الغابة ويتحتّم علينا العمل ضمن مجموعات للبقاء أو للدفاع عن أنفسنا من الوحوش الكاسرة، ولكن هذه ترسبات تطوريّة ما زلنا نحملها في جيناتنا نحتاج أن نُدركها وندرك عملنا الدماغيّ للتخلّص منها.
ما علاقة الأحزاب والمجموعات المسلّحة بهذه الآفة؟

إقرأ أيضاً: الجامعة اللبنانية مستباحة من جميع الأحزاب

عندما يدخل طالب إلى أحدى الجامعات المسيطر عليها من قبل مجموعة حزبية يجد أن الشريحة الأكبر منظّمة وتابعة لفكر ما، يشعر بعد أيّام بأنّه الوحيد خارج المجموعة المسيطرة والترسبات التطوريّة تجعله يشعر بأنّه معرّض للخطر والأنقراض إنّ بقي خارج المجموعة، فيدخل إليها ويصبح فرداً من افرادها، وهذا ما يجعل الأحزاب أصحاب العقيدة يُسيطرون على الجامعات ويُصادرون قراراتها ويتصرّفون وكأنّهم الامر والناهي فيها لتحفيز هذا الشعور لدى الفرد الذي سيدخل مسرعاً ضمن صفوفهم، عندها يشعر بأنه ليس وحيدا وأصبح من شريحة يشعر بالأنتماء إليها جينياً بسبب هورمون “الاوكسيتوسين” وهو المسؤول عن توطيد هذه العلاقات بتحفيزه، فتصبح مجموعة من البشر ذات عقيدة واحدة تشعر بأنها مترابطة جينيّاً تماماً.

إقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (33): حينما يتولى الشيعة رئاسة الجامعة اللبنانية!

نحنُ نجد أننا في مجتمع يحتوي مهندسين وأطباء وأساتذة ومثقفين ولكننا ما زلنا مجتمع يتناحر ضمن مجموعات ولسنا ببلد متطوّر ومتقدّم، إنّ دماغنا لا يحمينا، دماغنا يعمل على بقائنا وأستمراريتنا ونشر جيناتنا ويمكن خداعه بكل سهولة، ما زالت استمراريتنا مرتبطة بالموت والتجمّعات العقائدية التي هي بالأساس سبب موتنا وتراجعنا.

إنّ تطوّرنا يحتاج إلى تغيير في أسباب بقائنا وهذا رهن السياسات الحاكمة، فلا شيء بالصدفة، والمطلوب ان ندرك ما يحدث لتلافي سياسةالموت التي تسود في المنطقة.

السابق
سنة اللقاء التشاوري وكذبة الـ40%
التالي
عن الجامعة اللبنانية التي حولها حزب الله إلى حسينية