استراتيجية جديدة في سورية و«المحافظون الجدد» يعودون الى البيت الابيض

كشفت محطة NBC الاميركية ان ادارة الرئيس دونالد ترامب بصدد اقرار استراتيجية جديدة لها في سورية، مصممة خصيصا لمواجهة نفوذ ايران وميليشياتها واستهداف مواقعها في هذا البلد، مع استبعاد المطالبة بتنحية الرئيس السوري بشار الاسد من السلطة، على الاقل في هذه المرحلة.

واستندت المحطة في تقريرها الى شهادة خمسة اشخاص لم تكشف هوياتهم، قالت انهم على دراية بمناقشات تجري منذ مدة وعلى اعلى المستويات لاقناع قادة الجيش الاميركي وخصوصا وزير الدفاع جيم ماتيس بهذه الاستراتيجية.
وبحسب مصادر مطلعة فإن مستشار الامن القومي جون بولتون لا يزال ينتظر رد البنتاغون على هذه الاستراتيجية، التي تستهدف اعادة رسم خط احمر جديد حول الحدود السورية، واقامة منطقة نفوذ ممسوكة امنيا وعسكريا، تمتد من الشريط الحدودي مع تركيا والمحاذية لمنطقة نفوذها امتدادا من منبج وكوباني باتجاه الرقة ودير الزور نزولا نحو مثلث الحدود الاردنية السورية العراقية عند قاعدة التنف.
ومن المعروف ان لايران وميليشياتها جيوب ومواقع متفرقة مع قوات النظام في دير الزور، تقترح الاستراتيجية ازالتها بما يضمن تحويلها الى منطقة صافية الولاء للقوات الحليفة التي تدعمها واشنطن.
وفيما لم يشر التقرير الى ان القوات الاميركية قد تدخل في مواجهات عسكرية مباشرة، الا انه اكد انها ستكون جاهزة لتوجيه ضربات مباشرة “دفاعا عن النفس” ردا على اي تهديد قد تتعرض له.
وفيما يمنع القانون الذي تخوض بموجبه الولايات المتحدة حروبها في المنطقة والذي اقره الكونغرس عام 2001 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر لاستهداف المجموعات المسؤولة عنه، يمنع امكانية توسيع عمل القوات الاميركية لاستهداف ايران، تتحدث مصادر عن طرح تعديل على هذا القانون يسمح لادارة الرئيس ترامب باستخدام القوات المسلحة في مواجهات “ضد خصوم الولايات المتحدة المهددين لامنها”.
وفيما تراهن ادارة ترامب على نجاح العقوبات التي فرضتها سابقا وستفرضها الشهر المقبل على ايران بشل النظام وحرمانه من الموارد المالية التي يحتاجها لتمويل عملياته سواء في سورية او العراق او حتى اليمن، تقول مصادر اخرى ان واشنطن ستمنع اي مشاريع لاعادة اعمار سورية وخصوصا في مناطق سيطرة النظام وايران وروسيا.
وتضيف تلك الاوساط بأن ادارة ترامب ستفرض عقوبات على الشركات والمؤسسات سواء كانت ايرانية او روسية التي تحاول تنفيذ مشاريع اعادة اعمار في سورية، قبل الاتفاق على استراتيجية واضحة للازمة السورية.
ونقلت اوساط مطلعة عن مصادر في البنتاغون بأن تلك الاسترتيجية قد تكون هي وراء التصريحات الاخيرة للرئيس ترامب والتي اشار فيها الى احتمال مغادرة الوزير جيم ماتيس منصبه كوزير للدفاع، بسبب اعتراضه عليها.
ونشر موقع “اميركان كونسيرفاتيف” المحسوب على الجمهوريين بأن ادارة الرئيس ترامب تتجه حثيثا لتصبح ادارة “للجمهوريين الجدد” NEOCON بما يتعارض جذريا مع كل الشعارات التي رفعها الرئيس خلال حملته الانتخابية.

إقرأ أيضاً: إعمار سوريا.. بين شروط واشنطن وشروط موسكو

واضاف الموقع ان ترامب بتعيينه لجون بولتون مستشارا للامن القومي ومايك بومبيو وزيرا للخارجية، يتجه لاكمال الدائرة السياسية التي تحمل افكار الجمهوريين الجدد، دافعا بجيم ماتيس الى زاوية ضيقة للضغط عليه نحو الخروج طوعا.
وفيما استطلاعات الراي تشير الى ان ماتيس يتمتع بشعبية وقبول عال وعامل ثقة لدى الشعب الاميركي، الامر الذي يفرض على ترامب التأني في كيفية ادارة علاقته بالرجل. وهو ما يقف وراء وصفه له بأنه “ديمقراطي” اكثر منه جمهوري، في محاولة لتأليب قاعدته الشعبية ضد ماتيس، خصوصا وان ترامب الذي يجول على الولايات في حملاته الانتخابية استعدادا للانتخابات النصفية الشهر المقبل يسعى الى شيطنة الديمقراطيين وتحميلهم مسؤوليات الحقبة السابقة.
واضاف الموقع المحافظ بان كل الشعارات التي حملها ترامب، يقف على نقيضها كل من بولتون وبومبيو، اللذان يقفان على النقيض ايضا مما يؤمن به ماتيس.
ترامب في حملته الانتخابية عام 2016 هاجم السياسة الخارجية للطبقة السياسية وحملها مسؤولية الحرب في العراق ودعمها لحلف الناتو “من دون مقابل”، وعدائها الثابت لروسيا. وحملها المسؤولية عن نشر الفوضى في الشرق الاوسط من خلال احجامها عن التدخل الكافي في العراق وليبيا وسورية والحرب المستمرة في افغانستان وميلها وتشجيعها لتغيير الانظمة.
في المقابل بولتون وبومبيو يعيدان الاعتبار الى تلك الاجندة، فيما ترامب لا يبدي اي اعتراض عليها، ما قد يؤدي عمليا الى نتائج قد تكون خطيرة والى مغامرات جديدة لا يمكن التكهن بنتائجها.

إقرأ أيضاً: السيد الأمين.. بين تجربتي «البعث» في العراق وسوريا

ماتيس من ناحيته يعارض التورط في حروب جديدة وعارض الغاء الاتفاق النووي مع ايران، ويرفض استراتيجية الانغماس في الازمات الاقليمية.
ويعتقد الموقع بأن ماتيس قد يكون خسر المواجهة مع بولتون وبومبيو داخل البيت الابيض، بسبب مواقفه المتعارضة مع اجندتهم.
وتختم تلك الاوساط بأن الاسابيع والاشهر المقبلة قد تحمل الكثير من المفاجآت والتطورات السياسية، سواء في واشنطن او في المنطقة.

السابق
رياشي ينفي ما سرّب عن لقائه بباسيل
التالي
حكومةٌ تقود مركبا مثقوبًا