من المعروف أنّ القانون لا يسمح بالحكم على الميت، لذا لن يتضمن الحكم المتوقع أن يصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان بشأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري أيّ حكم على الراحل مصطفى بدر الدين الذي جرى اغتياله في سوريا في العام 2016.
قد يتفهم البعض أن يقوم بعض محازبي حزب الله الرد على ما ورد في المحكمة الدولية بشأن بدر الدين من قبل هيئة الاتهام، وأن يعمدوا إلى رفع يافطات تبجل ببدر الدين، وأن تقوم بلدية الغبيري التي يعبر مجلسها البلدي عن حزب الله وحركة أمل باعتباره نتاج تحالف انتخابي فاز في الانتخابات البلدية، بتسمية شارع على حدود مدينة بيروت أي بالقرب من المدينة الرياضية باسم بدر الدين، كل ذلك يمكن تفهمه، انطلاقاً من أنّ بدر الدين الذي شارك في عمليات أمنية معروفة كمحاولة اغتيال أمير الكويت في العام 1985 وأدّت الى اعتقاله لنحو سبعة أعوام، وأخرى غير معروفة يعرفها حزب الله وربما غيره، يعتبره حزب الله أحد شهدائه الكبار الذين لا يجب أن يتم مسّهم أو تناولهم بأي سوء، وهذا مجددا يمكن تفهمه من قبل حزب الله.
إقرأ أيضاً: مصطفى بدر الدين بطلاً في شوارع بيروت و«المستقبل» صامت: يرضى القتيلُ وليس يرضى القاتلُ؟
أن ندخل في ما يمكن أن تسببه هذه الخطوة المتصلة بتسمية أحد شوارع الغبيري باسم بدر الدين ربما هو ليس من حق أحد باعتبار أنّ حزب الله لا يقبل حتى مناقشة هكذا خطوة، ولا يريد أن نناقش حتى العقلية التي تفتقت على اختيار شارع محاذي لمدينة بيروت التي لا زالت مفجوعة بجريمة اغتيال الحريري، وعدم اختيار شارع في البقاع أو الجنوب، أو أحد الشوارع الداخلية لبلدية الغبيري، لا نريد أن ندخل في كل ما يتصل بالحكمة التي دفعت بلدية الغبيري ومن خلفها حزب الله وربما حركة أمل إلى هذه الخطوة المستفزة برأي كثير من اللبنانيين، لكن ما يمكن أن يقال في مواجهة هذه الخطوة التي اعتبرها مناصرو حزب الله أنّها تنم عن احترام الحزب لشهدائه وتقديسه لهم، ما لا يمكن فهمه هو لماذا اختار حزب الله شارعاً يقع على مقربة من السفارة الكويتية التي يتهم بدر الدين بمحاولة اغتيال أميرها وبتفجيرات الكويت عام 1985 وأمام مستشفى رفيق الحريري الحكومي وبمحاذاة بيروت التي يتهم بدر الدين باغتيال زعيمها عام 2005؟
إقرأ أيضاً: «مصطفى بدر الدين» يتسبب بسجال حاد على مواقع التواصل
