أكرم قيس: الناس لا تعرف حقوقها

ترشح عضو المكتب السياسي في الحزب المستقل المحامي أكرم قيس عن المقعد الدرزي في الدائرة الثالثة للجنوب على لائحة كلنا وطني في الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في السادس من شهر أيار 2018، وهو ناشط سياسي مدني منذ أواسط تسعينيات القرن الماضي.

يقول قيس: أعتقد أنه للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف تشارك مجموعة من المرشحين في الانتخابات النيابية وتطرح على الناخبين برنامجاً انتخابياً مفصلاً يبدأ برفع السرية المصرفية وينتهي بالتزامات تتعلق بحياة المواطنين، تضمن برنامجنا بنوداً تتعلق بالمحيط الإنساني الصحي مثل ضرورة إقرار ضمان الشيخوخة، تطوير تقديمات الضمان الاجتماعي، تأمين فرص عمل للمتخرجين الجدد وللداخلين إلى سوق العمل.

وعلى الرغم من التشجيع الكبير الذي لقيناه من الجمهور ومن المواطنين، لكن النتائج أتت عكس التوقعات لأن قسماً فضّل الحزبية الطائفية، وآخرين فضّل اللامبالاة والتجاهل. لكن أعتقد أن الانتخابات الأخيرة قدمت فرصة للناخب وللمرشح المستقل لكسر هيمنة أحزاب السلطة.

اقرأ أيضاً: رئيس منتدى صور الثقافي عبد الناصر فرّان: القانون الانتخابيُّ الحاليُّ هو غير ديموقراطيّ

المشكلة ثقافية

ويشير قيس إلى أن المشكلة الأساسية هي: “الناس لا تعرف حقوقها. إذ أن كثيراً من المصطلحات المتداولة في الشارع اللبناني تأخذ صدى وتأييداً وممارسةً على الرغم من هشاشة مضموناً. ويظن المواطن أن من أمن له وظيفة أو سهّل له معاملات إدارية قد أحاطه بمعروفه، وعليه أن يرد له المعروف انتخابياً. هذا الحديث يعني أن المواطن لا يعي أن العمل حق له وإنجاز المعاملات الإدارية وفق الطرق القانونية حق له أيضاً.

وأرى أن الأحزاب باتت أحزاباً طائفية أو مجموعات متحلّقة حول زعيم أو شخص مؤثر وفقدت صفتها الوطنية.

عوائق وتحديات

ويتحدث قيس عن العوائق والتحديات التي واجهته خلال الاستحقاق الانتخابي، قائلاً: أولاً واجهنا مشكلة أن عدد المرشحين على لائحتنا خمسة مرشحين، وهذا العدد لا يتناسب مع مساحة الدائرة وعدد ناخبيها.

ثانياً: واجهنا مشكلة الالتزام المذهبي بزعماء المذاهب، وهذا ظهر من خلال عودة جمهور كل مذهب إلى زعيمه والالتحاق به. ثالثاً: ضعف الإمكانات المالية.

رابعاً: أرى أن قسماً كبيراً من الناس لا يعي مفاهيم النسبية وإبعادها، إذ أنها غير معروفة من ناحية ديناميتها ومن ناحية أهدافها. إذ أن النسبية تعتمد على البرنامج وليس على الأشخاص، لوائح السلطة لم يكن لديها برامج جدية، إذ اقتصرت برامجها على عناوين عامة لا تفاصيل لها ولا خطة فعلية لإنجازها.

شؤون جنوبية168

خامساً: واجهنا مشكلة غياب الإعلام المرئي والمسموع عن الدائرة بشكل عام وخصوصاً الكلفة المالية التي لم يكن لنا قدرة على تحملها.

اقرأ أيضاً: الناشط المدني عباس سرور: لا بد من المراقبة والمحاسبة

وحول العلاقة مع أطراف المعارضة الأخرى، يوضح قيس: سعينا إلى التحالف مع أطراف المعارضة الأخرى لكن بعضها اتبع سياسة الاستئثار وسياسة الإلحاق.

وعن المستقبل يقول: سنتابع العمل، وسنركز على أهمية توعية المواطن على حقوقه وضرورة الحصول عليها. وإن المنظومات التي تحكم البلد ما هي إلا أصفاد لتحصين الفساد المستشري. وأن قادة الميليشيات الذين صاروا كبار المسؤولين والممسكين بمقدرات السلطة لن يسمحوا بمكافحة الفساد. ومن اختار يوماً ما أن يكون خلف متراس إبان حرب لن يكون يوماً خلف المواطن وتحت القانون.

ويختم قيس بنصيحة للحكومة القادمة، ويقول: يجب على الحكومة الخروج من المنظومات الخشبية والخروج من مفهوم حكومة وحدة وطنية تضم الجميع.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 168 صيف 2018)

السابق
ارسلان: نحن مع عدم التعرض لأي دولة شقيقة لكن صيف وشتاء تحت سقف واحد
التالي
عبدالله: لمواجهة السياسات الضريبية العشوائية ورفضها