إسمع يا دولة الرئيس (33): حينما يتولى الشيعة رئاسة الجامعة اللبنانية!

الشيخ محمد علي الحاج العاملي
أثرنا سابقا قضية واقع الشيعة في نقابات الصحافة والمحررين والمحامين، ومستوى تمثيل الشيعة الهزيل في مجالس إداراتها.. وبعد إثارة الشبهات حول الشهادات العلمية لرئيس الجامعة اللبنانية الطبيب فؤاد أيوب ينبغي الوقوف عند ذلك.

دولة الرئيس:
من دواعي سرورنا أن نرى على رأس الجامعة اللبنانية شخصا شيعيا، ونحن الذين كنا نعتبر أنفسنا من المحرومين من الكثير من المناصب في التركيبة اللبنانية.. ولكن لا يلبث هذا السرور طويلا حينما نعلم بأن هذا الشخص مشكوك في صحة شهاداته العلمية! وهناك العديد من الإثارات والشبهات حوله.

الرئيس النبيه:
هل يعقل مع كل هذه الطاقات الأكاديمية الشيعية المحترمة؛ أن نطل على المجتمع اللبناني بطبيب أسنان هناك الكثير من الكلام حوله!؟ وهل يتناسب ذلك مع مستوى الحضور الوازن للشيعة في لبنان؟!

أليس من الحكمة يا دولة النبيه أن يكون على رأس الجامعة شخصية علمية مرموقة تعطي صورة ناصعة على المستوى الوطني، وتشكل إضافة معنوية للطائفة الشيعية في لبنان؟!

فقد قدم المسيحيون شخصيات علمية مرموقة، من خيرة أبناء الوطن، من قامة فؤاد افرام البستاني الذي كان أول رئيس للجامعة اللبنانية، في عام 1953، وهو الأكاديمي الكبير الذي ترك بصمات جليلة في الجامعة اللبنانية، والجامعة اليسوعية أيضا، وهو أديب ومؤلف، وصحافي، فضلا عن كونه أستاذا جامعيا مشهودا له.

ثم ترأس الجامعة اللبنانية بعده ادمون نعيم، في العام 1970، وهو الشخصية القانونية الشهيرة، والذي كان عميدا لكلية الحقوق، ولديه مؤلفات قانونية عديدة، وهو معروف بأنه صاحب أكبر مكتبة قانونية في الشرق الأوسط، كما أنه شغل منصب حاكم مصرف لبنان.

إقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (32): في قضية الإمام الصدر

أما الرئيس الثالث للجامعة اللبنانية فهو بطرس ديب، الذي تولى رئاستها في العام 1977، كذلك فإنه كان عميدا لكلية الحقوق، ومديرا لوزارة الأنباء، وعمل سفيرا للبنان في الفاتيكان وفرنسا.

ثم بعده تولى المنصب الدكتور جورج طعمة بين العامين 1980 و1988، ليأتي أول شيعي رئيسا للجامعة اللبنانية وهو الوزير أسعد دياب، ثم توالى على رئاستها: الدكتور إبراهيم قبيسي (2001 – 2006)، الدكتور زهير شكر (2006 – 2011)، الدكتور عدنان السيد حسين (2011 – 2016)، وحاليا الدكتور فؤاد أيوب منذ العام 2016.

دولة الرئيس:
أعطى المسيحيون خيرة الطاقات العلمية التي أفادت منها الجامعة اللبنانية، وكان بعض الشيعة مقبولين نسبيا.. ولكننا حاليا وصلنا لمستوى ضحل جدا!!

أربع شخصيات مسيحية توالت على رئاسة الجامعة..شخصيات يمكن لإخواننا المسيحيين أن يفتخروا بهم، وهم أصحاب كفاءات عالية؛ ثم استلم الشيعة رئاسة الجامعة، وتوالى عليها خمس شخصيات.. أقلهم كفاءة آخرهم! وهو الوحيد بينهم الذي أثيرت حوله الشبهات..

إقرأ أيضاً: اسمع يا دولة الرئيس (31): تنمية الأوقاف الجعفرية

أستاذ نبيه:
لدي قناعة بأن الطائفة الشيعية تزخر بالكثير من الطاقات التي تعبّر عن تطور الشيعة علميا.. وأما إذا كنتم ترون أن الدكتور أيوب هو “واجهة” الأكاديميين في الطائفة، وهو الشخص الذي يعبّر عن طموح أبناء الشيعة فهذا يعني أحد أمرين: إما أنكم لا تعرفون واقع الطائفة وما تكتنزه من طاقات خلاقة..، أو أنكم لا تكترثون لهذه الطاقات ذات القيمة العلمية والفكرية..

النبيه الحبيب:
أقل ما نطلبه منكم هو أن يأخذ أصحاب الكفاءة دورهم ومكانتهم، وليكون الشخص المناسب في المكان المناسب..

السابق
عاشوراء.. بين التطبير والتطبيق
التالي
الأيوبي: نناشد المفتي دريان والرئيس الحريري إتخاذ الخطوات الحافظة لوحدة الصف