علي عيد: العمل الجاد بعد الانتخابات

علي عيد
يؤكد الناشط السياسي علي عيد ان النقاش ليس فقط في قانون الانتخابات والخلاف حوله والتمديد المتكرر للمجلس النيابي، بل يجب عن ان يكون عن الامل الذي زرعه اقراره في نفوسنا، ولعل المفيد اكثر ان نقف عند التجربة التي عشناها ومراقبة الحدث الانتخابي وتنفيذه، وصولاً الى حصيلة وأسباب ذلك.

في البداية

إن قانون الانتخابات الذي أقره لمجلس النيابي السابق الممدد لنفسه لأكثر من مرة ربما جاء لحسابات السلطة هو الفريق الحاكم لكن ما هو واضح فيه أنه أعطي فرص هو لو صغيرة لأحد أن خرق في الدائرة ولو بشكل محدود لتلوين المجلس بوجوه اعتراضية ممكن وصولها وهي فرصة كان يجب ان نستثمرها على الأقل بقليل من التمثيل، ولم تكن نتائجها مشرفة لن تعكس حقيقة لاعتراض وذلك بسبب عرقلة الاعتراض نفسه.

ففي الدائره الثالثة يكفينا عنوان واحد لفشل المعارضة هو تشكيل 6 لوائح نافست بعضها بعضاً وخنقت المعارضه والمعارضين.

أما في ما خص الدائرة الثانية، حيث كان فيها شيء من العقلانية الاعتراضية أكثر بسبب عدم تشكيل لائحة ثالثة، إلا أن ذلك لم يشفع لها من السقوط المدوي جراء تأليفها وتركيبها وإدارتها تنظيمياً ولوجستياً.

اقرأ أيضاً: رئيس منتدى صور الثقافي عبد الناصر فرّان: القانون الانتخابيُّ الحاليُّ هو غير ديموقراطيّ

فمن جهة تأليفها جاء التأخير عن إعلانها وتضارب المواعيد سبباً لفقدان الثقة وإظهاراً للجمهور مدى الخلل والشك حول الانسجام.

ومن جهة تركيبها فإن اللائحة جاءت ضعيفة بشكل قوي لجهه عدم شمولها لممثلين لهم حيثية لا يمكن تجاوزها إلا بخسارة كما حصل (آل الخليل وآل الاسعد مثلاً)، وذلك بسبب الفيتو الذي كان متبعاً من قبل البعض، وربما بقرارات حزبية أو حسابات خاطئة.

أما من جهه إدارتها عملياً ولوجستياً فكانت متممة تماماً للتأليف.

وبما أن العنوان هو قراءة وآفاق مستقبلية فلا بد من المرور على أغلب الأمور التي حصلت حيث كان لي نصيب الانخراط بالترشح عند بداية فتح باب الترشيح.

لكن الغريب في الموضوع ان التنكيل والتصويب ومحاوله تقزيم ترشيحنا لم يأت من الخصم بل من بعض فريق المعارضة.

حتى تم اللقاء معي من أحد القيمين على تركيب اللائحه حيث قدمت ما عندي وصارحته انني وزملائي الآخرين لن نشكل حجر عثرة أمام أي وفاق وإننا مستعدون للانسحاب فورا لصالح اللائحة شرط أن تسير بخطى معارضة

إلا أن الطامة الكبرى جاءت لتخدم السلطة من خلال (الوشوشات والتصريحات ونقل الكلام) ومنه موثق عبر الصحف وعبر شبكة التواصل الاجتماعي أو عبر الفيديو من رفض لأشخاص لها حيثية تاريخية واشتراط التحالف معها بعدم تمثيل رمزها السياسي، مما أدى إلى ضعضعة قوية في جمهور ذاك السياسي.

شؤون جنوبية168

والغريب الثاني هو تصويب أحد المرشحين الأساسيين في قضاء الزهراني على جهه لها تمثيل لا يستهان بها بالتبرؤ منه ومن تاريخه والهجوم المبرمج عليه عبر إحدى الصحف وعبر صفحات الفيسبوك، وهذا ما أدى إلى توتر كبير في جمهور (التيار الأسعدي).

ورغم كل ذلك تدخلت جاهداً وعقدت جلسه منفرده مع المرشح الذي احترم (رياض الأسعد) إلا أنه أخذ يقدم ويؤخر الأمور، وتبرير كلامه كسباً لأصوات بعض خصوم الرئيس الراحل كامل الأسعد الذي يقدر تمثيله بين 5000 صوت إلى 6000 صوت بحده الأدنى، وتابعت رأب الصدع في الأيام الأخيرة مع الدكتور الحبيب “إبراهيم فرج” بصفته عرّاب اللائحة، للملمة الوضع قدر المستطاع، ثم تلا ذلك متابعة جدية بالتواصل والاتصال بنجل الرئيس الراحل كامل الأسعد (الأستاذ وائل الأسعد) بمؤازرة الدكتور “أحمد مروة “المرشح البارز في قضاء صور وكان أن أطفأنا قليلاً من غضب، إلا أننا لم نفلح في أماكن كثيرة من إقناع المعترضين بالذهاب إلى صندوقة الاقتراع. كل هذا حصل في الأسبوع الأخير الذي سبق السادس من أيار.

اقرأ أيضاً: عصمت القواص: المجلس الذي أنتجه القانون الجديد عاجز عن التغيير

وبالعودة إلى الأمر اللوجستي، فقد حاولت وتطوعت مع بعض الرفاق للمساعدة في تأمين المندوبين في أماكن النقص، وذهبت الى المكتب الانتخابي حيث كان متواجداً الدكتور “أحمد مروة” الذي عرض عليّ خريطة البلدات والقرى في قضاء صور باللون الاخضر في إشاره إلى اكتمال عدد المندوبين في جميع مراكز وأقلام الاقتراع، وليتبين في يوم الانتخابات أن هناك نقصاً كبيراً وفاضحاً في كل الأقلام وفي أغلب البلدات والقرى حيث لا ينفع الندم.

منذ عام 92 وحتى اليوم الأمور إلى الوراء ولبنان إلى الحضيض العالمي والشعارات المرفوعة لإسكات الناس، وهي وتر حساس فقط، يحصرونه بهم ويمننون الناس به.

كلنا مقاومة وكلنا مقاومين وكلنا أعداء إسرائيل، ولسنا بحاجة إلى صك براءة. وما اتهام الخصم لكم بولائكم للخارج إلا دليل ساطع على محاربتكم لعدم الوقوف في وجههم، وبالتالي بوجه الفساد.

ولنكن جميعاً موحدين ببرنامج عمل واحد موحد، ومواكبة كل حدث والعمل بجد وفاعلية لتشكيل جبهة معارضة للمرحلة القادمة، وهذا يتطلب خطة واضحة يجب أن تبدأ في أقرب وقت.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 168 صيف 2018)

السابق
إتهام الحريري بالعرقلة هو كاتهام المظلة بالتسبب بالمطر
التالي
ريما حميّد: كانت فرصة للتواصل المباشر مع الناس