تتجه الانظار نحو محافظة ادلب الملجأ الأخير للمجموعات المسلحة التي استقرت فيها قادمة من حلب والغوطة وعدد من المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري وانتزعها منهم بمعونة الطيران الروسي، وكان آخر تلك المجموعات هي التي وفدت الى ادلب وفدت قبل أيام من درعا وتضم مسلحين من الجيش الحر وجبهة النصرة، وقد دخلها الجيش السوري وحلفائه بعد تسوية، ووساطة روسية مشهودة مع اسرائيل.
وذكرت صحيفة الوطن ان المفاوضين أبلغوا المسلحين ضرورة عدم التوجه الى إدلب لانها سوف تتعرّض لهجوم عام في شهر أيلول القادم وسيكون مصيرها كمصير درعا.
واذا كان ملف الجنوب السوري ودرعا طوي على تفاهمات روسية -اميركية –اسرائيلية قضت بإبعاد الايرانيين عن حدود اسرائيل لمسافة 80 كلم، وفتح معبر نصيب مع الاردن واعادة تموضع الجيش السوري وانتشاره جنوبا في عملية احياء لهدنة الجولان المحتل (1974)، فمما لا شك فيه ان ادلب التي تعتبرها تركيا منطقة نفوذ لها وفق تصنيف “سني” يضم فصائل معارضة مسلحة تتبع لها، ستدخل في بازار المقايضات خاصة فيما يتعلق بالاكراد.
مصدر عسكري في الجيش السوري تحدث لـ”جنوبية” حول استعدادات الجيش السوري لتحرير ادلب، وقال “من المبكر الحديث عن تحرير ادلب عسكريا الا ان ملف تلك المنطقة حيث تتجمع الفصائل المسلحة موضوع على طاولة البحث، حيث من الممكن ان يسبق العمل العسكري مفاوضات سياسية بشأنها مع الجانب التركي” مضيفا “بعد الانتهاء من غرب درعا او قرى القنيطرة، من المتوقع ان تنطلق العمليات العسكرية باتجاه ريف حلب بهدف تحريره حيث بقايا جيوب المسلحين”.
واشار المصدر الى ان ” لادلب ثلاثة مداخل من ثلاث جهات وهي ريف حلب وريف اللاذقية وريف حماة، ومن المرجح ان يدخل الجيش من جهة اللاذقية حيث يعمل على تحرير 4 جبال مطلة على جسر الشغور بتغطية جوية روسية مكثفة حيث طبيعة المنطقة الجبلية الوعرة”.
واكد المصدر العسكري السوري ان” بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين، سوف تدخلان في حسابات المعركة القادمة حيث ستكون نقطة تحول في تطورات الشمال السوري، والاولوية لفك الحصار عنهما وتحريرهما بشكل كامل من الارهاب “.
وعن الفصائل المسلحة المتحصنة في ادلب شدد المصدر ان “الجيش السوري على دراية بالمجموعات المسلحة التي تجمعت في تلك المنطقة والتدريبات التي تلقتها اضافة الى مواقع ونقاط تمركزهم ” مؤكدا ” انه لدى الارهابيين اسلحة نوعية الا انهم لا يملكون اسلحة مضادة للطائرات كما يشاع ، كما ان تلك الفصائل بمعظمها اجنبية من جنسيات شيشانية واوزبكية وغيرها، تم ترحيل معظمها تحت وطأة التهديدات التي وصلت اليهم” واضاف “تشهد ادلب عملية تصفيات واسعة واقتتال داخلي بين المسلحين وتقف المخابرات .التركية وراء تلك التصفيات بهدف توحيدهم، وتنتشر كاميرات المراقبة التركية على الحدود وحتى العمق الجغرافي لمدينة ادلب واريافها”.
العزي: استبعد العمل العسكري في ادلب
المحلل السياسي الدكتور في العلاقات الدولية الخارجية خالد العزي شرح لـ”جنوبية” السيناريوهات المتوقعة بشأن ادلب وخاصة المباحثات الدولية وتحديدا مع الجانب التركي، وقال “من المتوقع في اللقاء المرتقب يوم الاثنين القادم بين ترامب وبوتين، حيث ستوضع الاقتراحات والشروط لتكليف روسيا بملف ادلب ولا ننسى ان بوتين حمل رسالتين من ايران واسرائيل، وادلب مرتبطة بالجانب التركي تحديدا اما بالنسبة للأميركيين فإن ادلب تعني لهم البقاء في شرق الفرات والبادية السورية، والنقاش يتمحور حاليا حول سؤال “هل ستترك اميركا لروسيا حرية التصرف في كامل سوريا؟
من جهة اخرى قال العزي “كما اصبحت اسرائيل اللاعب الاساسي في جنوب سوريا فإن الاتراك اليوم هم شركاء للروس والاميركيين لان الاتراك يتمتعون بوجود عسكري وحضانة شعبية خاصة وان بعض الفصائل تنضوي تحت امرتهم”.
وبرأيي العزي فإن ” الدخول الى ادلب قبل التسوية وموافقة الاميركيين امر مستبعد، كما ان الروس هم بحاجة للاتراك للوصول الى نوع من التوافق فهل سيبيع الاميركيون قسد واذا تم ذلك هل ستعود تركيا الى الحاضنة الاميركية”؟
اقرأ أيضاً: إخراج إيران من سورية صفقة قمة ترامب بوتين؟
وتابع العزي” اما الحديث عن التحشيد العسكري لاجتياح ادلب من قبل الجيش السوري فهو مستهجن خاصة وان من يقاتل على مختلف الجبهات هم ميليشيات ايرانية واخرى تابعة لحزب الله، والقوات السورية منهارة وضعيفة، اضافة الى عوامل كثيرة تحول تحول دون ذلك منها صعوبة المنطقة ونوعية المسلحين في ادلب”.
واكد العزي ان “اليد الطولى في مصير ادلب هي للاتراك وسيتم بيع الاكراد، والاتفاق السياسي سيحسم الوجود العسكري، والتحدي الاكبر هو في مسألة اعادة اعمار سوريا، الذي يرتبط به بقاء النظام واستمراره”.
