وزير السياحة كيدانيان لـ«جنوبية»: فتحنا أسواقاً سياحية جديدة جذبت الأوروبيين

ما هو حال القطاع السياحي اللبناني في عام 2018؟ وهل صحيح ما تنشره الوسائل الاعلامية اللبنانية بأن السياحة عادت للازدهار هذا الصيف؟ 

آمال كثيرة علّقت على القطاع السياحي لعام 2018 في لبنان في ظلّ الإستقرار الأمني والسياسي القائم، وفيما إستبشر اللبنانيون خيرا بأن الصيف اللبناني هذا العام سيشهد اقبالا غير مسبوق من السياح العرب مع إنهاء حالة المقاطعة الخليجية التي كانت سائدة وكان لها دورا أساسيا بتداعي هذا القطاع تدريجاً في السنوات الخمسة الاخيرة.

وفيما أولى “العهد الجديد” إهتماما بضرورة تنشيط القطاع السياحي في لبنان لتعود بيروت وجهة السياح العرب، علّها تعوّض تراجع هذا القطاع وخسائره التي مني بها، مع العلم ان المراكز السياحية والمطاعم والفنادق تعيش بأزمة مع خسارة السياحة العربية، والتي غيّرت وجهتها نحو تركيا وفرنسا، بريطانيا، وغيرها من الدول الأوروبية  وهو ما زاد معاناة القطاع السياحي، من دون أن تحرّك الدولة ساكناً، وفي ظل غياب المبادرات والخطط  من قبل المعنيين، خصوصا في ظل الغلاء الفاحش على جميع المستويات وإستغلال إدارة المؤسسات السياحية للسائح الخليجي الذي دفعه إلى السفر نحو بلدان أقل كلفة.

وفيما إلتمس المعنيون صعوبة إنعاش هذا القطاع، كانت للظروف المناخية المتقلبة أثرها السلبي ايضا مع تأخر فصل الشتاء وتساقط الثلوج وهو ما إنعكس سلبا على مراكز التزلج والفنادق والمطاعم الجبلية، فهل سيعوض موسم الصيف هذه الخسارة؟ وحتى الآن كيف يمكن تقييم الحركة السياحية في لبنان؟

غير ان وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أواديس كيدانيان كشف في حديثه لـ “جنوبية” ان تغييرا لم يطرأ على مستوى عودة السياحة العربية  وقال “هذا العام نشهد ايضا تراجع أعداد السياح الخليجيين بسبب التحذيرات الصادرة لمواطنيهم  من قبل سلطاتهم وخصوصا السعودية التي اوصت بعدم القدوم إلى لبنان وهو ما يرتبط مباشرة بمسألة تشكيل الحكومة”. آملا أن “تبصر الحكومة النور بسرعة، وأن يعود لبنان قبلة السياح الخليجي والعرب”.

وأشار وزير السيحة اللبناني إلى أن “ما يعوض خسارة السائح الخليجي، هو قدوم السياح الأجانب إلى لبنان بأعداد كبيرة من الدول الأوروبية وبالدرجة الأولى من فرنسا وألمانيا وبريطانيا حيث لوحظ  نمو في أعدادهم والتي تتراوح بين 18إلى 20%، إلى ذلك قدوم عدد لا يستهان به من البرازيل وكندا أميركا وجميعهم  من جنسيات أجنبية “. وفي المحصلة العامة تشهد الأشهر الخمس الأولى من العام 2018 تراجع بنسبة 30% بالنسبة لعدد السياح الخليجيين، إلى أنه بشكل عام نشهد نمو بما يقارب 2% مقارنة بالعام السابق أيّ أن السائح الأوروبي والأميركي يعوّض تقريبا نقص السياح العرب والخليجيين”.

وبحسب كيدانيان فإن توقعاته بحال تشكيل الحكومة أن يكون الجزء الثاني من العام الحالي مزدهرا بشكل كبير، مشددا على أن “مطار بيروت يشهد إزدحاما كبيرا وهناك أعداد كبيرة من السياح وافدة إلى لبنان”.

إقرأ أيضاً: إطلاق مهرجانات طرابلس الدولية للعام 2017 ووزارة السياحة تحجب تمويلها

كما أوضح أن “نوع السياح في لبنان تغيّر، وقد عملت وزارة السياحة  في هذا السياق خلال عام ونصف على فتح أسواق  جديدة، سواء في أوروبا أو الأميركيتين، بالإضافة إلى روسيا والهند والصين، واليوم بدأت تثمر نتائج هذه المحاولات كما ذكرنا آنفا”، مشيرا إلى ان “العمل جاري أيضا على تحفيز الدول والمؤسسات الكبرى خارج لبنان على أن تعقد مؤتمراتها في لبنان، وقد نجحت الوزارة في هذا المجال فهناك أكثر من مؤتمر سوف ينعقد في لبنان إبتداءا من شهر أيلول لغاية نهاية هذا العام، والمشاركين فيه  يتراوح أعدادهم من 500 إلى 1500 شخص وهو ما يؤكّد أننا على السكّة الصحيحة في القطاع السياحي”.

أواديس كيدانيان

وفي الختام، قال  كيدانيان “هناك خطة وإستراتيجية وضعت في وزارة السياحة من المفترض تطبيقها في الحكومة المقبلة، مشددا أنه “بشكل عام مع تراجع توافد السائح الخليجي، إستطاع لبنان أن يحافط على معدلات العام 2017 الذي كان أفضل ثاني عام في الواقع السياحي بعد عام 2010 منذ 1951، متوقعا أن “يكون الوضع جيدا خلال الأشهر الستة القادمة من ضمنهم شهر حزيران”.  

النظرة المتفائلة لوضع القطاع السياحي إختلفت لدى جان بيروتي، الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية في لبنان الذي اكّد في حديثه لـ “جنوبية” أن “الموسم السياحي حتى الآن بطيء والنتائج كانت عكس التوقعات، مشيرا إلى أننا “كنا نعلق الآمال على عودة السائح العربي والخليجي إلى لبنان لكن الإتكال اليوم هو في أغلب الأحيان على العنصر اللبناني المغترب مع عدد قليل من الإخوان العرب مصريين وأردنيين وعراقيين”.

إقرأ أيضاً: السياحة الدينية المسيحية في جبل لبنان بين التراث والطقوس الدينية

ولفت إلى أن “التمنيات كانت أن يكون العام الحالي يشبه بمعدالاته العام الفائت، إلا أن عدّة عناصر أثرت على السياحة مع تأخر قدوم موسم الصيف إضافة إلى هطول الأمطار ناهيك عن بدء  المونديال”. مشيرا إلى أن “العام الفائت لم نشهد فيه قدوما للعرب والخليجيين والحالات الفردية لا يمكن إعتبارها سوق سياحي”. قائلا أن “عام 2017 بالمقارنة بعام 2011 كان سيئا أما في حال المقارنة مع عام 2016 فهو كمعادلاته لكن بتقدم بسيط”.

وعن الخطوات والإجراءت المتبعة  لاعادة جذب السياح العرب ختم بيروتي بالقول إن “الإجراء الذي اتبع عبر خفض تسعيرة تذاكر السفر إلى لبنان على الخطوط الجوية الألمانية والفرنسية ساهم بعودة الأسواق الأوروبية التي تنشط في موسم الربيع والخريف إنما هذا الإجراء يجب تعميمه على مدار السنة بأن تكون تذاكر السفر مخفضة، فارتفاع الأسعار هو السبب الأساسي لتباطؤ النمو السياحي”.

السابق
القوات تكشف بنود «إتفاق معراب» وفرصة الإنقاذ الأخيرة برسم باسيل
التالي
أسرار الصحف المحلية ليوم السبت 7 تموز 2018