حلف عون – الحريري وأغلبية 16 وزيرا تثير المخاوف من تهميش الآخرين

إنقلاب في المشهد السياسي الداخلي، والحكومة رهن الإصطفافات السياسية الجديدة – القديمة.

توقفت “توربو” المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة، وإصطدمت بلاءات ومواقف متصلبة بشأن التمثيل الحكومي والحصص الوزارية وسط مناخات توحي بأن الأزمة تخطت مشكلة توزيع الحصص بل تحوّلت إلى مواجهة سياسية وقسمت القوى السياسية إلى معسركين معسكر فريق فريق رئيس الجمهورية “التيار الوطني الحر” ومعسكر “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية ” وحزب “التقدمي الإشتراكي”.

اقرأ أيضاً: الحريري يلتقي جعجع ويدخل على خط التهدئة بين القوات والتيار

واللافت إنضمام الرئيس المكلف سعد الحريري إلى الجبهة “المضطهدة” والتي تواجه لاءات رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل، وكانت زيارة رئيس حزب القوات سمير جعجع إلى بيت الوسط أمس لافتة وتأكيده بعد اللقاء على إيقاف أي سجالات سياسية”، رغبة “منا بمساعدة الرئيس الحريري على تشكيل الحكومة”. وتدور أحاديث في الأوساط عن تقارب بين الحريري وجنبلاط وجعجع لمواجهة مطالب الكتل التعجيزية ومحاولات الإقصاء، سيما بعدما لمس الرئيس المكلف أن هناك مساعي لإنتزاع الثلث المعطل في الحكومة المرتقبة وذلك مع إصرار “التيار الوطني” على حصة وزارية مضخمة مؤلفة من 7 حقائب و3 لرئيس الجمهورية، يضاف إلى ذلك حصة الثنائي الشيعي المتمثلة بست حقائب عدا عن مطالبته بحصتين وزارتين للسنة من خارج كتلة “المستقبل” وحصتين للمردة وحصة درزية للنائب طلال إرسلان. أضف إلى ذلك ما تنقله الأوساط عن تذمر رئيس الحكومة من محاولة التعدي على صلاحياته وذلك جراء تدخل التيار الوطني وفرضه شروطه ولاءاته حول التمثيل الوزاري للقوى وتوزيع الحصص.

فماذا تحمل الأيام المقبلة بشأن التأليف الحكومي أمام التعسكر الحاصل والتصلّب في المواقف، خصوصا أن “القوات” مصرّة على تمثيلها بخمس وزارات فضلا عن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وإصرار جنبلاط على حصر الحصة الدرزية أي الثلاث حقائب به، فيما تواجه هذه المطالب برفض تيار رئيس الجمهورية.

أشار الصحافي والمحلل السياسي جوني منيّر لـ “جنوبية” أنه “على عكس ما روّج مؤخرا عن أجواء إيجابية توحي بولادة قريبة للحكومة مع إعادة الحريري تشغيل محركاته الحكومية فإنه لم يكن لدى الرئيس المكلّف حراك جديّ في الحقيقة”، وعلى الرغم من أنه قدم الصيغة الحكومية الثانية لرئيس الجمهورية إلا أنه كان يدرك سلفا أنه لا إمكانية للسير بها”. لافتا إلى أن “الحريري رمى الكرة بملعب عون”.

كما أكّد على أن “هناك تقاطع مصالح لدى الحريري – جعجع – جنبلاط وهي ليس المرة الأولى وقد رأينا هذا التكتل في الإنتخابات النيابية”. لافتا إلى أن “الحريري أجبر على الدخول ضمن هذا الإصطفاف بعد دخول السعودية على خط المشاورات”.

إلى ذلك رأى منيّر أن “المطروح هو النصف زائد واحد وليس الثلث المعطل، وذلك إنطلاقا من خوف القوات وخلفها جنبلاط من تأمين “التيار الوطني الحر” إضافة إلى الحريري 16 وزير ما يضمن بذلك تشكيل تكتل جديد في الحكومة قادر على قلب الموازين لدى التصويت تجاه أي موضوع في الحكومة”.

وفي الختام أكّد منيّر أن “أن لا أفق تشير إلى إمكانية تشكيل الحكومة في الأيام المقبلة، سيما مع تعطل المشاورات بإنتظار عودة الرئيس برّي إلى لبنان بعد عشرة أيام”.

من جهة ثانية، أكّد القيادي في “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش أن “موقف الرئيس الحريري هو السعي على إنشاء حكومة فاعلة وهو قادر على على أن يكون رئيس حكومة،” متهما “طروحات التيار الوطني هي نوع من إقصاء الجميع إلا بحصص ضئيلة وأيضا الإستيلاء على المواقع الحكومية الفاعلة، وعمليا دفع الجميع على المعارضة”.

وشدّد على أن “هدف الرئيس الحريري هو المحافظة على التوازن داخل الحكومة كي يستطيع إدارة دفة رئاسة الوزاراة، فلا هو يحاول أن يشكل تكتل ولا حتى التواجه مع رئيس الجمهورية إلا أن إصرار تيار رئيس الجمهورية على هذا الوضع سوف يؤدي بالتأكيد على إعاقة تشكيل الحكومة”.

اقرأ أيضاً: السجال المسيحي يشتدّ وباسيل يتهم القوات بالإخلال بإتفاق معراب

وفي سياق الردّ على تغريدة النائب جميل السيد عن نجاح جعجع وجنبلاط اليوم بدعم سعودي بإحتجاز الحريري في لبنان لعرقلة الحكومة!” تساءل علوش “لا أعلم إذا كان السيد على تواصل مع السعودية ليزودوه برأيهم عن الموضوع، أو أنه لربما لا يزال هناك تنصت على المخابرات الذي ساهم فيه”.

وعما يتعلّق بتدخل سعودي نفى علوش “وجود تدخل سعودي حتى الآن ، فمسألة التأليف الحكومي مسألة داخلية ومن يريد أن يمنع المملكة من التدخل عليه أن لا يكبرحجر مطالبه”.

وفي الختام أكّد في المعطيات الحالية انه لا تأليف حكومي في الوقت الحاضر”.

السابق
اعتداء على فتاة وسرقتها من قبل حراس الأمن…
التالي
الحريري للسيّد: «روح بلّط البحر»