الحريري يلتقي جعجع ويدخل على خط التهدئة بين القوات والتيار

تلاشت الأجواء الإيجابية التي سيطرت نهاية الأسبوع الفائت حول إمكانية أن تبصر الحكومة النور قريبا وذلك مع إحتدام الجدال والسجالات دون ضوابط بين بين ‏التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من جهة وبين التيار الوطني و تيار المستقبل من جهة ثانية، ولكل اسبابه، وكان اللافت في هذا السياق الزيارة التي قام بها رئيس القوات ‏سمير جعجع لبيت الوسط ‎

إزدادت  حدة الاشتباك بين التيار والقوات، وفيما انتقد جعجع مفهوم الوزير جبران باسيل للشراكة، غرد امين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم على ‏تويتر قائلا نية الاستئثار عند تيار الافساد والتسلط هي المسؤولة ليست فقط عن تأخير التأليف لكن ايضا عن ‏عرقلة العهد، فجشعهم للاستفادة من موارد الشعب اللبناني لا حدود له وآخره ما يجري في مؤسسة كهرباء قاديشا. ‏هدفهم واضح، ازاحة كل من يعترض حساباتهم المزرعية. مسلسل فضائحهم مستمر‎.

إقرأ ايضًا: تشكيل الحكومة مؤجّل وعقدة التمثيل المسيحي تعود الى الواجهة

وأوضحت اوساط “النهار” المواكبة المشاورات الحكومية أن العقد الجديدة باتت تلعب دوراً سيئاً في عرقلة عملية التأليف مثل استباق دور الرئيس المكلف والتحدث من زوايا فوقية تظهر الدولة كأنها ملك فريق”، كما قالت هذه الاوساط، ان المباحثات إصطدمت  بالمواقف المتصلبة وهو ما أثار الخوف من السيطرة على القرار الحكومي عبر الحصول على الثلث المعطل لفريق رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” وحده، إضافة إلى  قوى 8 آذار . وقالت انه على الرغم من خوض الحريري معركة التشكيل بحذر وهدوء إلا أنها حذرت من معالم التوتر الكبير الذي يسود العلاقة المتشجنة بين “التيار الوطني” و”القوات “.

ورأت “النهار” الحريري يسعى إلى تأمين التوازن  في الحكومة ويرفض استبعاد مكوّن نيابي أساسي كـ”القوات ” كانت تتنمثل بأربع وزراء إضافة إلى منصب نائب رئيس المجلس عندما كانت تتألف  كتلتها من سبعة نواب، إلا أنها عندما تضاعفت كتلتها تسعى أطراف إلى تحجيمها.. وبحسب المتابعين، ان الرئيس المكلّف متفهّم أيضاً مطلب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن تكون الحصة الدرزية كاملة له سيماأنه الحزب التقدمي يملك سبعة من ثمانية نواب دروز .

وأشارت “اللواء”  إلى زيارة جعجع لبيت الوسط، ولقائه بالحريري الذي تمنى عليه الذهاب نحو التهدئة مع التيار الوطني الحر، فصرّح بعد اللقاء “من جهتنا سنوقف أي سجالات سياسية”، رغبة “منا بمساعدة الرئيس الحريري على تشكيل الحكومة”، موضحاً “سنبقى نسعى لحلحلة العقد الممكنة” في إشارة إلى ان العقد ما تزال قائمة، رافضاً بطريقة ضمنية التراجع عن مطالب “القوات” . واتهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بطريقة ضمنية بأنه يركب على ضهر القوات”، معتبراً ان مسألة تشكيل الحكومة هي عند الرئيسين ميشال عون والحريري، مؤكداً انه ملتزم بالتسوية السياسية التي أدّت إلى انتخاب العماد ميشال عون، ومن “مصلحتنا ان ينجح هذا العهد”.

علماً انه لم يصدر من أجواء الحريري ‏حول سائر اتصالاته ما يؤشّر الى بلوغه المنشود بعد، وثمّة أجوبة يفترض ان ‏يتلقّاها من بعض القوى السياسية، وخصوصاً التيار الوطني الحر، في ما ‏يتعلق بالتمثيل المسيحي في الحكومة‎.‎

 

ولم تستبعد مصادر متابعة لـ “اللواء”، ان يكون عرض الحقائب الأربع “للقوات” قد طرح أمس، خلال الزيارة، وان يكون الحريري طرح أسماء الوزراء الذين يقترحهم لهذه الحقائب، وهم بحسب بعض المعلومات، كلاً من: غسّان حاصباني، ملحم رياشي، انطوان زهرا ومي شدياق.

وباستثناء مشهد جعجع في بيت الوسط، حيث بدا ان هناك ما يشبه الاتفاق على ان كف يد باسيل من شأنه ان يسهل عملية التأليف، فإن شيئاً لم يتبدل في مشهد المراوحة، حول تعقيدات تشكيل الحكومة العتيدة، حيث بقيت المفاوضات عالقة بين محوري الرئيس عون ومعه “التيار الوطني الحر” والرئيس الحريري ومعه “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي، في استعادة للمرحلة التي سبقت التسوية الرئاسية التي جاءت بالعماد عون رئيساً للجمهورية، في ظل تمسك كل طرف بوجهة نظره ومطالبه من دون ان يتزحزح عنها.  ورغم ذلك، فإن المصادر المواكبة لعملية التأليف ما زالت تراهن على مفاوضات تدوير الزوايا.

إقرأ ايضًا: السجال المسيحي يشتدّ وباسيل يتهم القوات بالإخلال بإتفاق معراب

ونقلت “الجمهورية” عن مصادر الرئيس المكلف  انه “لن يستسلم، ‏ويظل عازم على تشكيل الحكومة في القريب العاجل. وافادت ‏معلومات بأنّ الحريري يجري مشاورات هادئة في كل الاتجاهات، خصوصاً مع ال‏رئيسي عون وبري، وكذلك مع ‏مستويات سياسية وحزبية.

الى ذلك، قالت مصادر متابعة لاتصالات الرئيس عون: ‏المناقشات تتركّز على إقناع “القوات بتمثيلها بـ 4 حقائب، ‏دون منصب نائب رئيس الحكومة. فيما القول عن 5 وزارات ‏لـ”القوات” يعني 9 او 10 وزارات لتكتل “لبنان القوي كما أشارات أن المناقشات تدور حول جنبلاط بالتنازل عن تسمية الوزير الدرزي الثالث، على ان يُصار الى ‏التفاهم بشأن تحديد هويته. وكذلك على التأكيد على احتفاظ تكتل “لبنان ‏القوي” بـ 7 حقائب و3 لرئيس الجمهورية.

السابق
إنّهم يكسبون
التالي
بلد المليون سائق