بموافقة أميركية وبشروط اسرائيلية: الجيش السوري نحو الحدود الجنوبية

الجيش السوري
كيف تتقاطع مصالح الاطراف المعنية بحل الازمة السورية وكيف اتفقت على نشر جيش النظام على جبهة الجنوب السوري؟

بات معلوما ان روسيا تعمل على ترتيب منطقة الجنوب السوري في محافظة درعا وجوارها، وفق حسابات تخدم مصالحها الخاصة بالدرجة الاولى، فالأخبار التي وردت حول استبعاد الايراني عن ضفة المواجهة مع اسرائيل واعادة انتشار الجيش السوري هناك، لا يمكن تفسيره الا لحساب حماية أمن اسرائيل، منعا لانزلاق الامور نحو حرب شاملة تقوّض ما بنته روسيا على مدار الحرب السورية من تمكين نفوذها واعادة احياء دورها بمواجهة اميركا.

اذا شروط التسوية التي فرضتها روسيا على الاطراف كافة وتنسحب بالتالي على الاميركي، اعادت خلط الاوراق والتحالفات وان كان المحرّك الفعلي للطرح الاساسي القاضي بخروج القوات الاجنبية من سوريا لا يتم دون رضا الاميركي وبإيعازه ، كما يرى المحللون.

اقرأ أيضاً: صفقة بوتين – الأسد مع اسرائيل تطرد إيران من جنوب سوريا

العزي: اسرائيل تشارك بحماية نظام الأسد

المحلل السياسي خالد العزي رأى ان “روسيا تعمل على تحسين شروطها في التسوية وهي واقعة بين نارين، نار التخلي عن النظام السوري ونار التخلي عن الاسرائيلي، وبالتالي اي حرب اسرائيلية – ايرانية ستكون هي الخاسر الاكبر فيها، وروسيا الان كل ما يهمها هو ضمان امن اسرائيل من خلال اخراج الايراني وابعاده عن حدودها وهي تعمد الى بيع هذه الورقة الى اميركا”.

العزي استنتج من ذلك ان كل التوصيات والاتفاقات التي وضعتها روسيا هي وعود كاذبة “فكل المناطق التي دخلتها من الغوطة او غيرها هي ببصمات اميركية وهم جبناء، لذلك هم يسرعون الى عقد تسويات للتقليل من حجم خسائرهم من جهة والحفاظ على هدفهم بتوسيع مناطق نفوذهم دون اي منازع ومنه الايراني من جهة اخرى ”

واذ رأى العزي ان ايران لن تنسحب لمسافة 40 كيلومترا يقول ” الايراني لن يوافق على ذلك فهو يملك تفويضا قانونيا من النظام الذي قام باستدعائه، وايضا الاميركي لن يوافق على الشروط الروسية الكبيرة، التي تقضي خروج كل الميليشيات من سوريا توافقا مع القرار الاميركي، مقابل خروج 12 ألف مقاتل من الجيش الحرّ، هم الاشد تدريبا ويملكون اسلحة اميركية” واضاف “امر خطير يبرز هنا هو ان روسيا اتهمت بالأمس اسرائيل بدعمها المعارضة في تلك المنطقة، وبالتالي اذا كانت اسرائيل تريد حماية امنها لماذا وافقت على اخراج المعارضة التي تحميها؟”

ويستنتج ان”الامر المؤكد هنا ان اسرائيل هي شريك في الحل وليس اميركا، والروس يعززون دورهم لإرضاء الاسرائيلي، ولعل اكبر دليل على ذلك هي الغارات الاسرائيلية المتكررة باتجاه المواقع الايرانية وعجز النظام عن الرد الا بالحد الادنى الذي شاهدناه”.

واشار العزي” الروس يقومون بحركة سياسية دؤوبة ولكن الاميركي لحد الان ساكت والتنافس هنا هو على معبر نصيب وسيحصل اتفاق دولي هنا حول من سيضمن هذا المعبر، فمن جهة نجد الاردن اضطر للدخول في تسوية لسبب هو ان هذا المعبر يؤمن ايرادات اقتصادية له، اما الاميركي فانه قد يوافق ولكن وفق تحديد شروط منها التفاوض حول كل التفاصيل، فالأميركي يمثل كل شيء في سوريا والروسي ليس سوى نمر من ورق ودخوله الى سوريا بالأساس هو برضى الاميركيين”.

العزي اكد ان “من يحمي النظام السوري وبشار الاسد هو الاسرائيلي، وهذا الاخير يريد ضمان عودة حكم الاسد لان لديه تجربة سابقة معه في مجال حماية حدوده، وهنا اذكر بحديث رامي مخلوف لصحيفة بريطانية عندما اكد إن اسرائيل لن ترضى بزوال نظام الاسد في سوريا، وكل المنعطفات التي حصلت منذ 7 سنوات حتى اليوم تؤكد ذلك”.

وختم العزي “الروس يبيعون ويشترون وفق مصالحهم وهم يريدون تسوية عاجلة وتوسيع مناطق نفوذهم ظنا منهم انهم بذلك يستفردون بوضع الدستور، ولكنهم اغبياء بالسياسة بدءا من دعمهم لحاكم ساقط في سوريا، والروس لديهم مشكلة ما بعد التسوية، تتمثل في ثلاث نقاط هي الالية التي سيعتمدها لخروج الايراني، الاحتضان الشعبي للروس بعد انتهاء الازمة وعدم تحوله الى محتل بنظر الراي العام، والنقطة الاهم والتي يخشاها الروسي هي اعادة الاعمار فالروس فقراء ويعانون من اقتصاد سيء”.

اقرأ أيضاً: بعد القرار الروسي: الجيش السوري يخلي المطارات العسكرية من الايرانيين وحزب الله

منير: روسيا قايضت ايران في مكان اخر

من جهته الكاتب والمحلل السياسي جوني منير قال ان “الدور الروسي لترتيب الوضع في سوريا هو بالتعاون مع الاميركي، والطرفان الروسي والاميركي لا يريدون نشوب مواجهة مفتوحة بين الايراني والاسرائيلي، وبالتالي عندما اقترب الايرانيون من درعا لتحريرها اقتربوا جدا من اسرائيل بمواجهة الجيش الاسرائيلي الامر الذي دفع بالأميركيين الى اعلان عدم رضاهم فعمدوا حينها الى انتاج هذه الديباجة القاضية بانسحاب المسلحين والايرانيين وانتشار الجيش السوري ويلتزم الروسي بدور المراقبة”.

وتساءل منير”ما هو الموقف الايراني هنا؟” يقول “لا يمكن نفي او تأكيد رضاه او قبوله بهذا الوضع ولكن ما يمكن قوله هو عدم اعتراضه الكبير لأنه ربما يكون قد عقد تسويات اخرى مع الروسي في مناطق اخرى، فالروسي يدير اللعبة هنا ولكن بالتوافق مع الاميركي، والا لما دخلت فيه كل من اسرائيل والاردن”.

السابق
تحية إلى جنى وأمثالها
التالي
اشراك السلك الخارجي في الهجوم على «القوات»: هدف باسيل الغاء خصومه‎