فرسان مكافحة الفساد

احد ابرز أسباب الفساد وترسيخ الفساد هو استمرار نفس الأشخاص بشغل المراكز السياسية والسلطوية لمدة طويلة من الزمن.معروف ان الأنظمة الديموقراطية تمنع احتكار اي مركز مهم لمدة تتجاوز الثماني سنوات.

الرئاسة الأميركية وهي المركز الاقوى عالمياً ممنوع ان يشغلها اي رئيس لمدة تتجاوز الثماني سنوات.نهضة الصين الاقتصادية والتي تعتبر معجزة الثلاثين سنة الماضية، ارتكزت سياسياً على مبدأ ان لا يشغل المنصب الاول في البلاد اي شخص لمدة تتجاوز السنوات العشر وهذا ما جعل الحزب الشيوعي الصيني ينزع إرث الديكتاتورية السابقة ويتجه الى تقديم الكفاءة والجدارة وجعل الحروب على الفساد تعطي ثماراً ولو ليس بالمستوى المطلوب. يجب ان نذكر ان الموجة الاخيرة من الحرب على الفساد أدت الى تطهير حوالي مليون من أعضاء الحزب الشيوعي وأعضاء السلطات المحلية.

إقرأ أيضاً: صلاح الحركة: رفض الفساد يجمعني مع القوات والتقدمي في بعبدا

فقط في لبنان وإيران اي البلدان الأكثر تخلفاً من حيث النظام السياسي والممارسة السياسية لدينا الأمثلة المعاكسة.في ايران المركز الاول الطاغي يشغله خامنئي منذ تسعة وعشرين عاماً وهو يحرص باستمرار على خنق اي صوت معارض بل يحرص على تصفيتها بالوسائل الدموية ونتيجة ذلك باستمرار هو العزلة الدولية والتدهور الاقتصادي وايصال الشعب الإيراني الى المجاعة مع اعلى نسبة بطالة في العالم واليوم الشعب الإيراني في الشوارع هاتفاً الموت للديكتاتور.
اما في لبنان فقد جرت الانتخابات بالقانون الأكثر تخلفاً والأكثر طائفية ومذهبية وتحت إشراف وارهاب السلاح والطريف ان جميع الغاطسين في الفساد خاضوا الانتخابات تحت شعارات مكافحة الفساد في عملية استغباء واضحة للشعب اللبناني المطلوب منه ان يصدق ان الذين شرّعوا وعمموا الفساد بكل اوجهه سيكونون الْيَوْمَ فرسان مكافحة الفساد.
بالفعل توجت عملية الانتخاب بإعادة نبيه بري الى كرسي رئاسة مجلس النواب بعد ان صدر قرار تعيينه من الأمين العام لحزب ايران وبذلك سيدخل بري الى كتاب غينيس للأرقام القياسية في طول المدة التي جلس فيها على هذا الكرسي والتي ستقارب الثلاثين عاماً.

إقرأ أيضاً: الطفيلي: ثنائي الفساد الجنوبي للتجارة لا للمقاومة

بري حصل في التصويت المسرحي على ثمانية وتسعين صوتاً وبذلك يكون لدينا ثمانية وتسعين من فرسان مكافحة الفساد ولبنان سيكون بعد أربعة سنوات أفضل من سويسرا والسويد في مقاييس مكافحة الفساد وكأن اللبنانيين لم يختبروا هؤلاء طوال خمسة وعشرين سنة كاملة.
لبنان لا ينتج رؤساء او اقوياء لبنان ينتج اعباء وانواء.ينتج من يحرصون على إفقار الشعب وضرب الاقتصاد وتهجير الشباب وأخذ البلد الى الحروب التي تخدم المرشد وديكتاتوريته.
إقطاعيات وتسلطيات وميليشيات وزعامات فارغة وصغيرة تقود لبنان الى خراب عميم وفساد رجيم.

السابق
أوساط 8 آذار تعمم تشكيلة الحكومة المتوقعة!
التالي
الشيخ حسن مشيمش: حقيقة الصراع