الشيخ حسن مشيمش: حقيقة الصراع

الإسلاميون يقيمون في عواصم دول الغرب ويمارسون معتقداتهم بكل حرية وأمان ويتنعمون بأرقى الضمانات المالية والصحية ومع ذلك يعتقد الإسلاميون اعتقاداً خطيراً يعتقدون بأن الصراع القائم على وجه الأرض هو بين المسلمين والصليبيين، أو بين المؤمنين والكافرين.

أنا مختلف جذرياً وعميقاً معهم بهذه المسألة الخطيرة إنني أعتقد بأن الصراع في الأرض بين الظالمين والمظلومين فقط وليس بين المسلمين والصليبيين ؛ ولا بين المؤمنين والكافرين.
إن الشعوب الغربية والأحزاب الغربية ليست صليبية ولا كافرة ولا عندها مشروع لإزالة دين المسلمين من الوجود.

إقرأ أيضاً: الشيخ حسن مشيمش: هل الجنة للمسلمين حصرياً (2)؟

الشعوب الغربية والأحزاب الغربية شعوب وأحزاب علمانية بامتياز فهي ليست مع الأديان ولا ضد الأديان هي حيادية بمسألة الأديان بامتياز؛ ومن حقها أن تناضل سلميا لتعطيل كل فكرة دينية في دولها تتعارض مع قوانيننها وثقافتها تتعارض مع الحرية الفكرية والحرية السياسية ومع معاني العدالة بمفهومها الإنساني العقلي لا العدل بمفهومه الديني الخاضع لنصوص الفقهاء واجتهاداتهم فمفهوم الشعوب الغربية والأحزاب الغربية للعدالة يرفض قطع يد السارق إن سرق ما بقيمة 40 دولار فصاعدا كما يعتقد فقهاء المسلمين، ولا يقتل مرتداً عن أي دين، ولا يرجم الزاني والزانية، ولا يحرق لواطاً، وليس بخلفية الحرب على الإسلام حينما يُبيحون الخمر ولحم الخنزير والتقبيل بين الرجال والنساء علانية في الشوارع؛ بل بخلفية ثقافتهم وقناعاتهم بشرعية ذلك وصحته وصوابه.

إقرأ أيضاً: الشيخ حسن مشيمش: هل الجنة للمسلمين فقط؟

فهذه طبيعة ثقافتهم وقناعاتهم ومن ينكرها فهو جاهل بمعرفة طبيعة الشعوب الغربية والأحزاب الغربية جهلا أعمى وخطيراً، وعقله عقل مُغْلَق ومُقفل يريد أن يتعامل مع هذه الشعوب وفق توصيفه لا وفق حقيقة واقعها البريئة من الروح العدوانية ضد الإسلام والأديان.
إن الشعوب الغربية علمانية تناضل لتحييد الدولة عن الأديان وأيضا تحييد الأديان عن الدولة حرصا منها على الإثنين معا.

السابق
فرسان مكافحة الفساد
التالي
المقاومة و «ثقافة المقاومة»