نصرالله للبنانيين في 7 أيار: سلاحنا نال تفويضكم النيابي للحرب الجديدة!

احمد عياش

اللبنانيون الذين تابعوا مواقف “حزب الله” منذ اسابيع وحتى السادس من أيار يوم الاقتراع الشامل,خرجوا بإنطباع ان الحزب سيكون مختلفا عما كان عليه منذ مشاركته في الحياة البرلمانية عام 1992 وذلك في ضوء تركيز أمينه العام السيد حسن نصرالله المتكرر على ملف الفساد,وقوله ان الحزب سيكون شريكا فاعلا في القرار الاقتصادي في المرحلة الجديدة بعد الانتخابات,أي بدءا من 7 أيار.فهل كان هذا الانطباع في محله ؟

تقول اوساط وزارية متابعة ل”النهار” ان هناك فعلا أجواء جديّة تتعلق بمسيرة إقتصادية سيشهدها لبنان في المرحلة المقبلة إنطلاقا من نتائج مؤتمر سيدر الباريسي قبل أسابيع والذي رسم إطارا لكيفية النهوض في هذا البلد وفق شراكة القطاعيّن العام والخاص مدعوما بإستعداد دولي وخليجي للمساهمة في هذاالبرنامج الطموح الذي بلغت تعهداته ال 12 مليار دولار.وربما تكون هناك فسحة مهمة من الوقت لكي تسير البلاد على هذه السكة الاقتصادية.

في المقابل,ينظر محللون سياسيون الى أن تمتع لبنان بفترة من التركيز على ملف نهوضه الاقتصادي لا يلغي ان “حزب الله” قد جاهر في الوقت عينه بعزمه على ربط البلاد بما سيؤول اليه الصراع في المنطقة وخصوصا في ضوء المواجهة الواسعة التي تدور بين واشنطن وطهران.

يوم الثلثاء الماضي,وخلال إطلالته التلفزيونية الاخيرة على أنصاره في بعلبك-الهرمل قال نصرالله بوضوح كامل :”اليوم نحن ما زلنا في قلب المعركة… وما زلنا بحاجة للمعادلة الثلاثية الذهبية والماسية، الجيش والشعب والمقاومة .”

ما قاله نصرالله في لبنان ,قالته أيضا صحيفة “كيهان” الايرانية في طهران.حيث كتبت تحت عنوان “المجلس النيابي اللبناني سيفرز توازنات جديدة” تقول :” ان المجلس النيابي القادم سيفرز توازنات جديدة لصالح مشروع المقاومة الذي يقوده حزب الله لبناء لبنان حيث يبرز كلاعب قوي ومؤثر في المنطقة. وسيكون يوم السابع من ايار التي ستظهر فيه النتائج عرسا وطنيا يؤكد فوز حزب الله والقوى المتحالفة معه من شتى الاديان والمذاهب والاتجاهات المتباينة.”

إقرأ أيضاً: قراءة أولية لنتائج لم تصدر بعد: حزب الله وحلفاؤه يستعدون لاعلان انتصارهم
لا يختلف إثنان في القول ان “حزب الله” سيكون رأس حربة إيران في المواجهة بين الجمهورية الاسلامية وبين إسرائيل التي وجهت, وفي خلال فترة قصيرة من الزمن , ضربتيّن موجعتيّن الى التشكيلات العسكرية الايرانية في سوريا .وفيما بدت إيران متريثة في الرد حتى الان, بدت تل أبيب ماضية في إستدراج طهران الى المواجهة. وقبل أن يحط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قريبا في موسكو أبلغ الاخير مجلس وزرائه ,وفق موقع “المصدر”الاسرائيلي الالكتروني قائلا:”نحن لا نريد خوض معركة مع إيران.لكن إذا دعت الحاجة فمن الافضل أن تحدث حرب الان”.

أين موقع لبنان على رقعة المواجهة الاسرائيلية-الايرانية؟ يقول “المصدر” الاسرائيلي نقلا عن محللين إسرائيليين أنه “عند نهاية تشكيل البرلمان والحكومة في لبنان سيكون حزب الله مشغولا في السياسة اللبنانية الداخلية وسيتجنب إشعال المواجهات مع إسرائيل ثانية. وفي ظل الانتخابات اللبنانية، حتى وإن تعززت قوة حزب الله في البرلمان اللبناني، فلن يؤثر هذا في إسرائيل أبدا. على أيه حال، يعتمد مستقبل توازن القوى بين إسرائيل ولبنان على نتائج الحرب في سوريا وليس على الانتخابات في لبنان.”
في موازاة هذا المشهد الاسرائيلي-الايراني ,هناك مشهد داخلي له خصوصية شيعية لافتة.فقد رصد المراقبون تحوّلات تمرّ بها الطائفة في لبنان على مستويات عدة .وآخر مظاهر هذه التحولات, ما إنتهى اليه تصويت المغتربين.إذ تبيّن ان مغتربي الطائفة كانوا الاقل مشاركة في هذا الاستحقاق مقارنة بمشاركة سائر مغتربي الطوائف الاخرى.وسرت تكهنات ان السبب الجوهري لهذا العزوف الشيعي في عالم الاغتراب عن ممارسة حق الاقتراع هو الرغبة في تفادي توجيه أصبع شبهة العلاقة بين الشيعة المغتربين وبين “حزب الله”.

هذا في العالم الخارجي,أما في الداخل,وللمرة الاولى في تاريخ الشيعة خرج الى العلن الجدل حول علاقة الثنائي بشيعة منطقة البقاع حيث باتت شائعة عبارة “الثنائي الجنوبي” للقول ان كل القيادات السياسية والحزبية في الطائفة آتية من الجنوب.وقد تدخل نصرالله شخصيا في آخر إطلالاته للرد على هذا التوصيف متهما من يتحدث عن “بقاعي وجنوبي” بأنه “وسواس خنّاس يريد إيقاع البغضاء والاحقاد والفرقة والفتنة بين أصحاب أهل الصف الواحد”.

إقرأ أيضاً: المشنوق: من لم يقترع فليتحمّل مسؤولية بأن لا يعترض في المستقبل
في سياق متصل:هل هي صدفة ان الزعيميّن الشيعيين ,الرئيس نبيه بري ونصرالله لم يخرجا مرة واحدة في كل مراحل الانتخابات في صورة شخصية على جمهورهما وأكتفيا بالاطلات التلفزيونية؟بالطبع سيأتي التبرير من اوساط الجانبيّن ليقول ان الاعتبارات الامنية هي التي تقرر.وهنا من المشروع التساؤل:هل هذه الاعتبارات الامنية كانت مفقودة كليا عن الزعيم السنيّ ,الرئيس سعد الحريري ,الذي لم يترك منطقة في لبنان لم يزرها لتعبئة الناخبين قبل الاستحقاق؟وهل ان وصول الحريري الى عرسال هو أسهل من وصول بري الى صور,ووصول نصرالله الى بعلبك ؟

لبنان يدخل في 7 أيار مرحلة جديدة بكل ما في الكلمة من معنى.لكن أخطر ما فيها ان “حزب الله سيخرج بشخص نصرالله على اللبنانيين ليقول لهم :”سلاحنا نال تفويضكم النيابي للحرب الجديدة! “في هذه الحالة سيكون نصرالله منسجما مع نفسه بالكامل!

السابق
منى أبو حمزة: مبروك للنساء اللبنانيات وللمجتمع المدني
التالي
وهاب:خرقنا بمقعد وجنبلاط يتدخل لتعديل النتائج