حالات اعتراض «فايسبوكية» بعد فورة المجتمع المدني.. هل تغيّر نتائج الانتخابات؟

اضافة الى المجتمع المدني الذي سجل اعتراضاته في تظاهرة آب 2015 تبرز حالة اضافية غير منضوية تحت أي اطار، تشّجع على تسجيل موقف اعتراضي، رغم كل حالات الانفصام التي عاشها المجتمع المدني. فما هي هذه الحالة؟

كتبت، الصحفيّة، فاطمة رضا، او المعروفة بـ”تيما رضا”، على صفحتها عبر الفايسبوك، نشرة تتضمن 112 سببا عرضت فيها لكل المشاكل التي تمنع أي مواطن عاقل  مدرك، من اعادة انتخاب أي من اللوائح التي تشارك احزابها في السلطة اليوم. وكان سبقها المحامي والناشط حسن بزيّ، الى تسجيل رأيه في مواجهة الفساد.

وفي اتصال مع فاطمة رضا، قالت لـ”طلعت الفكرة معي خلال قيادتي السيارة في ظل عجقة السير، وكنت قد نويت ان اضع كتابا حول السبب الذي يدفعني لعدم الانتخاب. وكنت كلما كتبت سببا أجد اسبابا اضافية اخرى، مما منعني من الزيادة لأني تعبت، فتوقفت عن الاضافة، وطلبت من الاصدقاء المتابعين، اضافة كل ما يرونه من أسباب لعدم الاقتراع أيضا، وكنت قد وصلت حتى 112 سببا. وهي وان بدت كثيرة جدا، الا انها تحضر الى اذهاننا بسرعة كبيرة، كوننا نعيش هذه المشاكل في كل مراحل عيشنا”.

إقرأ أيضا: المستقلون يعانون في «دائرة صور – الزهراني»: قحط مالي وندرة مرشحين

وتضيف تيما، قائلة، ردا على سؤال “لو ان المجتمع المدني استطاع ان يوّحد صفوفه، ولم تتحول الامور الى نوع من شخصنة- خاصة ان قانون الانتخاب هو القانون الارثوذكسي، المغلّف بالنسبيّة، وموضوع الصوت التفضيلي، هو المشكلة الاضافية ايضا”.

و”من المفترض ان يتكاتف المجتمع المدني، وان يتوّحد، بوجه السلطة، ولو انهم شكلوا لوائح واحدة في كل الدوائر، وتكتلوا بوجه السلطة، فستظهر النتيجة على مدى سنوات، عندها يمكنهم ان يصلوا الى نتيجة مهمة”.

وتضيف تيما، قائلة “في دائرة بيروت الثانية ترشح تسع لوائح، مما يشتت اصوات الناخبين وهذا كله يصبّ في خدمة السلطة”. وردا على سؤال قالت “انا مع دخول فعاليات المجتمع المدنيّ الى السلطة، لكن مع ان يتجمّعوا في لوائح واحدة. ومن الملاحظ ان دائرة صور- الزهراني، هي الدائرة النموذجية في كل لبنان، حيث ان المعارضة تكتلت في لائحة واحدة”.

وتضيف “وان كان من الصعب ان يخرقوا، لكن الانتخابات البلدية في بيروت لا تزال امام ناظرنا، حيث انها كانت مؤشرا الى امكانية التغيير”.

 

 

وختمت فاطمة رضا، الصحفيّة الناشطة الفايسبوكيّة، بالقول “لستُ متفائلة، ولكني لا ادعو الى عدم الانتخاب، بل ادعو الى عدم ترك اصواتنا لان هذا يُفيد السلطة. وكنت قد شاركت للمرة في الانتخابات السابقة بورقة بيضاء الا انها لم تظهر في النتائج، مما استدعى مني توجيه سؤال الى زياد بارود الناشط المدني حينها حول قيمة الورقة البيضاء، واليوم وفي ظل هذا القانون الورقة البيضاء ترفع الحاصل الانتخابي. لذا استنكف عن الممارسة الديموقراطية، ولكن كما لاحظت ان كل الناس ذاهبة الى الانتخاب، رغم الاعتراضات الكبيرة على السلطة القائمة في ظل عدم التشكيل او التشطيب”.

 

من جهة أخرى، يرى الناشط المدني والمحامي حسن بزي، الذي يشكّل حالة توعوية عبر الفايسبوك، يقول لـ”جنوبية”: “انا اعمل ما يُمليه عليّ ضميري، وانا سأنتخب، ولا ادعو الى عدم الانتخاب، وقد اخترت لائحة التغيير في الدائرة الثالثة الجنوب، لان شخصياتها غير فاسدة”.

وللعلم فان الاستاذ حسن بزي، كان قد اطلق هاشتاغ منذ فترة بعيدة يقول #يا_وعي_أدركنا، انتقده الكثيرون عليه لاسباب دينية، لكن يعمل بزي الناشط دوما يعمل حاليا على اطلاق فيديو حول الانتخابات للسيد محمد حسين فضل الله”.

و”لكن ثمة انفصام يعيشه الناخبون، حيث انهم ضد الفساد لكنهم يعيدون انتخاب لائحة السلطة. ولا يمكن ان تثق بالناس، نتيجة هذه الازدواجية”.

إقرأ ايضا: المرشحة لينا الحسيني… المرأة الوحيدة المُعارضة في «الدائرة الثانية» جنوبا

وختاما، يسجل بزيّ عتبه على الاصوات الصامتة التي لا تنتخب بحجة عدم تأثير صوتها الاعتراضي، علما ان عدد المعترضين اكثر من عدد الناخبين للوائح السلطة في دائرة معينة”.

 

السابق
غرفة العمليات في الداخلية: بدأت العملية الانتخابية صباح اليوم
التالي
هيئة الإشراف لوسائل الإعلام: للتقيد بالصمت الإنتخابي وإلا…