قرار أميركي لـ«نزع سلاح حزب الله» عن طريق مجلس الامن

طرح الكونغرس الاميركي مشروع قانون جديد لـ"نزع سلاح حزب الله" يتألف من 5 اقسام، ويحمل ملف المشروع الرقم 115، فما هو الجديد في هذا القرار وما هو المطلوب منه؟

مشروع القانون الاميركي هذا لا يشكل جديداً، فهو يأتي بعد سلسلة اجراءات اتخذتها الادارة الاميركية بحق ما تعتبره “حزباً ارهابياً” كما صنفته في العام 1997، وصولا الى تكريس مواقفها بقرارات في مجلس الامن الدولي تحمل ارقام 1701و 1559و 2373 ، ولعل اشدها تظهيرا لمواقفها هو مشاركتها في العدوان الاسرائيلي في تموز 2006، وما خلفه من دمار للبنان.

يبدو ان الاصرار الاميركي في المضي بمحاصرة “حزب الله ” بالعقوبات في مرحلة الاصطفافات والمحاور الاقليمية، حيث ينضوي هذا الاخير في محور الممانعة، سيما بعد توجه ادارة ترامب الى تجييش المجتمع الدولي لتجديد العقوبات على ايران والغاء الاتفاق النووي.

هل سيجد مشروع القرار الاميركي طريقه الى مجلس الامن ؟ وهل تضع واشنطن في حساباتها جدية القرار من حيث قوة مفاعيله وقدرته على ردع ما تعتبره “يشكّل خطراً على مصالحها وحلفائها من خلال تدخله المسلح في صراعات عدة، أبرزها اليمن والعراق وسوريا” ؟ والاهم كيف سيكون تأثيره على قدرات حزب الله القتالية؟

عبد الساتر: مشروع القرار يهدف لتحقيق رغبة اسرائيلية بمحاصرة حزب الله

المحلل السياسي فيصل عبد الساتر قال في حديث لـ”جنوبية” انه ” لا بد من التذكير بمسألة اساسية وهي ان مثل هذه المشاريع التي تتقدم بها الادارة الاميركية بين الفترة والاخرى ليست سوى استكمالا لحلقة الضغط المتواصل على حزب الله على مختلف المستويات، مثل نشر هذه التعاميم في اوروبا ودول اخرى، واضاف ” ومما لا شك فيه ان بعض الدول العربية وتحديدا الخليجية منها ربما اصبحت ايضا جزءا من هذا المناخ الذي يتحالف مع الولايات المتحدة الاميركية في هذه القضايا”.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يعلّق على أيزنكوت: «فقدوا عقولهم»

من ناحية اخرى رأى عبد الساتر ان ” الولايات المتحدة تريد القضاء على كل ثقافة تدعو الى مواجهة اسرائيل وكل من يدعو الى نصرة القضية الفلسطينية بتسميته حركات ارهابية، وهذا امر تعمل عليه الولايات المتحدة الاميركية في أي لحظة ولا تخفيه وسواء كانت الادارة تنتمي الى الحزب الجمهوري او الديموقراطي ، ولكن مثل هذه المشاريع ما كانت لتجد قبولا او رضا وتفهم وتعاون ما لم يكن هناك ارضية لمثل هذا الامر في بعض بلداننا العربية مع الاسف وخاصة في الدولة المعنية الاساسية، واقصد لبنان حيث تدرجت هذه القضية من عنوان اساسي واعتبار حزب الله برمته كتنظيم ارهابي ثم جعل المقاومة بجناحها العسكري ارهابيا ثم لتصل بعد ذلك الى اعتبار كل من يتبرع او يقدم المال للمقاومة ثم وضع بعض اللاسماء على لوائح السوداء في العالم”.

 

ويختم عبد الساتر بالقول “هي محاولات متسلسلة ومتشعبة لتشكيل دائرة حصار كاملة اجتماعية وقانونية وسياسية وعسكرية وطبعا العماد الاساسي في هذا الموضوع ما ترتكز اليه الحكومة اللبنانية ،علما ان هذا الموضوع هو نقطة خلاف داخل الساحة اللبنانية وصحيح ان البعض لا يمكن المجاهرة علنا بموقفه الذي يشجع هذا القرار لكنه ضمنا يتمنى ان ينجز هذا المشروع، خاصة في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة فمن المؤكد ان اللوبي الصهيوني يدفع باتجاه هذا القرار لانه يخدم مصالحه وهذا يرتبط ايضا بالاكتشافات النفطية وايضا موضوع بناء الجدار على الحدود اللبنانية الفلسطينية هي اذا عملية استكمالية وتحقيق ما تريده اسرائيل واميركا تسعى بأي شكل من الاشكال لخدمة مصالحها” .

وليد عربيد: المطلوب اميركيا تحويل “حزب الله” الى حزب سياسي في لبنان

من جهته المحلل السياسي وليد عربيد اشار بان ” الولايات المتحدة الاميركية تعمل على تأمين امن اسرائيل ولعب دور رئيسي في منطقة الشرق الاوسط وخاصة بعد انتهاء الحرب الباردة ومحاولة الادارة الاميركة ان تجعل من الكيان الصهيوني دولة شرعية في اطار ما نلاحظه اليوم في الصراعات الدائرة في المنطقة من الازمة السورية وحتى اليمنية وحتى في القضايا العالقة مثل المسألة الكردية والفلسطينية”.

واضاف عربيد ” هناك صراعا بين الولايات المتحدة وروسيا لفرض سيطرتها على الامم المتحدة ومن يلعب الدور هي موازين القوى، لذلك فإن القرارات التي اصدرتها في مجلس الامن من اجل حماية وتأمين امن اسرائيل”.

 

 

وقال عربيد “اليوم هذا المشروع هو للفت الرأي العام الاميركي والغربي بأن حزب الله هو حزبا ارهابيا يقاتل اسرائيل وايضا ان اميركا ارسلت قوات اليونفيل لسحب سلاح حزب الله ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل ان سلاح حزب الله هو سلاح ميليشا او سلاحا مقاوما ؟”

واكد عربيد ان “الامم المتحدة ارسلت قوات حفظ السلام ولكن وجدنا ان هذه القوات انتشرت داخل الاراضي اللبنانية ولم تتجرأ ان تكون داخل الحدود الاسرائيلية وهذا يشكل خرقا للقانون الدولي لانه على قوات حفظ السلام ان تنتشر على طرفي الحدود، فهل يستطيع قرار في مجلس النواب ومجلس الشيوخ الاميركيين وخاصة بعد قرارات اصدرتها بعض الدول الاوروبية بالفصل بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله؟ فالمطلوب اليوم من حزب الله ان يكون حزبا سياسيا في لبنان والقرار هو لتمرير كيفية تحويل اسرائيل من كيان غاصب الى دولة متحالفة مع جيرانها وتحديدا جيرانها العرب، وهذا ما لاحظناه اليوم في تحالف اسرائيل والمملكة السعودية في مواجهة ايران، لذلك فان واشنطن تضغط اليوم لتحجيم دور المقاومة في سوريا ولبنان وان حزب الله هو حزبا اقليميا ويلعب دورا عسكريا في المنطقة وتحديدا انتقاله الى ذراعا عسكرية قوية الى جانب الجيوش الموجودة وهذا ما يخيف اسرائيل لما لدى حزب الله ترسانة من الصواريخ وخبرة قتالية اكتسبتها في مشاركتها في حروب المنطقة “.

إقرأ أيضاً: توطين «حزب الله» في سوريا!

يذكر ان القسم الاخير من مشروع القانون طرح وضع تقرير استخباري تقديري عن حزب الله “في موعد لا يتجاوز 90 يوماً بعد سنّ هذا القانون بحيث يقوم مدير الاستخبارات الوطنية، بالتشاور مع وزير الخارجية الاميركي ، بإعداد تقدير استخباري وطني عن حزب الله”!

السابق
المرحلة الثانية من دفع التعويضات المستحقة في عاصمة الشمال طرابلس
التالي
لماذا خلقنا الله؟