بين تموز 2006 وتموز 2014: المقاومة الخيار الوحيد

قاسم قصير

بعد مرور ثمانية اعوام على شن العدو الصهيوني عدوانه على لبنان في تموز 2006، ها هو هذا العدو يشن عدوانا جديدا على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة فيستشهد العشرات ويجرح ويعتقل المئات، وبالمقابل ترد المقاومة الاسلامية والوطنية على هذا العدوان باطلاق مئات الصواريخ على الكيان الصهيوني ومدنه وقواعده العسكرية ومطاراته ومستوطناته.

ورغم عدم وجود توازن كامل بين قدرات المقاومة في لبنان وفلسطين من ناحية وقدرات العدو الصهيوني من ناحية اخرى، فقد اثبتت قوى المقاومة في البلدين انها قادرة على ضرب استقرار الكيان الصهيوني والوصول الى كل مدنه ومراكزه الاستراتيجية ودفع ملايين الصهاينة للنزول الى الملاجيء ، كما فرضت قوى المقاومة معادلة مهمة : ان اي عدوان صهيوني سيواجه بقوة صاروخية تزلزل هذا الكيان ، وكل ذلك يدفع هذا الكيان والقوى الحليفة له للجوء الى المفاوضات من اجل وقف اطلاق النار دون ان يحقق العدو ايا من اهدافه السياسية او العسكرية.

فما هي ابرز نتائج المواجهات التي خاضتها المقاومة في لبنان وفلسطين ما بين تموز 2006وتموز 2014؟ والى اين تتجه الاوضاع في المرحلة المقبلة؟

نتائج المواجهات

بداية ما هي ابرز نتائج المواجهات التي خاضتها قوى المقاومة في لبنان وفلسطين ضد العدوان الصهيوني ما بين تموز 2006 و2014؟

من خلال تقييم المواجهات التي خاضتها قوى المقاومة ضد العدو الصهيوني منذ تموز 2006 وحتى تموز 2014 يمكن استخلاص النتائج التالية وفقا للعديد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين وحتى من قبل قادة وخبراء العدو الصهيوني:

اولا: ان القوى الصاروخية التي تمتلكها قوى المقاومة والتي تطورت كثيرا كما ونوعا تلعب الدور الاساسي في المواجهات، كما ان المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين اصبحوا يمتلكون قدرات نوعية وهم قادرون على مواجهة الجيش الصهيوني.

ثانيا: لقد نجحت قوى المقاومة في ضرب استقرار وامن الكيان الصهيوني من اقصاه الى اقصاه وهذا ماعجزت عنه الجيوش النظامية.

ثالثا: ان صمود الشعبين اللبناني والفلسطيني يلعب دورا اساسيا في دعم قوى المقاومة وتأمين البيئة الداعمة لها في الصراع.

رابعا: ان الجيش الصهيوني لم يعد قادرا على حسم المعارك البرية رغم ما يمتلكه من قدرات وامكانيات ولم يعد هذا الجيش يخيف المقاومين بل اصبح قادة العدو يترددون كثيرا على صعيد القيام بالعمليات البرية ويكتفون بالقصف الجوي والبري.

خامسا: ان التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والامكانيات بين قوى المقاومة يعتبر عاملا اساسيا في تطور عمل المقاومة وما تحققه من انجازات.

سادسا: ان الصراع مع العدو الصهيوني هو الصراع الاساسي في المنطقة رغم كل ما يجري من تطورات خطيرة وان القضية الفلسطينية تبقى القضيىة المركزية لدى الشعوب العربية والاسلامية.

سابعا: ان العدو الصهيوني لم يعد قادرا على فرض شروطه وتحقيق اهدافه السياسية والعسكرية وان قرار المقاومة يلعب دورا اساسيا في المفاوضات.

مستقبل الصراع

لكن الى اين يتجه الصراع مع العدو الصهيوني في المرحلة المقبلة ان في لبنان او في فلسطين؟

رغم التطورات الخطيرة التي حصلت في المنطقة خلال السنوات الثلاثة الماضية والتي انعكست سلبا على قوى المقاومة في لبنان وفلسطين ، فان العدوان الجديد على غزة وما يجري في جنوب لبنان من احداث واحتمال تطور الصراع الى حرب مفتوحة والتعاون الكبير بين قوى المقاومة، كل ذلك يؤكد ان زمام المبادرة لم يعد بيد العدو الصهيوني وان الصراع مع هذا العدو يشكل العنصر الجامع بين كل القوى الوطنية والاسلامية والقومية، وانه مهما برزت الخلافات على صعيد الاوضاع الداخلية في كل بلد عربي او اسلامي، فان الصراع مع العدو الصهيوني يتقدم ويعيد توحيد الجبهات.

وانطلاقا من النتائج التي افرزتها المواجهات بين قوى المقاومة في لبنان وفلسطين مع العدو الصهيوني وصمود قوى المقاومة والشعبين اللبناني والفلسطيني وشدة المواجهات، كل ذلك يؤكد ان مستقبل هذا الصراع سيكون لصالح قوى المقاومة وشعوب المنطقة بشرط ان يتم اعادة تقييم الاوضاع ووقف الحروب العبثية الجارية في اكثر من بلد عربي واسلامي.

كما انه من الواضح ان فشل العدو الصهيوني في المواجهات العسكرية سيدفعه مجددا مع حلفائه للعمل من اجل اشعال الفتن المذهبية والطائفية في المنطقة ودفع دول المنطقة الى المزيد من الصراعات والتقسيم، وكل ذلك يتطلب من قوى المقاومة ادراك خطورة ما يجري والعمل وبسرعة لوقف انغماسها في الصراعات الداخلية والتوصل الى تسويات سياسية لكل الملفات العالقة خصوصا في سوريا والعراق ومصر ولبنان.

لكن بالاجمال يمكن القول ان ما يجري في لبنان وفلسطين يؤكد ان العدو الصهيوني هو العدو الاساسي وان كل الصراعات الاخرى لا طائل منها وان المستقبل سيكون لصالح قوى المقاومة وشعوب هذه المنطقة وان الكيان الصهيوني لم يعد الكيان الاقوى في المنطقة.

 

 

السابق
عدوان على السلام
التالي
ملف الكهرباء نحو مزيد من التأزم في الأسابيع المقبلة