«يوم العودة»الفلسطيني صفعة في وجه «صفقة القرن» الاميركية

فلسطين القدس
شكل "يوم العودة" الذي انطلق من قطاع غزة، هبة شعبية وجماهيرية فلسطينية كبرى، شاركت فيها الفصائل الفلسطينية بمختلف اطيافها، اربك حسابات العدو الاسرائيلي وفرض حالة من الاستنفار لديه ودخول الوساطة المصرية لتهدئة الجانب الفلسطيني.

تحت عنوان “مسيرات العودة الكبرى” توجه آلاف الفلسطينيين نحو حدود غزة او ما يعرف بـ”خط التماس” مع العدو الاسرائيلي، واسفرت مواجهات يوم الجمعة الماضي عن استشهاد 10 فلسطينيين وجرح 1500 منهم، في اطار توجه فلسطيني للاحتجاج على مدى سبعة ايام جمعة ويوم النكبة ونقل السفارة الاميركية الى القدس، لتشكل هذه المحطات تحدي جدي لكل من  تل ابيب و”صفقة القرن” الاميركية.

قوات الاحتلال الاسرائيلي تعيش في هذه المرحلة حالة استنفار وتأهب قصوى بمواجهة المحتجين الفلسطينيين، فبينما كانت تل أبيب تستعد لمواجهة عسكرية محتملة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، وجدت نفسها أمام مظاهرات شعبية غير مسبوقة، إضافة لعودة المشهد الفلسطيني لتصدر اهتمام وسائل الإعلام والسياسة الدوليين، واعتبرت ان الفلسطينيين  نجحوا بتسجيل هدف في المرمى الإسرائيلي.

وهناك توجه لسلطات الاحتلال بحسب مراقبين  لوضع 3 سيناريوهات للتعامل مع المشهد الفلسطيني الحاشد اولها، “سياسة ضبط النفس ” والتخفيف من استعمال الرصاص في التعامل مع المحتجين تمهيدا لاطفاء الاحتجاج، وثانيها البحث في صفقة في الخفاء بالتعاون مع الحكومة المصرية، وثالثها المواجهة العسكرية وهو اكثر ما تتمناه.

عضو المجلس الثوري في حركة فتح جمال اشمر، اعتبر في حديث لـ “جنوبية” ان “مسيرات العودة تأتي ضمن اطار التحرك في يوم الارض الذي بدأ في 30 اذار الماضي لمواجهة القرار الاسرائيلي بمصادرة الاراضي الفلسطينية منذ العام 1976 وسقط حينها 6 شهداء وعشرات الجرحى، ويستمر الفلسطينيون في احياء هذا اليوم على قاعدة  التمسك بالارض وتأكيد حق العودة” واضاف “هذا العام جاء التحرك اقوى في لحظة سياسية تبرز فيها صفقة القرن وقضية القدس وحق العودة وكأنه ملغى مع اعلان (الرئيس الاميركي) ترامب القاضي بتوطين الفلسطينيين حيث هم، وبالتالي استشعر الشعب الفلسطيني حجم الصفقة والمؤامرة التي تعتبر بمثابة تصفية لقضيتهم، لذا يمكن اعتبار هذا التحرك كرد مباشر على صفقة القرن ويأتي ايضا في اطار ما اتفقت عليه الفصائل الفلسطينية واعتبار ان التحركات الشعبية هي انسب رد في هذه المرحلة السياسية، ولعل المشاركة الشعبية الكبرى تؤشر الى ارتفاع جهوزية الشعب الفلسطيني للرد والتحرك لاحياء مطالبهم وحقوقهم”.

“هي رسالة للاميركيين ايضا بعدم السماح لصفقة القرن ان تمر”مرور الكرام” ففي التحرك الاول سقط 18 شهيد و1400 جريح، وتحرك يوم الجمعة الماضي سقط 10 شهداء 1300 جريح ونحن سنستمر بتحركنا رغم ذلك وصولا حتى 15 ايار المقبل”.

وقال اشمر”اسرائيل ترد بالرصاص الحي وهي تسعى للتصعيد العسكري وحتى تستخدم سلاح المدفعية في مواجهة المحتجين، وهي تعتبر ان ذلك سيوقف التحرك الا ان ما يحصل هو العكس، لكننا مع الاسف امام مؤسسات دولية غائبة حتى اننا لم نتمكن من ادانة الاسرائيلي والمجزرة التي ارتكبها، ثم طلبنا الحماية الدولية ولكن الاسرائيلي يرفض حتى تدخّل لجنة تحقيق لان ذلك يضع قضيتنا في الواجهة وبالنسبة اليه (الاسرائيلي) يعتبره امر سيادي”.

إقرأ أيضاً: يوم الارض اصبح عربياً بعد ان كان فلسطينياً..

حول ردود الفعل الدولية رأى اشمر ان هناك “ادانات تتكرر وخاصة من الامم المتحدة الا انها تبقى في اطار المواقف ولا تترجم فعليا كذلك مواقف الاتحاد الاوروبي لم تتحول الى مشروع او تنفذ، اما على المستوى العربي” يقول اشمر ” اكثر ما استطعنا ان نحصل عليه هو اجتماع لمندوبي الجامعة العربية والمعلوم ان دولها (دول الجامعة العربية) في حالة انقسام دائم والمهم هو توّحد الصف الفلسطيني في الميدان، وتوحيد القيادة في هذا  التحرك الذي بدأ كفكرة ثم تحول الى مشروع على الارض وصولا الى 15 ايار للمطالبة بحقوقنا التاريخية”

من جهة اخرى، اكد اشمر ان “هذا التحرك يحتاج الى واقع عربي مختلف تماما، والفلسطينيون قالوا كلمتهم، نحن رأس الحربة لكننا لسنا البديل عن الامة ولن ننجز اهدافنا اذا لم تتضامن الامة معنا نحن نعوّل على هذا التحرك، لكن الآمال تبقى معقودة على عودة الامة الى رشدها واعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للشعوب العربية”.

حسان ششنية المستشار الاعلامي لسفارة فلسطين في لبنان وضع “هذه المسيرات في اطار المقاومة الشعبية  التي تم التوافق عليها في القاهرة منذ سنوات بين جميع فصائل العمل الوطني وقال” هي بدأت تحركها في يوم الارض وستبلغ ذروتها في يوم النكبة في 15 ايار المقبل”.

إقرأ أيضاً: ذكرى يوم النكبة: فلسطين هي الأصل

ششنية اكد ان “اسرائيل ردت عسكريا على المحتجين منذ اليوم الاول للمسيرة،  وستصعّد في الايام المقبلة بشكل اكبر لأنها تعتبر ان مثل هذه التحركات تأتي في اطار المقاومة وهي بمثابة سلاح يوم القيامة وتقف عاجزة امامه لا تستطيع ان تفعل شيئا امام التحرك الشعبي سوى اطلاق النار على المدنيين وقتلهم، ولذلك كنا نحث دائما مع حركة حماس والفصائل الاخرى منذ العام 2011  على هذا النوع من المقاومة باعتباره الاجدى ويحقق نتائج ملموسة وهو ينزع عن اسرائيل صفة الشرعية، ويضغط عليها لكي تنسحب من الاراضي المحتلة وفي الفترة الاخيرة لم نلق تجاوبا وشهدنا سقوط الصواريخ  وما حصل في غزة من تدمير”.

وختم  المستشار الاعلامي حسان ششنية قائلا “نأمل ان يؤدي يوم العودة الى وحدة الصف الفلسطيني انطلاقة باتجاه تحقيق الاهداف ومطالب شعبنا الفلسطيني وان تتوحد كل الفصائل  ويتخلى البعض عن حساباتهم الضيقة لان اسرائيل اكثر ما تخشاه هو هذه الوحدة”.

السابق
السنيورة يرد على نصرالله: خانتك الذاكرة!
التالي
الأسعد لـ«نصرالله»: كلامك مرفوض جملة وتفصيلاً