الجماعة الإسلامية: ترشيحات على مستوى لبنان ولا تحالف مع حزب الله

الجماعة الإسلامية في لبنان تعبّر عن صورة منفتحة للإسلام السياسيّ للإخوان المسلمين المنتشرة في المحيط العربي. لكن في لبنان ابتعدت عن حزب الله خصوصا بعد تدخله في سوريا.

أثار ترشيح الحاج عصام برغوت، عضو بلدية بيروت السابق، بعض البلبلة نظرا لقربه من الجماعة، فاعتبره البعض مرشح الجماعة في بيروت الثانية الا ان الجماعة الاسلامية، اصدرت في بيان لها لفتت فيه الى ان “بعض وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، ذكرت أن عصام برغوت، مرشح في الدائرة الثانية في بيروت عن الجماعة الإسلامية. لذا يهم قيادة الجماعة الإسلامية أن تؤكد أن مرشحها لهذا المقعد هو الدكتور عماد الحوت، وأن عصام برغوت ليس مرشحا من قبلها”.

إقرأ ايضا: «الجماعة الإسلامية» و«حزب الله»: تقارب بعد قطيعة سنوات

وللاطلاع على تفاصيل تحالفات الجماعة الاسلامية، كان لـ”جنوبية” اتصال مع مصدر مطلع على احوال الجماعة الإسلامية، فقال “لست مخوّلا النطق باسم الجماعة الاسلامية، لكني كمراقب ومتابع، ارى ان الجو يتجه الى ان الجماعة قررت خوض الانتخابات النيابية على صعيد كل لبنان، ففي بيروت هناك الدكتور النائب عماد الحوت، وهي ماضية بترّشحيها حسب اعتقادي، ولا اتصوّر انه سينسحب. وهناك مروحة اتصالات قامت بها الجماعة مع اكثر الأفرقاء والاطراف على الساحة اللبنانية، بدء من تيار المستقبل، مرورا بفؤاد مخزومي، وصولا الى العائلات البيروتية البارزة”.

ويتابع المصدر، بالقول “الى الآن أظن انه خلال الساعات المقبلة ستتبلور الأجواء، وبحسب معرفتي، لم تُحسم التحالفات مع أية جهة كانت، لكن التوصل الى نتيجة معينة يأخذ طابعا جدّيا، مع لائحة صلاح سلام، والتي تضم الوزير خالد قباني، وبعض الشخصيات البيروتية المعروفة”.

وحول عمل وجهد الماكينة الإنتخابية الخاصة بالجماعة، اعتبر المصدر المطلّع ان “الماكينة الخاصة بالجماعة الإسلامية تعمل، وناشطة بشكل قوي، وهناك تواصل مع العائلات البيروتية، اضافة الى حراكها المستمر، لأن الخطاب الذي تحكيه الجماعة مع جمهورها يؤكد حرصها على التحالف المركزي، علما ان ثمة تطلع الى اللقاء بفريق آخر في أغلبية المناطق، وهناك الكثير من الأمثلة، ولكن الى الان لا حليف أساسي، ولا حليف ثانوي، وثمة تواصل مع التيار الوطني الحرّ، ومع القوات اللبنانية في صيدا، ومع الحزب التقدمي الإشتراكي في الشوف، ومع حركة أمل في البقاع الغربي، والتحالفات جيدة إجمالا”.

و”قد تتحالف الجماعة أيضا، مع عبد الرحمن البزري في صيدا، ومع أمين إدمون رزق في جزين، اضافة الى التواصل مع كل من زياد أسود وأمل أبو زيد. والأيام القادمة ستظهر الشكل النهائي لتحالف الجماعة مع بقية القوى السياسية على مستوى كل لبنان”.

من جهة أخرى، يقول ناشط مقرّب من الجماعة الإسلامية، ان “على المستوى الداخلي هناك ترشحات، وهناك ترّشح عن مقاعد كل من طرابلس، والمنية، وعكار، والضنية (أسعد هرموش)، وبيروت (الدكتور عماد الحوت)، وصيدا (بسام حمود)، والشوف”.

ويلفت الناشط الى ان “الجماعة رشحت شخصا واحدا في كل دائرة، في مختلف الدوائر التي فيها وجودا سنيّا. فعلى مستوى التحالف، هناك تواصل مع كل الاطراف، وبالأخص مع تيار المستقبل في بيروت، ولكن عمليّا وحتى الآن، والى حد ما 99% هناك طلاق مع تيار المستقبل، وبناء عليه الجماعة الاسلامية ستتحالف مع عبد الرحيم مراد في البقاع الغربي، وفي بيروت ستتحالف مع صلاح سلام، وعلي عساف، حيث سيكون الدكتور عماد الحوت على لائحتهم”.

وبخصوص تحالف الجماعة مع حزب الله وحركة أمل، قال الناشط في الجماعة، أن “هناك تباعد سياسي مع الطرفين، اضافة الى انه لا دوائر مشتركة، كما ان الثنائي الشيعي حسم خياره في بيروت بالتحالف مع الدكتور عدنان طرابلسي، مرشح جمعية المشاريع الاسلامية”.

ويشير الى انه “هناك توافق على بعض الملفات، ولكن الأمر يعود الى انه لا دوائر كثيرة مشتركة، ولكن التقارب وصل الى القواعد، فالجمهور العام هو العامل الأساس، ولا يتصرّف ضد قناعاته”.

ويشير الناشط الاسلامي، ردا على سؤال، الى انه “لا مرشح للجماعة في الكورة، لانه لا وجودا سنيّا فيها، اضافة الى ان الخيارات الشيعية في عكار ستصب لصالح وجيه البعريني”.

إقرأ ايضا: هل فشلت الجماعة الإسلامية في إعلان «رؤية وطن»؟

وبخصوص ترشيح سيدات على لوائح الجماعة، قال الناشط ان “على المستوى الداخلي تم اختيار سيدات، ولكن في المرحلة الأخيرة لم يتم اختيار سيدة من الجماعة  للنيابة”.

ختاما، تشهد بيروت حراكا مميزا، والتنافس يُظهر ان حجم بيروت اكبر من مساحتها، فهل ستتمثل كل القوى فيها؟

السابق
آل عيتاني يشكرون القضاء والوزير المشنوق لكشفهما المؤامرة ضدّ زياد عيتاني
التالي
الاستقالة والحبس لا يكفيان: إهانة الكرامة لا ثمن لها