الحريري بلا مال!

احمد عياش

يقول مسؤول سابق ل”النهار” انه منذ قيام لبنان الكبير عام 1920 لم يعلن سياسي ذاهب الى الانتخابات ما أعلنه قبل أيام الرئيس سعد الحريري في الذكرى الثالثة عشر لإستشهاد والده في 14 شباط 2005.ويضيف ان  وقع المفاجأة كان  كبيرا عندما وصل الحريري في خطابه الى عبارة “نحن ليس لدينا مال للانتخابات منيح؟”فالى ماذا رمى زعيم تيار “المستقبل” بهذا الكلام غير المسبوق في الحياة السياسية لهذا البلد؟

من الاجوبة التي صرّح بها احد الوزراء المحسوبين ضمن فريق الاصدقاء لرئيس الحكومة ل”النهار” وكان في عداد المشاركين في مهرجان الذكرى الاخير :”ربما يريد الرئيس الحريري الذهاب الى الانتخابات في 6 أيار بأقل كلفة”.لكن هذا الجواب ليس كافيا,ويتطلب الامر إجراء إستطلاع للرأي لمعرفة مدى تجاوب قاعدة التيار الازرق مع هذا التوجه لزعيمه.فالموضوع أخطر من حماسة أبداها مؤيدي الحريري بصورة عفوية في المهرجان عندما قال ما قاله في هذا الشأن. فنتائج الانتخابات المقبلة ليس ذاهبة الى بقاء ميزان القوى راجحا لمصلحة “حزب الله” وحلفائه فحسب, بل قد تؤدي الى هزيمة موصوفة للفريق المصنّف خصما لهذا الحزب وفي مقدم مكوناته تيار “المستقبل”.

إقرأ أيضاً: هكذا اتهموا رفيق الحريري بالماسونية

في قناعة اوساط تنتمي الى التيار الكبير الذي نشأ بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل 13 عاما ان الوقت الذي يفصلنا عن 6 أيار صار ضيقا جدا ولا بد من جهد إستثنائي لإنقاذ ميزان القوى الذي ولد عام 2009 عندما إستطاع فريق 14 آذار في ذلك الحين الفوز بأكثرية محترمة في البرلمان ما سمح للحريري وقتذاك بأن يمارس كرم “مد اليد” للاقلية التي كان زعيمها الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله قد صرّح قبل الانتخابات “ليحكم من يفوز بالانتخابات”.

أسوأ حال يعاني منه الفريق الذي أخذ على عاتقه منذ 14 شباط 2005 تحقيق شعار “حرية سيادة إستقلال” انه يمارس في حق نفسه سياسة “لحس المبرد” متجاهلا انه يلعق دماءه.ويقول احد هؤلاء انه عازم على إلحاق هزيمة بفريق الحريري في أيار ,بفضل مال سيأتي الى يديّه لهذه الغاية.لا مبالغة في القول ان هذه الهزيمة لا تعني فقط تحجيم الحريري بل التحضير لمرحلة تصفية كل ما يمت الى ثورة 14 آذار 2005 وإعطاء الشرعية للنفوذ الايراني في هذا البلد.

إقرأ ايضاً: نصر الله في «محكمة الحريري»

السؤال الكبير الذي يوجهه محبو الحريري الابن اليوم:إذا كنت بلا مال,فهل صرت أيضا بلا قضية؟”ما يثير القلق ان عنوان المعركة في ايار والذي قال الحريري انه يقتصر على عدم التحالف مع “حزب الله” لا يرتقي إطلاقا الى مستوى القضية.والخوف هو ان الحريري لن يذهب الى 6 أيار بلا مال بل انه ذاهب الى ذلك اليوم بلا قضية.بإختصار :المشهد اليوم هو تعبير عن حالة فقدان قضية يجري طمسها بقلّة المال !

السابق
التسويق الأميركي لـ«خط هوف» مع اسرائيل يجابه برفض لبناني جامع
التالي
حزب الله في أوروبا؟!