مركز كارنيغي: «الهاكرز» الايرانيون يمتازون بالعناد

تشغل الساحة العالمية حربا من نوع اخرى وهي الحرب الالكترونية، يحتل فيها الايرانيون مكانة مرموقة.

يتمتع القراصنة الإيرانيون بميزتيّن، الإصرار على الحصول على معلومات دقيقة حول اشخاص من فريق إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، اما الميزة الثانية؛ الإستهزاء بنوعية الأمن السيبري الإيراني، وتدني رواتبهم الشهرية، وتراجع نوعية خدمة الإنترنت في ايران. هكذا علقت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في قراءتها لنتائج بحث نشره مركز كارنيغي حول القراصنة الايرانيين ومحادثات تمت قرصنتها.

في الاسبوعين الماضيين، شهدت التظاهرات الإيرانية، نشاط غير مسبوق لقوى سيبرية إيرانية، تمكنت من تعطيل خدمة الإنترنت عن ملايين المستخدمين الإيرانيين، وتعقب رسائل خاصة بين المتظاهرين.

عمل القراصنة الإيرانيين، كان محور دراسة أجراها مركز “كارنيغي”، والتي وصلت إلى إستنتاجات ان العمليات السيبيرية الإيرانية تشكل اداة حديثة لتثبيت الحكم الإيراني، ويصل المركز إلى خلاصة مفادها تطور عمل القراصنة في السنوات الأخيرة، وإكتسابهم مهارات تجسسية ضد المعارضين للنظام، ومراقبة النشاطات الحكومية والتجارية الإسرائيلية، ومنظمات المجتمع المدني الإيراني، وأشخاص نافذين اميركيين.

يقول المركز ان عمليات القرصنة أصبحت أداة أساسية للحكم في طهران تسعى من خلالهم إلى جمع معلومات عن خصومها، ويكشف عن تكثيف ايران محاولتها لخرق الفضاء المعلوماتي للولايات المتحدة الأميركية.

القراصنة الإيرانيين، لا يتمتعون بخبرات كبيرة، رغم مهارتهم وإصرارهم على التعلم، وتركوا في مرات عدة بقايا من محادثاتهم إستطاع مركز كارنيغي معالجتها، وتكوين صورة حول اهدافها.

إقرأ أيضاً: (بالصور): هاكرز يكشفون هويّة «مجتهد» السعودي…

وحصل المركز على بقايا محادثات تعود لشابين، الأول هو مجتبى برهاني وإستخدم إسم مستعار “Mb 1986″، أما الثاني فهو بهروز كيشفاري واسمه المستعار هو “AREYALEIRAN”.

يشير المركز إلى طريقتين أدت إلى تسرب المعلومات عن حياة القرصانين، اما أنهما قاما بتجريب البرامج التي طوروها على أنفسهما، أو نقروا عن طريق الخطأ على البرامج الضارة التي كانوا يطورونها.

في كلتا الحالتين، فقد عرضا نفسيهما إلى قرصنة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهما، مما أعطى الباحثين في كارنيغي عن غير قصد لمحة عن حياتهم من خلال سجلات الدردشة، ورسائل البريد الإلكتروني، وسجلات حول أسماء الضحايا.

إقرأ أيضاً: قراصنة لبنانيون يحتلون مواقع الدولة

وفي المحادثات تبين اهتمام إيران، بتوظيف اشخاص متخصصين بشركة آبل، ونظام التشغيل لديها “ماك”، بعد ملاحظة السلطات لجوء المعارضين إلى وسائل آبل الأكثر أمناً.

قلة الخبرة لدى القراصنة جعلتهم في الكثير من المحطات يتداولون أسماء حقيقية لأشخاص إيرانيين وأرقام هواتف. ويقول المركز أن القراصنة يظهرون مثابرة فائقة لتحسين اداء حرب المعلومات ، وتمكنوا من قرصنة معلومات خاصة عن حياة تمار غندين، المتخصصة في علم اللغة الإيرانية، والوصول الى معلومات اخرى عن اشخاص اسرائيليين يتخصصون في الشأن الإيراني، وعلقت غندين بالقول “إنهم مستمرون في محاولة القرصنة، ويمتازون بالعناد، لكنهم ليسوا اذكياء  بما فيه الكفاية”.

في شهر كانون الأول من عام 2017، أشارت دراسة نشرها المركز “The cipher” المتخصص في التكنولوجيا والأمن المعلوماتي، إلى إسم “قطط” الذي يطلق على القراصنة الإيرانيون، بإشارة إلى “طفولتهم” في حرب المعلومات، وانعدام خبرتهم بالمقارنة مع قراصنة روسيا والصين.

يحذر المركز الأميركي، من خطوة الرئيس الأميركي على إلغاء الإتفاق النووي مع إيران، لأنها سترفع وتير استهداف قراصنة إيران للسايبر الأميركي من أجل الحصول على معلومات دقيقة عن خطوات عدائية أميركية مرتقبة ضد إيران.

اما مجلة نيوز ويك، فلفتت إلى خطورة كل من “امين شوكوهي، سينا قيصار، محمد صادق أحمدسادجيان، احمد فتحي، نادر سيدي”، المطلوبين للمخابرات الأميركية، بعد ان حاولوا قرصنة معلومات مهمة عن اميركا ودول غربية على مدى سنوات.

السابق
احتجاجات إيران: التجربة الإسلامية الشيعية في خطر
التالي
قراءة في الموقف التركي من قرار ترامب