الصراع العربي الايراني لا يستثني العراق ويقلب التحالفات في اليمن

الصراع العربي الايراني
تتعرض القوى العسكرية الموالية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في العراق واليمن إلى ضغوطات إقليمية ودولية، فعراقياً رأى الحشد الشعبي الذي يتلقى أوامره العسكرية من قبل الجنرال في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، رأى ان إثارة موضوع حل الحشد، وضم عناصره إلى الجيش العراقي أمراً سافراً وتدخلاً فاضحاً في الشأن العراقي الداخلي.

وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد طالب بحل الحشد الشعبي والميلشيات العراقية ووضع سلاحها بأمرة الجيش العراقي، ووجه رئيس المخابرات الأميركية مايك بامبيو تهديداً إلى قاسم سليماني والقيادة الإيرانية حذرهم من التعرض للمصالح الاميركية في العراق.

يمنياً، أعلنت وكالة رويترز عن تفجير منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وقد إستطاع الحوثيون إستعادة بعض المواقع التي كانوا قد فقدوها على يد قوات صالح والعشائر اليمنية المؤيدة لخيار المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين. ويرى المحللون بخطوة صالح مقدمة لإنهاء حرب اليمن، في حال تمكنت القوة العسكرية الموالية له ابقاء العاصمة بيدهم وتنظيفها من قوات الحوثي، ومن المتوقع أن تخسر الاخيرة، ما تبقى لها من مواقع في حدود أقصاه اليومين القادمين بحسب ما تشير إليه مصادر مواكبة لحرب اليمن.

اقرأ أيضاً: قطار الحوثيين والحقائق اليمنية

وأشارت مصادر مطلعة لموقع “جنوبية”، أن الضغوطات تجري حالياً على رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي من اجل الضغط على قوات النجباء وبعض الفصائل الشيعية التي رفضت الإنضواء تحت راية هيئة الحشد الشعبي، ومازالت إلى الآن تتلقى اوامرها مباشرة من قاسم سليماني.

فالأميركيين لن يرضوا أن تكون هنالك قوى ميلشياوية تعمل على ارض العراق، والمطلوب من العبادي حالياً وضع حد لتلك القوى الميلشياوية، بالإضافة إلى تحجيم الحشد الشعبي خصوصاً ان هنالك العديد من القيادات فيه مازالت تعتقد انه بإمكانها رفض تنفيذ أوامر قيادة الجيش العراقي رغم ان نص المجلس النيابي الذي اعلن عنه في مطلع عام 2017، والذي نص على ان الحشد الشعبي كيان عسكري شرع، نص على أن الحشد يجب ان يتلقى اوامره مباشرة من رئيس الحكومة العراقية، إلا ان بعض قياداته مازالت تجاهر بوالائها للقيادة الإيرانية.

البرلمان العراقي

مصدر مواكب للحرب اليمينية، قال لـ”جنوبية” ان اهمية علي عبدالله صالح في اليمن أنه أمسك في الثلاثين عام الماضية خيوط العلاقات مع العشائر والقبائل اليمنية، وبحسب رأي المصدر فإن المعركة التي حصلت في صنعاء إنتهت، منذ لحظة إنطلاقتها، وكان اخرها قصف الحوثيين لمنزل صالح، فلا حظوظ له للإستمرار في المشهد السياسي اليمني، على الرغم من أنه كان للحظة مقتنع أن السعوديين والإماراتيين سيقومون بنجدته إلا أن الطرفين الخليجيين يدركان أن صالح لم يعد عنصراً يمكن التعويل عليه للقضاء على الحوثيين خصوصاً بعد سنوات أمضاها صالح يحارب إلى جانب الحوثيين.

يضيف المصدر، ان صالح اطلق اخر رصاصة من مسدسه، والذين يعولون عليه يريدون الإنتحار معه، لأن الهدف من إشعاله المعركة الاخيرة بغطاء عشائري، ليس إستعادة صنعاء إنماء إستعادة نجله عبدالله، الذي تقول المصادر الإستخباراتية انه مقيم تحت الإقامة الجبرية في الإمارات.

ولاحقا اثر عرض صورة علي عبد الله وهو مسجى قتيلا على يد الحوثيين عصر اليوم، ظهر جليا ان صفحة جديدة من الازمةاليمنية فتحت على مصراعيها، فصالح كان زعيما قبليا قبل ان يكون قائدا عسكريا ورئيسا لبلاده، وبالتالي فان تحالفات سوف تهشم على حساب تحالفات جديدة يمكن ان تنشأ لترسم مستقبل الصراع في هذا البلد الذي اثخنته الحرب الاهلية الضروس التي اندلعت قبل ٣ سنوات.

السابق
معلمة اميركية تتهم طفلا بالارهاب… والسبب مضحك!
التالي
اليمن الى اين بعد مصرع علي عبدالله صالح؟