شكراً لقائد الحرس الثوري الايراني

محمد علي جعفري
ربما أراد قائد الحرس الثوري أن يذكرنا ببعض ما نسيناه او تنسيناه بشان سلاح حزب الله ودوره، فاقتضى منه التوضيح في موقف لا يحتمل الالتباس. هذا الالتباس الذي بدا ان المسؤولين اللبنانيين يراهنون في البناء عليه.

الكلمة الفصل جاءت من قائد الحرس الثوري الايراني اللواء محمد علي جعفري، لتطوي وهماً نال من البعض، وهمُ امكان تحقيق سياسة النأي بالنفس، التي اعتقد بعض المسؤولين اللبنانيين انه يمكن انتزاعها ولو شكلياً من مسؤولي حزب الله، في سبيل حفظ ماء وجه رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة، ليجدوا في ما انتزعوه وسيلة للرد على مضمون بيان جامعة الدول العربية، وسبيلا لعودة الحكومة بشكل محترم الى عهدها السابق قبل استقالة الرئيس سعد الحريري.

اقرأ أيضاً: الجنرال قاسم سليماني: هذه مهامه… وهذه ألقابه

كلام قائد الحرس الثوري، يؤكد المؤكد، لقد أعلن اليوم (الخميس) “ان نزع سلاح حزب الله غير قابل للتفاوض، وانهم سيلعبون دوراً ناشطاً في سوريا من اجل وقف اطلاق النار”. هذا الاعلان تكمن اهميته اليوم هو أنه يسقط تماما جبل الأوهام الذي ناضل رئيس الجمهورية منذ وصوله لرئاسة البلاد في جعل سلاح حزب الله عنصر قوة للدولة اللبنانية، وهو لم يقصر في الذود عنه بتصديه لكل من يحاول انتقاده او اعتباره عنصرا جوهريا في ابقاء الدولة معلقة، ورهن حسابات اقليمية لا علاقة للبنان بها، حتى أنه يسجل لرئيس الجمهورية ميشال عون براعته في طي اي حديث او بحث عن الاستراتيجية الدفاعية من التداول اللبناني، متيحاً بذلك غطاءً سياسياُ غير مسبوق من قبل رئيس للجمهورية، لسلاح حزب الله، على رغم تجاوزه لوظيفة مقاومة الاحتلال ونسيانه لشعار تحرير مزارع شبعا. جبل الأوهام هذا، تداعى بكلمة واحدة من الجعفري عندما قرر هو وظيفة حزب الله وهي وظيفة لم تعد لبنانية فحسب، بل اقليمية ايضاَ وبقرار ايراني فقط.

الأستاذ علي الأمين

الجعفري ليس معنيا بكل هذا “النضال الرئاسي” من أجل المقاومة وسلاحها، بل غير آبه بما يقوله رئيس دولة لبنان عن النأي بالنفس والسيادة والاستقلال، لا بل غير معني حتى بمراعاة لبنانية حزب الله، هو من يقرر وعلى الآخرين ان يسمعوا ويطيعوا. مجددا الحرس الثوري أكد المؤكد، وهذا ما يعرفه كل اللبنانيين، لكن حاول بعضهم تزلفا او خوفا او لمصلحة وطنية ارتآها، ان يضفي على دور حزب الله الاقليمي وظيفة لبنانية، ليبرر بقاءه متفلتا من اي قيد رسمي او وطني لبناني، وليحفظ ماء وجه للدولة او للسيادة، او الوطنية لبنانية، لكن كل ذلك لم يقابله القائد الايراني، الا بمزيد من اعتبار لبنان مقاطعة من مقاطعات دولته، او مستعمرة من مستعمراتها التي هو من يقرر وظيفتها ودورها، من خلال تحديده العلني والآمر لمهمات حزب الله ودوره في لبنان والاقليم.

اقرأ أيضاً: علي الأمين: الرئيس عون جعل دفاعه عن حزب الله أولوية عن لبنان

لعل على اللبنانيين ان يشكروا قائد الحرس الثوري على ما قاله، لأن البعض منهم كاد ان يصدق ان وظيفة حزب الله الامنية والعسكرية على امتداد الاقليم، هي من أجل تحرير مزارع شبعا اللبنانية، أو أن هذا السلاح تتحكم فيه المصالح اللبنانية، لا سيما بعدما وصل العماد ميشال عون الى سدة رئاسة الجمهورية، الذي يشكل مصدر ثقة لرجال حزب الله، وهم مصدر ثقة لديه، لما يكنّونه من ولاءٍ للبنان الوطن والدولة التي يرأسها.

شكراً للواء جعفري الذي اعفانا من مماحكات لبنانية كثيرة، وقالها بوضوح لكل اللبنانيين، نحن في الحرس الثوري من يقرر في حربكم وسلمكم، وليس عليكم الا الحمد والشكر.

مجددا ومجددا قائد الحرس الثوري أكد المؤكد ونحن نشكره على التذكير حتى لا ننسى كما نسي او تناسى بعضنا.

السابق
الحزب اللبناني الواعد: الإنتخابات تبقى الضامن لتجديد الطبقة السياسية
التالي
بالصورة: الحريري يجيب السائلين عن عقاب!