هكذا أصبح حزب الله إرهابيا بنظر العرب…

كيف تحوّل حزب الله من حزب مواجهة اسرائيل الى حزب إرهابي بنظر العرب؟

جاء إعلان مجلس التعاون الخليجي في آذار الماضي لموقفه السلبي من حزب الله، بعد بيان سعودي شبيه، تحت عنوان تدّخل الحزب في جبهة اليمن، ليُستكمل يوم اول من أمس ببيان وزراء الخارجية العرب الذي اعتبر حزب الله إرهابيّا.

لكن لم يتأخر رد حزب الله على بيان جامعة الدول العربية، حيث سخر السيد حسن نصر الله من البيان الوزاري العربي ووصفه بـ”السخيف”.

إقرأ ايضا: نصرالله: السعودية هي رأس الإرهاب

كما نفى السيد حسن نصرالله في كلمة متلفزة له أية علاقة لحزب الله بالصاروخ الذي أطلق على الرياض من اليمن. فما هي انعكاسات البيان العربي على حزب الله، وعلى الساحة اللبنانية؟.

يرى بعض المراقبين أن بيان وزراء الخارجية العرب له تداعياته السياسية والمعنوية أكثر من أية نتائج عملية ضد الحزب. فما صدر عن المجتمعين ليس سوى بيان، لا يترتب عليه أية إجراءات كفرض الحصار، او منع الرحلات الجوية أو التبادل التجاري.

عدا عن الرياض ليس هناك أية نيّة عربية للمواجهة مع لبنان. وان كانت استقالة رئيس الحكومة تأتي ضمن سياق الضغط على الدولة اللبنانية. فالسعودية مثلا تتعامل مع حزب الله كمنظمة إرهابية.

لكنها من جهة ثانية، تسعى للتفاوض لبحث مستقبل الحكومة والتسوية السياسية الجديدة، وذلك بحسب موقع “المدن”.

علما ان التسوية السياسية التي أتت بالرئيس ميشال عون تنصّ في بندها الرئيس على النأيّ بلبنان عن الصراع، مما يعنيّ أن الدولة اللبنانية بكل عناصرها ومكوناتها، يجب أن تنأى بنفسها عن التدخل في الصراعات الاقليمية، عكس مما هو حاصل اليوم في الأزمة مع الرياض حاليّا.

وقد رأت “الديار” ان الرئيس سعد الحريري خرج من “القمقم” السعودي ليُدخل لبنان عنق زجاجة أزمة حكومة. حيث يتوقع كثيرون ان تنتقل المواجهة في الايام المقبلة الى الـ”كباش” العلني بين بيروت والرياض.

خاصة، ان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل نقل رسالة واضحة الى بعض الوزراء الاوروبيين، مفادها ان ايّ لعب بالاستقرار الداخلي اللبناني ستدفع أوروبا كلفة كبيرة جراءه من خلال إفلات الحدود البحرية باتجاه الشواطىء الاوروبية. لذا، أتى التدخل الفرنسي “بتحريض” أميركي لدرء هجوم اللاجئين.

من جهة أخرى، ثمة تطمينات سعودية انه لن يتم طرد أي لبناني من دول الخليج، وهو ما سمعه البطرك الراعي من السعوديين خلال زيارته، اضافة الى وصول السفير السعودي وليد اليعقوبي الى بيروت يوم أمس.

ويؤكد هذه التسوية “الجمهورية” حيث كتبت ان لبنان فعلياً في المرحلة الصعبة، و”لا مبالغة  في القول ان تفاهمات تحصل حول الشرق الاوسط على شكل انقلابات منذ ولادة “سايكس- بيكو”، يجري صوغها في الكواليس”.

ويبدو انّ واشنطن أوكلت المهمة الى موسكو بحسب تفاهم بوتين- ترامب. من هنا تلعب موسكو دوراً محورياً في المفاوضات الدائرة بين واشنطن وطهران والتي تختزن الكثير من الاسرار والقطب المخفية، ليس فقط على الصعيد السوري، بل على صعيد الساحات الأُخرى ومناطق النفوذ من باب المقايضة.

إقرأ ايضا: لائحة الارهاب ضدّ قطر تتوّج التصعيد الخليجي ضدّها

وما الكلام حول الأُفق الزمني للحرب الدائرة في سورية، سوى ان انجاز بات قاب قوسين او ادنى.

فهل يمكن اعتبار التصعيد السعودي تجاه حزب الله ولبنان، وبرودة حزب الله تجاه البيان العربي الاخير يدل على ان التسوية الاوروبية تسير بهدوء؟.

السابق
صورة مفبركة للوزير نهاد المشنوق!
التالي
هذه قصة الغواصة الأرجنتينية المفقودة والمرأة في داخلها