بيان الجامعة العربية ضدّ «حزب الله» يُحرِج العهد العوني

اجتماع وزراء الخارجية في الجامعة العربية
في الوقت الذي كان مؤتمر وزراء الخارجية العرب، في القاهرة، يعلن موقفاً حادا ضد حزب الله ويصفه بالارهابي، بسبب "التهديدات والتدخلات الايرانية" في القضايا والشؤون العربية. أعلن الرئيس سعد الحريري، من باريس، التي وصلها السبت الماضي، انه سيزور القاهرة غداً ويقابل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

كتبت صحيفة “النهار ” تقول : ما قاله الرئيس نبيه بري قبل أيام عن انتهاء ازمة الرئيس سعد الحريري وابتداء الازمة السياسية يظل ساري المفعول، بل تنطلق حلقاته الجديدة ابتداء من الخميس المقبل. واجتماع جامعة الدول العربية امس لا يوحي بأقل من تحول المشاكل أزمات مفتوحة على شتى احتمالات التصعيد، على رغم نجاح الديبلوماسية اللبنانية في الحد من اجراءات كانت متوقعة حيال لبنان. وفي معلومات “النهار” ان وزير الخارجية جبران باسيل الذي تعمد الغياب، تجنباً للاحراج او المواجهة، اتصل أمس بعشرة وزراء للخارجية منهم ثلاثة في دول خليجية، مؤكداً ان الموقف الرسمي هو النأي بلبنان عن ازمات المنطقة ورفض التدخل في شؤون الدول الاخرى كما رفض التدخل في شؤونه الداخلية، وادانة الاعتداء على اي دولة عربية. وأكد رفضه وصف “حزب الله” بأنه ارهابي.

إقرأ ايضًا: ترقب وانتظار لاجتماع القاهرة..رضوان السيد لـ«جنوبية»:أيّ تحدٍّ لبناني للمملكة سيقابل بتصعيد

وأشارت “الجمهورية” أنّه في ظلّ الاصرار الاميركي ـ الفرنسي على “مواجهة أنشطة “حزب الله” وايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة”، وفي موازاة الاتصالات والمساعي الفرنسية لحلّ الازمة اللبنانية، تقاسمت القاهرة وباريس المشهد السياسي أمس، فيما ظل لبنان يترقّب عودة الرئيس الحريري الذي أمضى يومه الباريسي الثاني أمس بلقاءات مع قريبين منه، بعد اجتماعه السبت مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن يزور مصر غداً للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل ان يعود الى بيروت للمشاركة في الاحتفال بعيد الاستقلال والادلاء بالمواقف التي كان وعد بأنه لن يعلنها الّا في لبنان.

وأكدت المصادر المقربة من الحريري، لـ “الشرق الأوسط” أن “اجتماعاته الباريسية لم تكن معدّة مسبقاً، بل أتت بشكل تلقائي وضروري من قبل من الشخصيات المقربة منه بهدف الاطلاع على ما حصل في المرحلة السابقة والإعداد للمرحلة المقبلة، التي كان قد بدأ العمل عليها منذ اليوم الأول لإعلان استقالته من الرياض في الرابع من الشهر الحالي، وستستكمل بعد عودته إلى بيروت”.

وحول المعلومات التي أشارت إلى انقسامات في “تيار المستقبل” وأن هناك توجّهاً لإعادة ترتيب البيت الداخلي، لم تنفِ المصادر التباين في وجهات النظر في الصف الواحد، خصوصاً في المرحلة الأخيرة وخلال التسوية التي أدت إلى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية.  وفي حين لفتت إلى أن “ما حصل في غياب الحريري الأخير أظهر تصدّعاً في التيار”، استبعدت أن يتم إقصاء بعض الشخصيات، وقالت: “ما سيحصل هو إعادة ترتيب أمور عدّة، وعلى مجموعة معيّنة أن تغيّر سلوكها كي لا يتم تغييرها”.

وبالعودة لاجتماع جامعة الدول العربية  فقد حمّل اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي انعقد في القاهرة امس،”حزب الله” الإرهابي المشارك في الحكومة اللبنانية مسؤولية التدخّل في الشؤون العربية وتدريب الإرهابيين وتأسيس جماعات ارهابية وتمويلها من قبله ومن قبل ايران”، وبحسب الجمهورية”:  ودانَ إطلاق صاروخ من اليمن في اتجاه الرياض، معتبراً ذلك “تهديداً للامن القومي العربي”، ومؤكداً “حق السعودية في الدفاع عن اراضيها”.

وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط “إنّ المجلس الوزاري العربي لم يُقرر بعد اللجوء الى مجلس الأمن، وانّ القرار جاء لإحاطة مجلس الأمن الدولي بموقف الدول العربية وهذه المرحلة الأولى. ولعلّ في مرحلة تالية نجتمع مرة أخرى للجوء الى مجلس الأمن وطرح مشروع قرار عربي على المجلس”. وأعلن انّ “الوفد اللبناني تحفّظ عن البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب”.

في المقابل، أكد مندوب لبنان الدائم في الجامعة العربية السفير انطوان عزام، أنّ “لبنان الرسمي آثَر، وبالاستناد الى موقفه المبدئي القاضي بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بالابتعاد عن كلّ ما يمكن أن ينقل التوتر الى ساحته الداخلية، مُلتزماً النأيَ بنفسه لعدم قدرته على التأثير إيجاباً في الصراعات الدائرة من حوله، مكتفياً بتحمّل الأعباء الانسانية الناجمة من تحوّله الى بلد نزوح بامتياز”.

وقالت مصادر سياسية لـ “الجمهورية”  “انّ المرحلة الجديدة الحبلى بالنزاعات، والتي يتداخل فيها اللبناني بالاقليمي والدولي، تُبقي كل الاحتمالات مفتوحة، سواء نحو تسويات سياسية أو نحو امتحانات أمنية”. واضافت: “لا أحد يستطيع حتى الآن الجزم كيف ستتطور الاحداث، إذ كلما طالت الازمة بلا حل كلما ازدادت الاخطار الامنية، لأنّ الطرفين المعنيين بالوضع لديهما القدرة على تحريك قوى خارجية لتأزيم الوضع اللبناني”.

إقرأ ايضًا: اجتماع وزراء الخارجية العرب: مأزق لبناني جديد!

في غضون ذلك، أعلنت العلاقات الإعلامية في “حزب الله”  بحسب “اللواء” ان الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله، سيتحدث عن الأوضاع والتطورات الراهنة، عند الساعة السادسة من غروب اليوم، ويفترض أن يشرح موقف الحزب من هذه التطورات، ولا سيما من المواقف التي أعلنتها الجامعة العربية في خصوص التدخلات الإيرانية وادانتها لتصرفات الحزب، بالإضافة إلى موضوع استقالة الحريري والحديث عن تسوية سياسية جديدة.

وقالت مصادر وزارية قريبة من الحزب “ان لبنان يحاول أن ينأى بنفسه فعلاً عن صراعات المحاور فلماذا يُصرّ البعض على إدخاله في هذا المحور ضد ذاك، ولماذا يريدون أن يكون محايداً هنا وطرفاً هناك؟”.

ورفضت المصادر التعليق على الحديث حول تسوية جديدة قائلة: لا يُمكن الحديث في فرضيات قبل أن نسمع شيئاً فعلياً مباشراً واقتراحات محددة”.

السابق
رجل الاعمال الإماراتي خلف الحبتور: الخطر الايراني يهدد أمن اسرائيل
التالي
نصرالله يردّ اليوم على اجتماع وزراء الخارجية العرب