على هامش المقابلات الفكرية التي تجريها “جنوبية” مع العلامة المفكر الاسلامي السيد محمد حسن الأمين، كان سؤال حول الأزمة الحالية التي تعصف بلبنان بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري الاسبوع الماضي، فأجاب السيد الأمين:
“ان ما حدث لا يمكن أن يكون لمصلحة قيام الدولة التي ينشدها جميع اللبنانيين، وإني بالرغم من تفهم الإشكالات التي طرحها الرئيس الحريري، فإنني أعتبره أنه هو الوحيد من الطائفة الاسلامية السنية، القادر على اتخاذ القرارات المتّسمة بالحكمة، لذا فإنني أطالب الجهات المعارضة أن تتفهم خطورة المرحلة، وأن تدرك أن هناك مساحات ودوائر متعددة للإلتقاء وأهمها توفير الأمن والسلام من جهة، والمشاركة في ورشة قيام الدولة التي يعلن الأطراف جميعهم أنهم يتبنون هذا الهدف، وبرأينا تصبح هذه الاستقالة خطراً إذا كان كل طرف فيها يريد التمسك الكامل برؤيته ونهجه، ولا شك أن لرئيس الجمهورية دوراً مركزياً في جمع الأطراف حول خطة يكون من شأنها أن تبدأ بأولوية أساسية هي بناء الدولة والمؤسسات”.
اقرأ أيضاً: السيّد الأمين: «سيادة الدولة» مدخل رئيسي لأي نشاط إصلاحي للنظام اللبناني
وحول الأزمة المتصاعدة في المنطقة بين السعودية وايران الخشية من قيام حرب بينهما، قال السيد الأمين: “انا متفائل أن دولتين كالجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، لا يمكن أن تصل بينهما درجة الخلاف والاختلاف بأي صورة بينهما إلى الصراع العسكري، وأن الدولتين يمكن لهما العديد من المصالح المشتركة أهمها أمن النفط وتحقيق التقدّم والرخاء الاقتصادي والاجتماعي لما فيه مصلحتهما ومصلحة دول المنطقة، كما ان كلا الدولتين تُعَدّ دولة عريقة لها امتدادات في العالم الإسلامي، فلا يمكن لإحداهما أن تغامر في حرب لا مبرّر لها مع وجود وسائل الحوار والتفاوض والاتفاق على تلك المصالح المشتركة.”
