قصة التغريبة الطفيلية

ترى لو كان نازحو الطفيل يتبعون طائفياً وسياسياً لحسن نصر الله هل كانوا سيعاملون بهذه الطريقة؟!

في العام 2014 نزح إلى بلدة الطفيل اللبنانية آلاف العائلات السورية التي هجرها “حزب الله” والنظام السوري، وفي شهر نيسان/إبريل من العام نفسه بدأ القصف على البلدة بحجة وجود إرهابيين فيها؛ فنزح أهلها اللبنانيون والنازحون السوريون إلى بلدة عرسال اللبنانية، وفي 21/4/2014 ضم وزير الداخلية نهاد المشنوق المسؤول الأمني في “حزب الله” وفيق صفا إلى اجتماعه مع قادة الاجهزة الامنية الرسمية، بحجة الوضع في الطفيل. لا القصف توقف ولا النزوح توقف، ولاحقاً احتل الحزب البلدة وحولها قاعدة عسكرية له إلى يومنا هذا.

اقرا ايضًا: أهلُ قرية الطفيل: من حالمين بتعبيدِ الطريق…الى مهجّرين في وطنهم!

في 7/5/2017، وبعد حراك مدني من أهالي البلدة؛ أعلن رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك إمكانية عودة أهالي الطفيل اللبنانيين. عاد العدد القليل الذي فر إلى الجانب السوري، بعد حصوله على تصريح من الجهات السورية وفقا لطلب الحزب (بما يفيد ضمنا أنه ليس معاديا للحزب او النظام السوري)! أما من نزح إلى عرسال (القسم الذي لا يرغب بالتعامل مع النظام السوري وهو الأكثر عدداً) فمنعه الحزب من العودة “إلا بمواكبة من الجيش اللبناني”، ولاحقاً رفض الجيش هذه المواكبة بحجة عدم وجود طريق صالحة لسير الآليات، وأن الدولة لزمت متعهداً لشق طريق.

اقرأ ايضًا: «الطفيل» ممنوعة على أبنائها… حتى الأموات منهم!

الطريق يحتاج إلى سنوات إضافية لينجز، وبحجة الطريق، وشروط الحزب المحتل، واعتذار الجيش؛ يبقى آلاف اللبنانين نازحين في وطنهم!

في 27/2/2013 فتح حسن نصر الله حرباً -رغماً عن الدولة اللبنانية- بحجة وجود لبنانيين على الحدود السورية، في ريف القصير، متسائلاً: “ماذا فعلت الدولة لثلاثين ألف لبناني موجودين هناك، وليس كلهم شيعة (أكثرهم شيعة)، ماذا فعلت لهم؟”؛ ترى لو كان نازحو الطفيل يتبعون طائفياً وسياسياً لحسن نصر الله هل كانوا سيعاملون بهذه الطريقة؟!

السابق
سؤال يشغل الاسرائيليين: كيف ستندلع الحرب مع لبنان؟
التالي
وفاة المواطنة زينب العلي التي صدمتها سيارة يملكها الفنان جو اشقر