لغز مصرع العميد عصام زهر الدين يشغل مؤيدي ومعارضي النظام السوري

تسبب مقتل مقتل العميد عصام زهر الدين قائد الحرس الجمهوري في مدينة دير الزور، بجدال واسع حول ظروف مقتله. فهل فعلا قام النظام بتصفية أحد أهم قادته العسكريين؟

إنقسم الرأي العام السوري حول ظروف مقتل العميد عصام زهر الدين قائد الحرس الجمهوري في مدينة دير الزور، ففيما أعلن النظام أنه قتل أثناء تقدم القوات التي يقودها بإنفجار لغم أرضي بحويجة صكر، شكك ناشطون وإعلاميون ومعارضون السورييون بهذه الرواية الرسمية للنظام.

وقد أحدث مقتله إنقساما حادا على مواقع التواصل بين مؤيدي النظام اللذين يعتبرونه بطلا مقداما وأحد أبرز قادة الأسد العسكريين، فيما تناول الناشطون المعارضون جرائمه وبطشه وإتهامه بارتكاب جرائم حرب وقتل في الحرب السورية كما تمّ تداول فيديو له أثناء تهديده بقتل اللاجئين السوريين في حال عادوا إلى بلادهم، هذا عدا عن أخذه لصور فتوغرافية إلى جانب جثث قتلى المعارضة المشوّهة والمعلّقة.

ومن جانب آخر، شكك المعارضون بكيفية مقتله مشككين بالخبر الرسمي وقد برز عدّة روايات ولكن أغلبها تقول أن كان ضحية لتصفية جرت داخليا.

اقرأ أيضاً: مقتل الجنرال زهر الدين قائد الحرس الجمهوري السوري دير الزور

وقد نقلت شبكة “فرات بوست” موقع سوري معارض عن مصادر في المستشفى العسكري بدير الزور ومصدر أخر من الجيش النظامي إن العميد جرت تصفيته قنصا بالرصاص في حي هرابش شرق المدينة ولم يقتل بلغم”.

ومن أبرز الوجوه الإعلامية المعارضة التي تبنت هذه الرواية مقدم برنامج الاتجاه المعاكس على قناة “الجزيرة ” فيصل القاسم، الذي نشر على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي رواية قتل زهر الدين بإنه “بعد رفضه حضور ما يعرف باجتماع اللجنة الأمنية في دير الزور، الثلاثاء الفائت، لخلاف مع العميد جمال رزوق رئيس فرع الأمن العسكري”.

مشترطا عدم حضور رزوق، كي يحضر هو الإجتماع، وبناء على ذلك تمّ تهديده وعندما أصرّ على موقفه توجهت دوريه بأمرة اللواء رفيق شحادة لإحضاره، وبقيادة العقيد عبد الوهاب حاج حسن من فرع الأمن العسكري وتم الاشتباك بين مجموعة زهر الدين والدورية وعلى إثرها أصيب هو بطلق ناري خرج من مؤخرة الرأس”.

وأضاف القاسم ان المعلومات اكدت إصابة يعرب نجل عصام زهر الدين ومرافقه يوسف العنداري، إذ دارت الإشتباكات بين الجانبين أمام ما يعرف حديقة النصارى وقرب مؤسسة الرداوي.

وبحسب معلومات القاسم إلى أن “الاجتماع الذي طلب من زهر الدين حضوره في اللجنة الأمنية في دير الزور، يضم اللواء رفيق شحادة، واللواء حسن محمد قائد الفرقة 17، والمحافظ محمد السمرة وساهر الصكر أمين الفرع، والعميد جمال زوق رئيس فرع الأمن العسكري، والعميد دعاس العلي رئيس فرع أمن الدولة، والعميد منذر غنام رئيس فرع الجوية، والعميد غسان طراف قائد المهام الخاصة بمجلس المحافظة، والعميد عصام زهر الدين قائد قوات الحرس الجمهوري في دير الزور”.

من جانبه علق المعارض السوري ماهر شرف الدين على الحادثة بتغريدة عبر حسابه على “تويتر”: “صنم من تمر…أكلوه”، وهو ما ذهب إليه أيضا الناشط الإعلامي هادي العبد الله الذي قال إن “ضباط الأسد وشبيحته يعلمون في قرارة أنفسهم أن نظام الأسد هو من قتل زهر الدين بوضع لغم في سيارته”.

بدوره عدد موقع “all4syria” المعارض السوري قدّ ثلاثة أسبابٍ تدعو النظام لتصفية زهر الدين بالإشارة إلى أنه رغم السنوات الطوية التي عمل فيها لصالح النظام لم يدرك أن كلفة الإزاحة عن الخط ثمنها غال أذ تجاهل في أيلول الفائت السياسة الروسية حول إعادة اللاجين إلى سوريا بالتصريح والطلب من اللنازحين عدم العودة، إلا أنه ما لبث أن تراجع عن موقفه في اليوم الثاني .
فالسبب الأوّل هو تحدّي قائد الحرس الجمهوري اللواء طلال مخلوف إذ لم يمتثل زهر الدين لقراره الصارم بحلاقة الذقن الذي صدر في 11 تشرين أوّل إذ ظهر زهر الدين ملتحي على وسائل التواصل وهو الأمر الذي تم تداوله بكثرة على مواق التواصل حول هذا العصيان. وتابع الموقع فهذا سبب كاف لمخلوف بأن يقوم بتصفيه ضابطا تحت إمرته يتحداه.

أما المؤشر الآخر، فهو عند فك الحصار عن دير الزور من قبل الجيش النظامي، هلل مؤيدو النظام لبطولات قائد الأرتال العميد سهيل الحسن الملقب بنمر النظام، ومع بروز اسم عصام زهر الدين طيلة سنوات الحصار على دير الزور، كان المتوقع لدى مؤيدي النظام صورة تجمع “بطلي” المعركة النمر وزهر الدين، تظهر إحتفالهما بهذا النصر إلا أنه لم ينشر شيئ من هذا القبيل. وعلى الرغم من أن الإثنين يعشقان الأضواء والإعلام لم تجمع أي صورة تظهر الضابطين معاً في دير الزور أو أي موقف يجمعهما.

وتوقعت بأن هذا الأمر يشير إلى وجود خلاف بين الضابطين على تزعّم المشهد في دير الزور المعروفة بأنها مملكة النفط في سوريا، فهل تتسع هذه المدينة لقائدين للنمر العلوي مقابل زهر الدين القتيل الدرزي؟

المؤشر الثالث، تجاهل إعلام النظام خبر مقتل زهر الدين أحد أهم قادته الميدانيين فلم تنشر الخبر وكالة سانا وأخواتها من الإعلام الرسمي بحسب موقع موقع “all4syria”.

 

 

السابق
رئيس لجنة المال في الكونغرس زار لبنان
التالي
حمادة: الصيغة اللبنانية الدقيقة التي لا تسمح بالتوطين منذ اللجوء الفلسطيني حتى اليوم