مجازر صبرا وشاتيلا: هكذا قُتل الأبرياء قبل 35 عاما!

تعود الذاكرة كل عام في 16 أيلول لأن المحاسبة لم تطل أيّ من المجرمين الذين ارتكبوا مجازر صبرا وشاتيلا.

كشفت ملفات سرّية أن الحكومة البريطانية اعتقدت في أوساطها الخاصة أن التخبط الاسرائيلي كان سبب المجزرة، التي تعرّض لها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت خلال الحرب الأهلية.

إقرأ أيضا: ما هي المطالب التي حققها الأسرى الفلسطينيون؟

ونقلت “جويش كرونيكل” أن “فرانسيس بيم وزير الخارجية البريطاني عام 1982 “ابلغ رئيسة الوزراء وقتها مارغريت ثاتشر أن مجزرة صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين كانت ضد مصالح الحكومة الاسرائيلية، وأن الأخيرة لم تكن تتعمد تمكين الميليشيات المسلحة المسيحية لارتكاب المجرزة ضد المدنيين الفلسطينيين”. بحسب جريدة “النهار” اللبنانية.

وتعود ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا، التي وقعت في السادس عشر من أيلول عام 1982 في مخيمي صبرا وشاتيلا ببيروت، لتحييّ الذكريات الاليمة التي عاشها اهالي المخيمات.

ولا تزال مشاهد الجثث في مخيميّ صبرا وشاتيلا للاجئين حاضرة بتفاصيلها الدقيقة في ذاكرة الفلسطينيين. ففي الذكرى الـ35 للمجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي و”جيش لبنان الحر بقيادة سعد حداد” وقوات “حزب الكتائب بقيادة ايلي حبيقة” يوم 16 أيلول 1982 ضد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم صبرا وشاتيلا يستحضر الصور بشعة للمجزرة.

فمع حلول ظلام يوم 16 أيلول 1982، بدأ جنود الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الكتائب اللبناني بقيادة ايلي حبيقة، وجيش لبنان الحر بقيادة سعد حداد، بحسب “الجزيرة.نت”، التقدم عبر الأزقة نحو المخيم من جهة مستشفى “عكا” في “الحرش”، وانتشروا بشكل كامل.

إقرأ ايضا: رسالة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الى الاتحاد الأوروبي

وطيلة 3 أيام ولياليها، ارتكبت هذه المجموعات والصهاينة مذابح بشعة ضد أهالي المخيم العزّل، تعد من أفظع وأبشع المجازر التي ارتكبت على مدار التاريخ الإنساني. وقد جاء تنفيذ المجزرة بعد اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل.
واللافت هو انه لم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بدخول المخيمين إلا بعد انتهاء المجزرة حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية.

وبلغ عدد القتلى بحسب التقديرات حوالي 3500  قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين، ولكنْ من بينهم لبنانيون أيضاً. كما نقلت صحيفة “البيان” اللبنانية.

وقد كشف الصحافي البريطاني روبرت فيسك أن أحد ضباط الميليشيا، المشاركة في المجزرة، والذي رفض الكشف عن هويته قال إن أفراد الميليشيا قتلوا 2000 فلسطيني. أما الصحافي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك فقال في كتاب نشره عن المذبحة أن الصليب الأحمر جمع 3000 جثة.

وفيما بعد ونتيجة الضغط الاعلامي الغربي شكلت المحكمة العليا في اسرائيل لجنة تحقيق خاصة، ترأسها إسحاق كاهين، وفي 7 شباط 1983 حيث حملت اللجنة ارييل شارون المسؤولية المباشرة عن المذبحة.

ولاتزال اصداء المذبحة الى اليوم في بيروت، خاصة ان عددا من العوائل اللبنانية ذهب ضحية المجزرة هذه. وككل عام يحيي الفلسطينيون في العالم هذه الذكرى الاليمة وان كانت ليست المجزر الاولى ولا الاخيرة التي عاشها الفلسطينيون في المنطقة.

فقد عدد موقع “الجزيرة” عدد المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين منها دير ياسين، مجازر الطنطورة، وقبية، وبعدها مذبحة مخيم جنين ومجازر منسية أخرى في غزة والضفة. وهو الاسلوب الذي اعتمده الاسرائيلي لتهجيرهم من ارضهم والاستيلاء عليها بحسب موقع “السفير”.

إقرأ أيضا: هل يسعى أبو مازن الى توطين الفلسطينيين في زيارته الى بيروت؟

الصحفي الفرنسي آلان مينارغ، مؤلف كتاب “أسرار الحرب على لبنان”، كتب “بدأت مذبحة صبرا وشاتيلا من ظهر يوم 15/9/1982 حتى مساء 18/9/1982، وبدأتها وحدات الإستطلاع من قوات جيش الإحتلال الإسرائيلي الغازية بقتل 63 مدنياً فلسطينياً في اليوم الأول، ولتنسحب تلك الوحدات وتسلم مهام إستكمال إرتكاب المجزرة لأدوات الإحتلال من مليشيات لبنانية، ليقتحم المخيم 350 عنصراً في 16/9/82 ليرتكبوا وعلى مدار 43 ساعة واحدة من أبشع المجازر في القرن العشرين بحق النساء والأطفال والشيوخ من المدنيين العزل”.

السابق
بالصورة: طفل السابعة الذي سقط برصاصة خاطئة
التالي
بالفيديو: سعودي يعتدي على شاب لبناني.. والدولة لم تسائله!