أزمة مائية تهدد واقع الأردن.. والقادم أسوأ

مياه
كشف تقرير اسرائيلي أنّ مستقبل الأردن سيكون أسوأ من مستقبل محيطه، وذلك في ضوء الأزمات التي تهدده.

بحسب تقرير لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فإنّ توقعات المناخ للأردن تدق ناقوس خطر. فالمملكة تشهد فترات جفاف ستكون أطول وأكثر من أي وقت سابق، وستتكرر مستقبلاً، مما سيؤثر على انخفاض مستوى الأنهار. وذلك بحسب موقع “عربي 21”.
وتضيف الصحيفة أنّه “من المثير للسخرية، أنه عند انتهاء الحرب في سورية قريباً، وعودة الزراعة إلى طبيعتها، سيكون الأردن، في حال سيئة جداً، جرّاء التغيّر المناخي والحاجة المتزايدة للمياه”.
وبحسب التقرير، ان شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة والشمال الأردني سيكونان الأكثر تأثرّا بالتغيّر المناخيّ. وحذرت الصحيفة من السرعة في ارتفاع وتيرة التصحّر في الأردن، إذ من المتوقع أن الفترة من عام 2070 إلى 2100، ستشهد ارتفاعا في درجات الحرارة المتوسطة بمقدار4.5 درجة مئوية على ميزان “سليسيوس”، مقارنة مع الفترة الحاليّة.
ومن المتوقع أن يقلّ متوسط هطول الأمطار بمقدار1/3، وأن ترتفع حوادث حالات الجفاف إلى 3 أضعاف، أي من نحو 8 على مدار30 عاما إلى نحو 25 على مدار ثلاثة عقود من الزمن.
وبحسب العلماء، فإنّ الاراضي الأردنية ستحصل على تدفق أقل بنسبة 51 % إلى 75 % من مياه نهر اليرموك، مقارنةً بمعدل التدفق السابق، في حال استمرار الحرب السورية.
وفي حال عودة النشاطات الزراعية والريّ الى طبيعتها في سورية فسيقل تدفق المياه في نهر اليرموك على الحدود السورية-الأردنية إلى1/5 تقريبا.
والأردن يُعد بلدا فقيرا مائيّا، يسود المناخ الصحراوي حوالي 75% من أراضيه. مما يدل على حجم استفادة الاردن من الازمة السورية على صعيد الموارد المائية.
مع الاشارة الى ان نهر اليرموك طوله 57 كلم، 47 كلم منه داخل الأراضي السورية، ينبع من بحيرة مزيريب في سورية، ويسير ليشكل جزءاً من الحدود السورية–الأردنية، ويقع على النهر في سورية سد اليرموك، ويتغذىّ ببعض الروافد كوادي الرقاد في الجولان ووادي الذهب الذي ينبع من جبل العرب، مرورا ببلدة الغارية الشرقية والغربية. وقد أقامت الحكومتان السورية والأردنية سداً على النهر سميّ سد الوحدة. بحسب “ويكيبيديا الحرة”.

الحرب السورية
وبحلول عام 2025 سيكون النصيب السنوي للفرد في الأردن 91 مترا مكعبا فيما يبلغ حالياً 150 مترا مكعبا، بينما حد الفقر العالمي هو 1000 متر مكعب من المياه سنويا للفرد الواحد. مما يضع الأردن في مصاف البلدان الأفقر في مصادر المياه في العالم، وهو حاليّا من أفقر عشر دول بحسب محمد شتناوي وزير الري الاردني السابق.
ويحصل الأردن على حاجته من المياه من مصادر تعتمد على الأمطار، التي أصبح معدل هطولها متقلبا بفعل عوامل التغير المناخيّ. ويعتبر نهر الأردن وحوض اليرموك من أهم مصادر المياه في الأردن.
كما يفقد نهر الأردن 85 % من مدخوله من المياه عن طريق التبخر بفعل ارتفاع درجات الحرارة. ومن المفترض أن يحصل الأردن على 215 مليون متر مُكعب من المياه سنويا من خلال بناء السدود وتحويل مجاري المياه عبر الأنابيب، وذلك وفقا لمعاهدة “السلام” مع إسرائيل عام 1994. كما نقلت “الجزيرة نت”.

اقرأ أيضاً: بيان حزب الله الانساني وصراع مرحلة ما بعد داعش في سوريا

وقد بنى الأردن سد الكرامة في وادي الأردن لتخزين 55 مليون متر مكعب من المياه مصدرها نهر اليرموك بشكل رئيس. ويقترح البعض الاستفادة من مياه الأمطار، على شحها، بتخزينها بشكل مباشر. لذا، لا مفر من تحلية مياه البحر لاستخدامها. وتفكر الحكومة الأردنية بنقل مياه حوض الديسي، على الحدود الأردنية- السعودية الى عمّان.
وقد بينّت الدراسات الاردنية، أنه بالإمكان ضخ 100مليون مترمكعب من المياه سنويا من حوض الديسي الى عمان، على مدى فترة تمتد من 50 إلى 100 عام، وهو مشروع يكتمل خلال4 سنوات، وسيكلف مليار دولار.
وبحسب “بي بي سي العربية” ثمة مشروع نقل مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت واستخدام الفرق في منسوب المياه وهو 400 متر في توليد الطاقة وتحلية المياه، مما سيؤمّن 550 مليون متر مكعب من المياه، بينما تقتسم إسرائيل والضفة الغربية 300 مليون متر مكعب.
ويبقى الحلّ النهائي في السيطرة على الارتفاع المضطرد في عدد السكان مع ترشيد استهلاك المياه.

السابق
الموسوي: الحريري تجاوز الدستور في باريس حينما عبّر عن رأيه الشخصي
التالي
ذبح واغتصاب وحرق وقطع رؤوس: مسلمو «بورما» يبادون في صمت وتخاذل!