تعليقاً على عهد الانتصارات: كذبك لن يمرّ بعد اليوم!

حملتني الذاكرة، وأنا أقرأ أخبار الصحف، الى صيف العام ٢٠٠٦، يوم استيقظت من النوم على صوت أول غارة إسرائيلية استهدفت مدرج مطار بيروت، ثم توالت من بعدها الغارات التي رحنا نتابع تفاصيلها عبر الترانزيستور مع قطع الكهرباء، وعبر التلفزيون.
تواضع الوسائط في حينه منع الاخيرة من نقل الصورة كاملة والغوص في التفاصيل. كنا نرى المشهد بعمومياتها من خلال صور الدمار وتعليق مراسل. لا خفايا لا زواريب لا تسريبات.
وقتها بدأت الحرب تهورا مفسدة الموسم السياحي، ثم انتهت انتصارا الهيا سطّر قصصا عمياء عن ملاحم شاركت بنسجها ملائكة مسوّمة … هكذا قيل لنا في حينه ولم نرٙ.
وقتها لم يكن الغرب الكافر قد مٙنّ علينا بنعمة الهواتف الذكية.
حتى كتاب الوجوه الازرق للرفيق مرقس جبل السُكر كان حديث العهد، وأتيح للعموم في العام نفسه بعد ان كان محصورا بطلاب الجامعات.
ذاك الحال يخالف ما بتنا عليه اليوم، حيث كثافة الصور والفيديوهات والمقارنات والتعليقات المؤيدة والمناهصة، وقد إستوقفتني في اليومين الماضيين عشية صفقة الانتصار الـ climatisé على “داعش”، الجدية في تعاطي “المنتصر” مع إمتعاض معشر الفسابكة وأهل المِغراد من الصفقة.
إمتعاض أجبر “المنتصر” على الاطلالة والاطالة والتبرير، ثم التورط بتوصيفات وتسميات، جرّت ردود أفعال أقليمية بدأت من العراق ولم تنته في واشنطن.
هي نقلة ليست جديدة في وسائل التواصل والتشبيك، لكن اخذها على محمل الجد والحسبان هو الجديد الذي لابد من التوقف عنده.
نقلة أضحت تهمس بأُذُنٙي الكاذب لتقول: كذبك لن يمرّ بعد اليوم!

السابق
لافروف: سنعمل على ضمان أمن اسرائيل
التالي
الرئيس عون يطالب بإجراء تحقيق في ملف العسكريين