الأسد يسأل :أين بري؟

احمد عياش

الجدل الذي بدأ منذ أيام حول زيارة عدد من الوزراء الى دمشق بدا وكأنه ينقل الاهتمام الى خارج المكان الفعلي لهذا الموضوع.وقد إنتبه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عندما جرت محاولة نقل البحث في الموضوع الى جلسة مجلس الوزراء الاخيرة في السراي الحكومي الى ان الامر لا يحتاج ليكون على جدول أعمال الجلسة فكان القرار ان زيارة وزير “حزب الله” حسين الحاج حسن الذي يتولى حقيبة الصناعة ووزير “حركة أمل” غازي زعيتر الذي يتولى حقيبة الزراعة والتي تمت بالامس هي بصفة شخصية.ثم أعلن وزير تيار المردة يوسف فنيانوس الذي يتولى حقيبة الاشغال خلال جلسة الحكومة في قصر بعبدا  انه سينضم الى  زميليه في زيارة العاصمة السورية بصفة شخصية أيضا. ولكن بالرغم من أن هذه هي حدود زيارات الوزراء الثلاثة بقيّ هنا في الداخل  من صوّر الموضوع وكأن تغييرا جذريا قد طرأ على  مشهد العلاقات اللبنانية-السورية المستمر منذ إندلاع الحرب السورية عام 2011 . فما هي القصة؟

في معلومات ل”النهار” ان شخصيات سياسية زارت دمشق في الاونة الاخيرة سمعت بوضوح سؤالا طرحه مضيفيهم هو:أين رئيس مجلس النواب نبيه بري؟ وبتعبير آخر: لماذا لم يزر بري منذ زمن طويل الرئيس السوري بشار الاسد على رغم كل التحولات التي شهدتها سوريا في الاعوام الستة الماضية؟ وفهم من هؤلاء الزوار ان السؤال الذي جرى توجيهه الى بري  لم يشمل الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي تفيد المعلومات انه لم ينقطع عن زيارة الاسد سرا.

إقرأ أيضاً: وزراء الحج إلى الشام

بناء على  هذه المعطيات تقول المصادر ذاتها أن هذا السؤال الذي تردد في دمشق كان وراء إطلاق حملة زيارة الوزراء لدمشق علما انها تأتي في سياق تلبية الدعوة الى المشاركة في معرض دمشق الدولي السنوي الذي عاد الى العمل وللمرةالاولى منذ خمس سنوات في إشارة قوية الى أن نظام الاسد عاد ليمسك بالزمام في العاصمة السورية وخصوصا بالطريق الى مطار دمشق حيث المعرض والتي كانت مسرحا لإشد المعارك ضراوة بين النظام والمعارضة. يبقى أن زيارة  الوزراء الثلاثة بصورة شخصية تزامنت مع مشاركة رسمية لإثنين وأربعين دولة سعت للفوز بحصة في عقود  تجارية وغيرها كحال الهند التي فازت قبل ثلاثة أعوام بعقد طبي قيمته مليار دولار.لكن الحصة الكبرى من العقود بقيت لمصلحة إيران وروسيا اللتيّن تمثلان علة بقاء نظام الاسد على قيد الحياة.

إقرأ أيضاً: ذكرى تفجيري طرابلس: النظام السوري متهمٌ والوزراء اللبنانيون في دمشق!

عندما طُرِح السؤال المتصل ببري,وبحسب معلومات زوار دمشق , وصل سريعا الى رئيس مجلس النواب الذي كان في زيارة رسمية الى طهران فكان الجواب السريع من بري  وأثناء وجوده في العاصمة الايرانية  هو إطلاق حملة قيام المسؤولين في لبنان بزيارة دمشق.ومع ذلك بقي سؤال الاسد مستمرا :أين بري؟

السابق
بالفيديو: الرئيس الحريري يتفقد غرفة عمليات جبهة الجرود ويتناول الطعام مع العناصر
التالي
مقتدى الصدر في السعودية: اختراق محفوف بالمخاطر