مرحباً بعنجر والبوريفاج

الوصاية السورية
يريدون منّا أن نعود إلى عهد الوصاية.

“سرني جداً” أنّ هناك من يعمل في الخفاء لاعادة العلاقات اللبنانية مع النظام السوري في سياق عملية ( تطبيع) مدروسة تطبخ على نار هادئة في ظل ” قبة باط اقليمية دولية “.. سرني ذلك ، لأنني أشتاق لمساحة من الحرية كنا نحن معشر الصحفيين ( المعارضين يومذاك) نحس بها، رغم قساوة النظام الأمني،بينما اليوم لو كتبت نقدا بناءَ ايجابياً لحلفائك أقاموا الدنيا فوق رأسك واتهموك بالخيانة رغم كل نضالاتك التي تنسى ” بشحطة قلم “. كنت الى جانب الصديق الشهيد جبران تويني مع مجموعة كبيرة من الزملاء والناشطين نناضل من أجل السيادة والحرية والاستقلال من خلال “نهار الشباب”

و”النهار” والأنشطة المتنوعة،ورغم قساوة النظام الامني، كنا نشعر بشيء من المتعة بأن لدينا قضية وحلم ومبادىء وأمنيات،أينها اليوم؟ كانت متعتي عندما كنت أُستدعى على (فنجنان قهوة) لدى جهاز أمني سوري أو لبناني، ثم أخرج منتشياً تسكنني روح بابلونيرودا وتشي غيفارة _ رغم ما كنت أسمعه سمعته من كلام عالي النبرة محملاً بالغضب والتهديد – لا يهم طالما كان لدينا الحلم والامنيات والمبادىء .. أينها اليوم؟ سرني عودة التطبيع اللبناني – السوري لأن في زمن الوصاية كنت أستطيع تأمين خدمات لبعض الناس لان المسؤولين في تلك الفترة كانوا يتبعون سياسية مسايرة وخدمة بعض الخصوم والاهتمام بهم لكسب ودهم ،بينما اليوم رفاق دربك يخذلونك يسودون وجهك .. يطعنون بك من الخلف ،

اقرأ أيضاً: أحمد اسماعيل والتحقيق الأمني: أو بتسكر تمّك أو الكلبشة!

لا بل يتراكضون لارضاء الطرف الآخر من الخصوم السياسيين ، لا لكسب ودهم بل خوفاً وتزلفاً كما يقول المثل الشعبي ( القط ما بحب الا خناقو)…على الاقل في زمن الوصاية كنا (مصدقين الكذبة ونحلم بالغد المشرق والفجر السعيد ) !! ربما اذا عاد زمن الوصاية اليوم نعود ونحلم وان كنا لن ننال من احلامنا شيئاً!! فرق كبير بينكم وبين زمن الوصاية ، على الاقل كان هناك (رب نشكو له يستطيع اتخاذ مواقف وقرارات) أما اليوم الطاسة ضايعة،وصرنا حارة كل مين ايدو الو !!

ولسيت لديكم الجرأة لاتخاذ موقف أو قرار .. أشهد أنني كتبت مواضيع صحفية خطيرة وجريئة في زمن الوصاية ربما اليوم لا أستيطع كتابتها ، ومنها مثلا موضوع عن تهريب الاثارات في جريدة النهار عام 2002 وكيف ان مهربي الآثار يحظون بدعم الاجهزة الامنية السورية اللبنانية ، لا بل نلت عن هذا الموضوع جائزة الشاعر سعيد عقل في نقابة الصحافة في تشرين الثاني 2002 عن كلمة ( شجاعة) أعتقد انني لو نشرته اليوم لدخلت السجن فوراً دون شفاعة.

اقرأ أيضاً: أحمد اسماعيل يكذّب بيان الأمن العام: التحقيق كان سياسياً

سرقتم أحلامنا بالحرية والسيادة ، أصابتنا خيبات الامل المتناسلة من اتفاقاتكم وصفقاتكم وتحالفاتكم على حساب هذه الأحلام،لا بل تُركنا عراة وسط الساحة والصراع وخاصة (نحن الذين تخلينا عن موروثاتنا الطائفية والمناطقية) لا بل تراكضتم لمؤازرة ودعم شخصيات لها تاريخها الاسود في زمن الوصاية السورية .. ولن أنسى ذلك “النائب السيادي” الذي كان في كل مرة يصطحب معه الى مهرجانات 14 آذار شخصية ملتبسة من زمن الوصاية ، والانكى أن النائب كان يخطط لترشيح هذه الشخصية على لوائح قوى 14 آذار .. ومسؤول حزبي آخر يقوم هذه الايام يتعويم أحد رموز الوصاية السابقة ويجمعه برئيس حزبه …وتتحدثون عن الوفاء؟ أي وفاء ؟ الوفاء للجماهير الذي نزلت الى ساحة الشهداء عام 2005 ؟ اما للذين وقفوا معكم في أحلك الظروف…؟ لتعد عنجر والبوريفاج وليعد زمن الوصاية وكل هذا بسبب ضعفكم وفشلكم وخوفكم .. وأنا مستعد أنا أتعرض للاضطهاد على الأقل أعتبر ان خصمي ربما يكون محقاً في اضطهادي بسبب مواقفي ومبادئي ومعاداتي السياسية له ، لا أن أتلقى الطعنات والصفعات من أهل البيت ، فأصاب بخيبة الأمل ( لأنني من بيت ضربت).

السابق
هل تجري السفن اللبنانية بما يشتهي حزب الله؟
التالي
الصحافة والبقاء