فدوى سليمان: ورحلت أيقونة الثورة!

توفيت الفنانة السورية فدوى سليمان في باريس نهار الخميس الواقع في 18 آب 2017 بعد صراع مع مرض السرطان.

فدوى سليمان هي الفنانة التي وصفها الائتلاف السوري المعارض بالثائرة والحرة وبأنّها رمز من رموز الثورة السورية باعتبارها من أوائل المشاركين في التظاهرات المعارضة لبشار الاسد، لتواجه بذلك الإذلال الثقافي والإقصاء الإنساني والفكري الذي تعيشه سوريا.

فدوى (مواليد 17 ايار 1970) والمنتمية للطائفة العلوية التي ينحدر منها رئيس النظام السوري بشار الأسد، اشتهرت قبل الثورة بأدوراها التلفزيونية والسينمائية بحيث قد شاركت في عرض مسرح القباني في دمشق ومثلت دور مدّرسة تربية فنية في دار أيتام وذلك في مسلسل “قلوب صغيرة” الذي زاد التوعية حول الاتجار بالأعضاء البشرية. وقد عرضته في حينها عدة قنوات تلفزيونية عربية.

مع بداية الثورة في سورية أصبحت فدوى أكثر نشاطاً، بحيث قد حشدت نخبة مثقفة لدعمها. كما بدأت تقدم أعمال فنية مختلفة من خلال انضمامها إلى صفوف المعارضة.

تصَدرت فدوى سليمان المنصات وأطلقت الهتافات، لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من حياتها فقصت شعرها وأخذت تتنقل من منزل إلى آخر لتتفادى اعتقالها.

اقرأ أيضاً: أصالة نصري تتحدث عن سوريا: هي ثورة

فدوى التي اكتشفت من خلال عملها في المسرح أنّه لا ثورة في الفن في سوريا، وأنّه لا يوجد في المسارح لا حرية ولا تغيير وأنّ كل المؤسسات هي تحت وصاية الامن، وجدت ضالتها في الثورة السورية لتجعل قوات الأمن السورية تلاحقها وتبحث عنها في تشرين الأوّل من العام 2011. حيث أقدم العناصر الخاضعين لسلطة الأسد على ضرب المواطنين كي يكشفوا لهم عن مكان “سليمان”.

اقرأ أيضاً: ثورة سوريا في عامها الرابع: استعداها الشيعة وهاجمها حزب الله

نضال فدوى “سليمان” لم يتراجع على الرغم من صراعها في السنوات الأخيرة مع مرض السرطان، فظلّت تشارك في المظاهرات الثقافية، وتشدد على عدم تحوّل الاحتجاجات إلى حرب مذهبية بين السنة والطائفة العلوية التي تنحدر هي منها كما رأس النظام السوري.

مع رحيل الفنانة السورية فدوى سليمان خيّم الحزن على صفحات الفنانين السوريين المعارضين، باعتبار أنّها كانت أيقونة من أيقونات الثورة السورية كما عرفت بقوتها وشجاعتها خصوصاً حينما قامت بعبور حدود الاردن سيراً على الاقدام قبل مغادرتها الى فرنسا والعيش بالمنفى.

يذكر أنّ اشهر تصريحات فدوى سليمان هي أنّها لا تنتمي إلى أي طائفة وأنّ الشعب السوري ليس طائفياً بل النظام هو الطائفي وأنّ الديكتاتورية لا دين لها ولا طائفة.

 

السابق
«سيناريو» ما بعد معركة الجرود: عودة الإنسجام السياسي أم عاصفة استهداف «حزب الله»؟
التالي
الوزير الجراح لـ«بلو فورس»: شكراً على مجهودكم وعملكم