الحرب الاسرائيلية على لبنان: حقيقة أم تهويل؟

اسرائيل
تتصدر تصريحات اسرائيلية تحمل تهديدات الى لبنان والى حزب الله، فما هي اسباب هذه التهديدات، وهل هي مبالغ فيها لغايات سياسية محددة ؟

تتصاعد التصريحات منذ فترة ان ثمة حرب اسرائيلية مقبلة على لبنان، لدرجة ان البعض حدد توقيتها في أيلول القادم، وأن هذه الحرب لن تُبقي شيئا على شيء. والمنطق يقول إن إسرائيل تهوّل بالحرب لتشكل حائط أمان دولي لها، خوفاً من شن حرب عليها، بانتظار نجاحها في تفكيك جبهة حزب الله- ايران، والتي قد بدأتها في سورية عبر الاتفاق الروسي – الاميركي بابعاد ايران، وبالتالي حزب الله، عن الحدود الجنوبية لسورية وفق هدنة ما بات يعرف بـ”هدنة جنوب سورية”.

اقرأ أيضاً: تهديدات بلا حروب بين حزب الله وإسرائيل

فهل ستقع هذه الحرب، التي ستكون السادسة بعد سلسلة حروب شنتها اسرائيل على لبنان، اولها في عام 1978، وثانيها عام 1982، وثالثها في العام 1993، ومن ثم رابعها حرب 1996، وخامسها حرب 2006 المُدمرة.

وكل عدوان كانت تقوم به اسرئيل كانت تدمر البنية التحتية في الجنوب. ولم تكن تكتفي اسرائيل بالعدوان الرئيسي للحروب المذكورة اعلاه، بل كان الخطف والاغتيال والقنص والقصف والتدمير مستمر طيلة الوقت، ما بين الحروب الخمسة هذه.
وأكبر وأوسع حرب شنتها اسرائيل على لبنان كان عدوان 2006 الذي استمر33 يوما، وكانت ذكرى توقّفه قد مرت منذ ايام قليلة، أي في السابع عشر من آب الجاري.
فهذ العدوان المدمر الذي طال كل انحاء لبنان ودمر الضاحية الجنوبية، معقل مراكز حزب الله، عن بكرة أبيها، جاء ردا على قتل وخطف جنديين اسرائيليين من على الخط الازرق من اجل تحرير الاسرى، وعلى رأسهم سمير القنطار الذي استشهد فيما بعد في عملية اغتيال جنوب سورية، حيث كان يُعد لمقاومة سورية انطلاقا من الجولان المحتل.
مع التذكير بأن اجتياح العام 1982 وصل فيه العدو الى العاصمة بيروت، وارتكب العديد من المجازر. وخرج بعد عقد اتفاقية 17 أيار معه، التي ألغيب فيما بعد.


واليوم، وبعد خروج الاحتلال من الاراضي التي سيطر عليها في الجنوب اثر عدوان 2006 ارسلت الامم المتحدة ما يسمى بقوات حفظ السلام او “اليونيفيل” لتقف فاصلا بين المقاومة والاسرائيليين.
علما ان التجديد التقنيّ لهذه القوات الاممية (اليونيفيل) يتم كل عام. وقد اثارت واشنطن ملف التجديد لهذه القوات منذ أيام وبشكل ملفت هذا العام، كنوع من الضغط على الحكومة اللبنانية التي تقف متفرجة على التصعيد الاعلامي.
فهل ان التهويل بالحرب نوع من تهويل اسرائيلي على لبنان لمنع حزب الله من أي هجوم، خاصة ان مصادر عسكرية اسرائيلية تذّكر دوما بان حزب الله بات يملك عشرات آلاف الصواريخ التي تهدد أمن اسرائيل. اضافة الى ان الصهاينة يعتبرون ان حزب الله قد استفاد من مشاركته في الحرب السورية والعراقية واليمنية بشكل كبير لجهة نوعية القتال والاساليب القتالية الجديدة التي اكتسبها.

اقرأ أيضاً: لماذ لن تقع الحرب بين اسرائيل وحزب الله لا في سوريا ولا في لبنان؟

فهل ان التهويل الاعلامي الاسرائيلي، الذي يذكرنا دوما ان جيشهم سيعيد لبنان الى ما قبل العصور البدائية، هو نوع من خوف مغلف بالتهديد، سيما ان اسرائيل قد لجأت الى نقل خزانات حيفا الكيماوية الى صحراء النقب خوفا من قصفه من قبل حزب الله بعد تهديد امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مؤخرا؟

السابق
أحمد اسماعيل: هذا ما واجهني به المحقق وهددني فيه
التالي
نائب رئيس بلدية حارة حريك أحمد حاطوم: لا فضل لأي حزب في مشروع مياه الضاحية