عن الاحزاب الاسلامية المتناحرة حتى الموت…

مثلهم كمثل أنثى البعوض حين إقتربت من نار الناس و نورهم ظناَ منها أنها الشمس التي بحراراتها تحيا احترقت وكانت نسياً منسياً، و هم بخطابهم الكلامي عن حربهم الأممية يبتغون كما دوماً النصر وفاتهم ان النصر لا يتحقق بمفردات البلاغة المستقاة من بطون الكتب،و لا بما هم مؤمنون به من خوارق يحلمون بها و يحملونها معهم، تسكنهم و حكايات الموت الإجباري المخيفة تلك التي تنبأهم بمغانم الميت بعد الموت باللامرئي من الحياة الأبدية.

هنالك شيء ما يحكم العلاقة بين الأحزاب العقائدية الإسلامية المتقاتلة، هناك تشابك وتشابه وترابط بالتفكير بينهم، هنالك ما هو ملاحظ في صراعها المسلح، هناك ما لا يفقهه إلا الراشدون الراسخون في العلم اللاهوتي، إذ غالباً ما تتقدم وفجأة و على حين غرة وبعد كل بغي فتوة الإصلاح أو التخفيف من الإحتقان، و هو ما يترجم بالعادة كما في الآونة الاخيرة بكم من المخارج وبروتكولات الهدنة وإتفاقات التسوية و/ أو حصر النزاع وإنهاء الإقتتال أو الحد من الخلاف والإختلاف على الرغم مما سبق من تبادل للإتهامات وكم النعوت التي غالباً ما تشتد أكثر عند إقتراب الأذى وملامسته لمصالح واحدهم من قبل الأخر المختلف، فما القول هنا و قد إلتقى الجمعين وإقتتلا وكانت حرب ذهب ضحيتها الكثير من الشباب ورافقتها خطب الكلام تلك التي تصدرتها كلمات مثل تكفيري ورافضي بجملها الكاملة ومعانيها وإنتهت إلى إطلاق سراح وتسريح لأسرى ومحاصرين ونقل وإنتقال لمسلحين ومقاتلين.

اقرأ أيضاً: عرساليون لبنانيون.. وكفى

هي معركة إذاً بدأت بحشد عديد وعتاد وكمائن وإستراتيجيات وخطابات ذهنية، وإنتهت بتسوية أنهت القتال في هذه الجغرافيا من هذا الزمان، لصالح تسهيل الإنتقال والإطلاق، فعاد الأسرى إلى الحزب وإلى ادلب وغيرها من المناطق المحددة سلفاً إنتقل مقاتلي الجبهة بالمكيف من البولمانات، فكان كل ما سبق غثاء وسريع الذوبان.

حتى تفيء إلى أمر ربها و تكون الناجية، تبقى الطائفتين على ما تقدم مؤمنين يقتتلون، وسيبقى هنالك دوماً من يصلح بينهم إلى ان تفيء أحداها للأخرى وترضخ للإصلاح. فالضرب في علم الحساب ليس سوى جمع بين أشياء متساوية، والقسمة ليست إلا طرح شيء واحد لعدد ممكن أكثر من مرة، وحيثما يكون الجمع والطرح يكون ما يمكن للعقل أن يفعله.

ليست الأوراق المتوافرة بين يديك بكثرة هي الرابحة، وليس القول الصادق هو المستمد من مبدأ العقل الطبيعي، إنما هو وهي الرابحة و الصادقة مكتسبة من سلطة الذي ملكها أو قالها، أما المطالبة بالعدل من قبل هؤلاء وأولئك إنما هو تماما كالمطالب بأن يسود عقله من دون الحاجة لعقول الآخرين. وإلى ان يكون كل ذلك عكس ذلك يبقى نصر كليهما كمثل الإرادة الحرة والدائرة المربعة بلا معنى.

اقرأ أيضاً: هل يتصدّع الحلف الشيعي – العلويّ في سورية بعد سكوت الجبهات؟

عبثية ممزوجة بفلسفة شبيهة بعبارة الآن الأبدية. وهي فلسفة أقرب إلى ما يستخدم على الأطفال الذين ينسبون إلى المخلوقات العاقلة لمجرد إمكانية استخدام عقلهم لاحقاً. وحدها الخبرة مع العلم والفطنة مع التعقل تمنح صاحبها الحكمة والفضيلة وتحققان له النصر.و كإستنتاج فإن لدى هؤلاء من الفطنة والخبرة ما يكفي لشؤونهم الخاصة ولكن في الشان العام هم يهتمون بسمعة ذكاءهم الخاص اكثر من يكترثون لنجاح شؤون الاخرين وإزدهار حياتهم.

السابق
لقاء عرمتى السنوي: خط شيعي ثالث؟
التالي
حزب الله يؤازر الجيش ومصفحات أميركية لحسم المعركة ضدّ داعش