عجّاقة لـ«جنوبية»: المشكلة ليست في السلسلة بل في تمويلها

مجلس الوزراء
ما هي توقعات الخبير الاقتصادي اللبناني جاسم عجّاقة من اللقاء الحواري الاقتصادي، الذي عقد في بعبدا اليوم بخصوص سلسلة الرتب والرواتب؟

بعد اكثر من ساعتين من النقاش، انتهى اللقاء الحواري في بعبدا، والذي خصص لمناقشة تمويل سلسلة الرتب والرواتب، التي أقرها مجلس النواب، وتنتظر توقيع رئيس الجمهورية عليها خلال شهر فقط من تاريخ اقرارها. مع اشكالية ارتباط موازنة 2018 بها والتي الى اليوم لم تجهز!

في كلمته له التي افتتح بها “اللقاء الحواري” للبحث في الخلاف حول قانوني سلسلة الرتب والرواتب والضرائب، قال الرئيس ميشال عون “أننا نعالج معكم تناقضات برزت بعد صدور قانون سلسلة الرتب والرواتب وقانون الضرائب، وسوف نجمع الآراء وندرسها بالتفصيل لاتّخاذ الموقف المناسب من القانونين. وما نسعى إليه هو تعديل لبعض الأخطاء التي وقعت”.

اقرأ أيضاً: الخبير الاقتصادي جاسم عجّاقة لـ«جنوبية»: تداعيات الضرائب ستكون كارثيّة

إلتأم اللقاء الحواري في قصر بعبدا، بدعوة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عند الساعة الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، للبحث في مختلف أوجه الخلاف والتناقض واختلاف الآراء حول قانوني سلسلة الرتب والرواتب في القطاع العام، واستحداث بعض الضرائب لغايات تمويل السلسلة، بحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوزراء المختصين كوزير المالية علي حسن خليل، ورئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابراهيم كنعان، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وممثلين عن الهيئات الاقتصادية والعمالية والمالية، ونقباء المهن الحرة، والمدارس الخاصة، والمعلمين في المدارس واساتذة الجامعة اللبنانية.

وبعد ارسال سلسلة الرتب والرواتب ليوقعها خلال شهر، لم يتوصل الرئيس ميشال عون الى أيّ قرار نهائي بهذا الخصوص، فكان ان دعا الى لقاء في قصر بعبدا جمع فيه جميع الاطياف المعنية بالسلسلة.

فهل سيتوصلون الى حلّ يرضي الجميع مع تركيزهم على اهمية اقرار الموازن لعام 2018، ومع غياب الرئيس نبيه بري وما يمثّل.
وفي اتصال مع الخبير الاقتصادي جاسم عجّاقة، ابن بلدة يارون الجنوبية، حول توقعاته من هذا اللقاء الحواري الاقتصادي، يقول لـ”جنوبية”: “لنكن منطقيين، هذا اللقاء من صلاحيات رئيس الجمهورية، لكن لا طابع إلزامي لها. كونه غير مقتنع بالسلسلة. لكن لا يمكنه ردها، فجاء هذا اللقاء ليشكّل نوعا من تحمّل مسؤولية عام”.

ويضيف عجاقة، بالقول: “سواء رد الرئيس السلسلة أم لم يردها تبقى هذه السلسلة مليئة بالعيوب. وعندما قال أحد نواب تكتل الاصلاح والتغيير ان الرئيس سيعدّل فيها بعض الشوائب فهذا يعني ان كلامه مجرد كلام، لان المشكلة ليست في بعض البنود، بل بتمويل هذه السلسلة، لانه لا تمويل لها، وسيحملها الشعب كله”.

ويتابع عجاقة، مستشار وزير الاقتصاد السابق، بالقول “السؤال ما الذي يضمن ان هذا الكيان سيظل واقفا على رجليه بعد اقرار السلسلة؟”.

وحول دور حاكم مصرف لبنان في تبيان الخلل في السلسلة؟، يقول عجاقة: “حاكم مصرف لبنان يقف بين نارين، ان قال برد السلسلة ستواجهه المعارضة واليسار، واذا قال لتقر السلسلة مع اصلاحات ستقوم ضده السلطة مدعيّة ان هذا ليس من صلاحياته”. ويتابع “وللعلم حاكم مصرف لبنان مسؤول عن السياسة النقدية للبلاد، اما الحكومة فهي المسؤولة عن السياسة الاقتصادية”.

اقرأ أيضاً: سلسلة الرتب والرواتب تطال الفقراء وتفقرهم أكثر

وبرأي عجاقة أن “الخلل واقع، فلا اصلاحات ولا أي شيء، وبعد اقرار السلسلة ستقع الضغوطات على حاكم مصرف لبنان، وأرى انها ستقر وسيرسلها الرئيس عون دون موافقة، بالتوازي مع طلب تعديل قانوني في الحكومة من خلال اصلاح في صندوق التعاضد، وصندوق القضاة والجامعيين، حيث سيرسلهم تحت عنوان قانون معجل مكرر الى المجلس النيابي، وفي حال تم رد السلسلة سيفتح الباب للخلل السياسي الكبير في البلد”.

وعن سبب عدم موافقة الرئيس نبيه بري على حضور اللقاء؟ يرى عجاقة ان “بري ممن يقولون ان السلسلة اقرت، ونحن مستعدون للتغييرات”.

السابق
المدعية العامة الدولية تستقيل… والأسد يفلت من العقاب
التالي
غالبية اللبنانيين لا يثقون بالدولة ومؤسساتها!