لهذا السبب لجأ حزب الله الى التفاوض مع الجماعات المسلّحة!

انتهت معركة جرود عرسال بشقّيها العسكري والتفاوضي وسط “صمت رسمي” مُريب اقله لناحية غياب الوضوح تجاه الرأي العام من قبل المسؤولين المعنيين، الا ان حبر تحليل ابعادها واهدافها وانعكاساتها الميدانية والسياسية لا يزال يسيل بقوّة، خصوصاً ان لبنان الرسمي يستعد لخوض فصل جديد من المواجهة مع الارهابيين في جرود القاع ورأس بعلبك.
وفي انتظار ان تُحدد المؤسسة العسكرية ساعة الصفر لمعركة الجرود-2 مع العلم انها بدأت بتسخينها، لا تزال الاصوات المعارضة لاتّخاذ “حزب الله” منفرداً قرارات سيادية استراتيجية مرتبطة بالدولة حصراً تطغى على ايقاع المعركة، منها اخيراً الامين العام السابق لـ”حزب الله” الشيخ صبحي الطفيلي الذي اعتبر عبر “المركزية” “ان في ظل انكفاء المعارضة السورية المسلّحة وانقطاع الدعم الخارجي لها، استغل النظام السوري وحلفاؤه الفرصة للتوسُّع حيث يستطيعون ظناً منهم ان ذلك سيمنحهم قوة”.
وقال “من المُفيد معرفة ان منطقة القلمون الغربي لم تشهد اي نشاط للمعارضة المدنية والعسكرية منذ بداية الازمة في سوريا، وحين اخلاها النظام تركها بيد قطّاع الطرق واللصوص “ليُنفّر” الناس من المعارضة كما فعل في بعض المناطق، وحين عاد إليها قبل سنتين استعادها منهم وتوقف في منطقة عرسال حيث تتواجد بعض الفصائل المسلّحة”.

اقرأ أيضاً: هذا ما يُخفيه حزب الله خلف «انتصار» عرسال

واوضح “اننا كنا على علم بقيام مفاوضات مع “جبهة النصرة” قبل ان تنفجر معركة جرود عرسال، ثم خمدت نيران المعركة الا ان المفاوضات استمرت واستجاب لبنان لشروط المسلّحين”، وسأل “هل كان من الضروري ان ندفع هذا الثمن الكبير من الشباب لنقبل بشروط “جبهة النصرة” او نرفض بعض التفاصيل التي لا تغيّر من النتيجة النهائية للمفاوضات؟ بعد خروج الوضع في سوريا من سيطرة الجميع معارضة وموالاة عرب وفرس وتحولها بركة دماء شهداء الجنون الطائفي وصيحات الجاهلية إلى غنيمة للروس والأميركيين، هل كان من الضروري ان ندفع وتدفع سوريا هذه الأثمان الباهظة ويُقتل من قتل من الجميع لنسلّمها للغرب جثة هامدة”؟
وعن رأيه بلجوء “حزب الله” الى التفاوض مع الجماعات المسلّحة بدل إنهاء المعركة عسكرياً، اجاب الطفيلي “في الظاهر لقد ظن ان بين يديه نصراً قريباً من دون كلفة، لكن مع تقدم المعركة في الجرود كثرت الخسائر في صفوف عناصره وبات لا يستطيع تحمّل تبعاتها فعاد الى المفاوضات وقبل بها بعدما كان يرفض التفاوض”.
وفي شأن جغرافية وطبيعة جرود السلسلة الشرقية وميدانيات المعركة لناحية اعداد المسلّحين، لفت الى “ان لا إشكال بصعوبة القتال في الجبال وحتمية الخسائر الكبيرة، خصوصاً مع وجود قنّاصين انتحاريين في كل زاوية وتلَة، وهم وإن كانوا لا يمنعون التقدم الا ان كلفتهم كبيرة”، كاشفاً عن ان عدد المسلّحين في جرود عرسال كان اقل من الف”. لماذا برأيكم خاض “حزب الله” معركة ضد “جبهة النصرة” ولم يخضها ضد تنظيم “داعش”؟ يُجيب الطفيلي “قد تكون هناك اسباب معقولة، لكن من المعروف ان تنظيم “داعش خدم النظام وحلفاءه كثيراً، خصوصاً في منطقة القلمون”.
ماذا بعد معركة الجرود وتطهير الحدود الشرقية من الارهابيين؟ يختم الامين العام السابق لـ”حزب الله” ببركة الكفاح العسكري للنظام وحلفائه والمعارضة وحلفائها اُفرغت سوريا من اهلها وقُدّمت جثة على مائدة الغرب. شكراً للفرس والعرب السنَة والشيعة”.

السابق
مسؤول إيراني يعترف: نشرف استخباريّا على كامل المنطقة!
التالي
قانصوه: لماذا التهرب من إنشاء وزارة للنفط؟