من انتصر ومن هزم في معركة «الجرود»؟

مهما زعموا ومهما صرخوا، فإن نجاح مجموعة من الانتقال من جرد قاس ومحاصر، وبشروطها، الى منطقة كبيرة ومفتوحة على تركيا حليفة الداعمة القطرية ، كإدلب الموصوفة بالخضراء( ٦١٠٠ كلم مربع )، مع آلاف المؤيدين، يستحيل اعتباره هزيمة لهذه المجموعة وانتصارا لمن سهل لها هذا الإنجاز .
العقل البارد يمكنه، بكل تأكيد، أن يتحدث ، بأحسن النيات ، عن تواطؤ.
نحن من أمة تربت على قصص العيش في الجرود النائية.
كانوا دائما يجزمون ان هذا اللجوء هو قبول بشظف حياة تكاد تكون مستحيلة، من أجل الاحتفاظ بالعقيدة.
غريب، كيف أصبح العيش في الجرود الوعرة والاحتماء في المغاور، هو الفردوس المفقود بذاته؟
تريدون إعطاء “حزب الله” انتصارا عليكم حتى تأمنوا شره وترهيبه، “اصطفلوا”، ولكن ان تزوروا حقائق الطبيعة وتقفزوا فوق معاني الجرود النائية في ذاكرتنا الثقافية والحضارية ،فاسمحوا لنا بها!
انتصرت جماعة ابو مالك التلي بخروجها من الجرد المحاصر. انتصر “حزب الله” بالتقدم خطوة نوعية حول تأبيد سلاحه شرعيا.
خسرنا نحن اللبنانيون ” العملاء والخونة والإرهابيون “، معركة جديدة ضد احلامنا بوطن ترعاه سلطة مركزية حقيقية لا شريكا ميليشياويا للدولة التي يحميها جيش لبناني يلتزم بالدستور والقوانين .

السابق
جدال اقتصادي بين وزير المال ووزير الاقتصاد في جلسة مجلس الوزراء
التالي
المشنوق: لا شيء يمنع التدخّلَ السوري في المعركة المقبلة الى جانب الجيش