النعامة ترفع رأسها من التراب

استحقاقات تنتظر لبنان دولياً..

القوة الدولية في جنوب لبنان جاءت بعد حرب تموز ٢٠٠٦ وصدور القرار ١٧٠١ بقوة تبلغ ١٥٠٠٠ جندي والهدف هو مساعدة الدولة اللبنانية على بسط سلطتها وسيادتها وانهاء تواجد الميليشيات في منطقة جنوب الليطاني اي ان السلاح الوحيد في هذه المنطقة هو للقوى الشرعية وأي سلاح اخر هو خرق للقرار ١٧٠١.
ثم في مرحلة ثانية يتم نزع سلاح الميليشيات في كل لبنان وهو شرط للوصول الى وقف إطلاق نار دائم.
مرت على القرار احد عشر سنة وصارت مهمة القوة الدولية هي غض النظر عن سلاح الميليشيات وانتشارها ومخابئ الأسلحة وصارت هذه المهمة اسيرة استراتيجية ايران وحزب الله وتحولت من فرض سلطة الدولة الى تأمين الاستقرار اي ان الامم المتحدة دفنت رأسها في التراب كالنعامة واكتفت بلعب دور مراقب أو وسيط٠

اقرأ أيضاً: المرحلة الثانية من صفقة التبادل: 8 أسرى لحزب الله مقابل مغادرة التنظيم والمدنيين
المضحك المبكي ان الامم المتحدة صرفت حتى الآن على هذه المهمة حوالي ثمانية مليارات دولار ورغم ذلك لم تدعم هذه المليارات سيادة الدولة في الجنوب بل دعمت سيادة ايران وميليشياتها والمضحك ان نصف هذه المليارات يأتي الى موازنة الامم المتحدة من أميركا ما غيرها اي ان أميركا دعمت سيادة ايران وميليشياتها على الجنوب بأربع مليارات دولار.
المهم وعلى أصوات المدافع والصواريخ في الجرود تم تجاهل حدث على قدر كبير من الأهمية وهو ان الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أعلن في اجتماع لمجلس الأمن مخصص للقرار ١٧٠١ ولأول مرة ان حزب الله يقوم بتهريب الأسلحة الى جنوب الليطاني وإنشاء مخابئ وتحصينات وقام بالطلب الى الدولة واليونيفيل بتحمل مسؤولياتهما.

بنفس الوقت التقطت السفيرة الأميركية في الامم المتحدة الفرصة للطلب الى القوة الدولية اي اليونيفيل ان تتحمل مسؤولياتها وبلهجة لا تخلو من تهديد نتوقف تمويل هذه المهمة.
قبل ذلك بأسبوعين قال ناتانياهو ان اليونيفيل غير مهمة.

اقرأ أيضاً: لبنان وأميركا… والحذر
الخلاصة نحن على موعد مهم: على اليونيفيل ان ترفع رأسها من التراب ومعها الدولة اللبنانية أو سيتم إنهاء هذه المهمة خصوصاً ان الرئيس الأميركي وعد بتخفيض مساهمة أميركا المالية في الامم المتحدة.
حمى الله الجنوب ولبنان من مغامرات الوصاية والعقلية الميليشيوية ومن “مسؤولين” في اعلى المراكز ولا يتحملون اي مسؤولية بل هم في قمة الاستهتار بمصلحة الشعب والبلد.

السابق
حوري: على حزب الله شكر الحريري
التالي
مقتدى الصدر يلتقي ولي العهد السعودي في جدّة