صحيح هناك من يقول “كنا عايشين أحسن وإجا الارهاب علينا” ولكن أي تغيير، بالرغم من الصعوبات والتضحيات والخذلان، هو أفضل من جمود قاتل. صحيح ان الرياح لم تسر تماماً حسب ما تشتهي سفن التغيير، ولكن لا بد من الإشارة الى أن ٦ أعوام من النضال في سبيل الحرية ورفع الظلم ليست كفيلة بتغير ٦٠ عاما من تربية الأجيال على الفساد والظلم وتأليه الحاكم. علينا أن ندرك أن الطريق طويل وشاق.
اقرأ أيضاً: لماذا تُرك حصانُ السنيورة وحيداً؟
لنتخيل معاً اننا نعيش داخل سّد تحول من كثرة الفساد والظلم والطغيان الى مستنقع جامد لا حياة فيه. ولنتخيل اننا ما بين عام ١٩٥٠ وعام ٢٠١١. في قلب هذا المستنقع حشرات وطحالب وفطريات وكل أنواع الباكتيريا والامراض والفيروسات. كل من عاش فيه أصيب بمرض عضال.
ذات يوم في عام ٢٠١١ أتت مجموعة من المرضى داخل المستنقع وكسرت جدار السّد وهي تدرك تماماً ان الطريق الوحيد للشفاء من الأمراض هي بتغيير المياه داخل السّد. وهكذا تدفقت المياه الموبؤة من داخل السّد الى خارجه حاملة تارةً رايات سوداء وطوراً رايات صفراء لتأتي بعدها، ولو بعد حين، مياه صافية نقية تنهي حالة الوباء داخل المستنقع وتستبدله بمياه صحية خالية من اي ترسبات حاملة الرايات البيضاء.
اقرأ أيضاً: الانتصار على لبنان
المستنقع هو عالمنا العربي الموبوء وكان لا بد من كسر الجدار. ولكن لا بد أيضاً من تنظيف المستنقع من الترسبات الفاسدة والمرضية لكي تتدفق المياه النظيفة الخالية من الأمراض.
المريض يبدأ العلاج وهو يعلم بأن الطريق صعب وطويل ولكنه يتسلح بالامل والصبر والإيمان. لأن ليس لديه أي خيارٍ آخر… ولا بد أن يستجيب القدر.