بين خطاب انتصار نصرالله ومفاوضات اجلاء جبهة النصرة: أين الحقيقة؟

خطاب الانتصار وتحرير جرود عرسال من جبهة النصرة لم يعلن موعد استكمال المعركة مع داعش، فهل نام الشعب اللبناني على انتصار ليستيقظ على تسويات؟!

أطلّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم أمس مستعرضاً تفاصيل المعارك التي يخوضها حزب الله في جرود عرسال ضد مسلحي النصرة.

فأكّد أنّ انتصاراً كبيراً قد تحقق على الصعيدين الميداني والعسكري وذلك خلال الـ48 ساعة الأولى من بداية المعارك.
ورد نصرالله على التحليلات التي كانت تقول أنّ قرار المعركة إيرانياً، موضحاً أنّ القرار ليس إيرانياً ولا سورياً وإنّما لبنانياً وقد اتخذ منذ مدة زمنية وليس وليد لحظته.

اقرأ أيضاً: العميد عبد القادر: لهذا انهارت خطوط «النصرة» عند هجوم حزب الله

أمين عام حزب الله الذي لم ينسَ في خطاب انتصاره المؤسسة العسكرية، فتوجّه إليها مهنئاً وشاكراً ومؤكداً على جهوزية حزب الله لتسليم كل الأراضي التي استعادوها من قبل المسلحين في الجرود إلى الجيش اللبناني.

نصرالله الذي أعلن أنّ معركته لأجل عرسال وأهلها ولأجل لبنان، ولدحر المسلحين، لم يتوقف عند “داعش”، فكانت في خطابه مجرد تفصيل لا أكثر!

خطاب الليل، أيقظته مفاوضات النهار ومساعي رعاها اللواء عباس ابراهيم، أفضت إلى استسلام المسلحين وانسحابهم وتسليم أسرى حزب الله الثلاثة.

في سياق كلّ هذا وانطلاقاً مما قاله نصرالله ليل أمس، تواصل موقع “جنوبية” مع الصحافي والكاتب عماد قميحة الذي أكّد لنا أنّ “هذه المعركة مرتبطة بزيارة الحريري إلى امريكا والتكلم عن العقوبات الاقتصادية”.

مضيفاً “عملية جرود عرسال مرتبطة بهدف سياسي وبالتالي مع تحقيق هذا الهدف لم يعد للمعركة أيّ معنى”.

الصحافي عماد قميحة

ورأى قميحة أنّ “إبقاء هؤلاء الإرهابيين أو البقايا منهم في الحدود بين جرود عرسال والقاع وراس بعلبك هو حاجة لحزب الله على طريقة شبعا، والهدف منه إبقاء تلك المناطق في دائرة الخطر ليكون هو الحامي، بحيث أنّ إزالة الخطر هو انتهاء لدوره”.
وتابع مشدداً أنّه “ليس هنالك معركة استئصال حقيقي بل هناك مناورة عسكرية قام بها حزب الله مع مواكبة إعلامية ضخمة لاستثمارها عبر غياب سعد الحريري، والهدف قد انتهى مع انتهاء جولة الحريري وبالتالي قد دخلنا مرحلة ثانية وهي بقاء الارهابيين عملياً على الارض لاستثمارهم سياسياً”.

وأمّا عن عدم إعطاء أمين عام حزب الله أهمية لمعركته ضد داعش، قال قميحة ” على العكس نصر الله أوحى من خلال قوله أنّ جبهة النصرة محاصرة من الحزب والجيش وداعش، بأنّ داعش والحزب فريق واحد!”

ليخلص، أنّ خطاب نصرالله ليل أمس كان مفاجأة حتى لأنصاره.

من جانبه علّق الصحافي والمحلل السياسي نوفل ضو على تطوّر الأحداث بعد خطاب نصرالله، قائلاً “ليلة امس نمنا على خطاب انتصار واستفقنا على مفاوضات برعاية قطر وفي النهاية ما يقال هو أنّه هناك تسوية لخروج المسلحين مع عائلاتهم بسلاحهم إلى منطقة اخرى داخل سوريا أي إدلب”.

اقرأ أيضاً: مواجهة الإرهاب بالإرهاب!

مضيفاً “باعتقادي نهاية المعركة العسكرية بهذا الشكل ليست انتصاراً إنّما تسوية، إذ ليس هناك من معركة وكان من الواضح ليل أمس أنّ نصرالله قدم خطاباً أعلن فيه نهاية مرحلة عسكرية وحضّر خلاله الرأي العام لتسوية والتي هي المفاوضات والتي تبين صباح اليوم أنّها أذمرت عن اتفاق مبدئي بخروج أبو مالك التلي مع كامل المسلحين التابعين له مع سلاحهم الفردي وعائلاتهم عبر ممر آمن إلى إدلب”.

الصحافي والمحلل السياسي نوفل ضو

واعتبر ضو انّ “هذا الموضوع يسيء إلى السيادة اللبنانية على اعتبار أنّنا كلنا نعلم أنّ ابو مالك التلي والمسلحين من المفترض أن يكونوا ملاحقين قانونياً أمام القضاء اللبناني بتهم مختلفة”.

ليشدد أنّ “التسوية التي اقيمت بين حزب الله والنصرة بواسطة قطر لا تتوافق مع السيادة اللبنانية”.

وفيما يتعلق بالحرب مع داعش في الجرود، علّق ضو “أنا لم أرَ حزب الله والنظام السوري قد قاتلوا داعش في أيّ مكان لا في سوريا ولا خارج سوريا، فقتالهم كان مع النصرة وأنا أخشى أن يكون هذا الأمر تصفية حسابات إقليمية على أرض لبنان من خلال سعي قطر إلى الحصول على دور معين واختراقات معينة بأمكنة تعتبر محسوبة على المملكة العربية السعودية وغيره”.

وختم ضو مؤكداً أنّه على لبنان أن يبقى بعيداً عن هذه الامور في هذه المرحلة دون ان يتورّط فيها اكثر.

السابق
شورتر: الجيش اللبناني ينجح في مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن
التالي
جنبلاط: دحر «النصرة» و«داعش» عن الحدود أمرٌ مهم ومدرجٌ ضمن خطة حزب الله