ما بعد «داعش»: المطلوب إصلاح الخطاب الديني

هل انتهى داعش الى غير رجعة؟ ام سيعود باسم جديد وظروف جديدة؟ وكيف نمنع الولادة الجديدة.

“لم يكن تنظيم “داعش” وليد لحظة تاريخية، بل هو نتاج فكر تم تدريسه في المدارس الدينية الاسلامية المتشددة. اذ قتل من السنّة في سوريا والعراق ومصر وليبيا اكثر مما قتل من بقية الطوائف”. هكذا افتتح الاعلامي محمد شري الندوة الشهرية التي يعقدها المجمع الثقافي الجعفري في مركزه.

إقرأ ايضا: أمين صالح في «المجمع الثقافي الجعفري»: كلهم شركاء في الفساد

فبحضورورعاية، العلامة الشيخ محمد حسين الحاج رئيس المجمع الثقافي الجعفري، قدّم عمر المصري، رؤيته حول مرحلة ما بعد داعش، من خلال عرض تفصيلي، جاء فيه: “ان الموضوع شائك ومعقد، علما ان ظاهرة التشدد الديني ظاهرة قديمة، والجميع يذكر الحج الى افغانستان والحرب ضد الاتحاد السوفياتي. وداعش تقاطع مع جميع الاطراف المحلية والدولية من الاميركي الى السعودي الى الايراني الى التركي الى السوري. ويبقى السؤال ما الذي ادى الى ظهور داعش؟ الاسباب الموضوعية للنشأة هي: البيئة السياسية الفاسدة، والاحتلال الاجنبي، وانتشارالعنف الطائفي، والاعتماد على الحل الامني، وممارسة سياسة الاقصاء ضد الاسلاميين من قبل الانظمة، وغياب العدالة وانتشار البطالة، والكيل بمكيالين، واخفاق دول الربيع العربي، واقصاء التيار الاسلامي المعتدل عن الحكم.

هذا كله اعطى المبررات لتقوية ظاهرة العنف. لذا ما بعد “داعش” يأتي دور الدعاة والمصلحين على المستويين الشيعي والسني، لانه لا يمكن التخلص من المسؤولية بالبيانات والاستنكارات. لذا من مسؤولية التيارات الاسلامية، التالي: اصلاح الخطاب الديني، والتركيز على الوسطية، والتوازن بين العقل والنقل، وتنظيف الاحاديث من الشوائب، والعمل على ازالة الافكار الشاذة.

فانموذج داعش هوعبارة عن تجربة بشرية لا علاقة لها بالاسلام الاصيل، حيث تم نقل الماضي الى الحاضر، وفرض هيمنته على الاحياء، انه سد المنافذ امام التقدم. وارى ضرورة تبنيّ حل الدولة المدنية ذات المرجعية الاسلامية التي تقوم على المزج بين الدين والدولة حيث تتوفر الديموقراطية والحرية والحقوق العامة. وهذا هو السبيل لمنع عودة “داعش”.

وفي الختام، شدد المصري على اهمية الاستماع للرأي الاخر، وعدم الحكم من بعيد، خاصة ان عددا ممن ذهبوا للقتال مع داعش لم يكونوا مرتزقة بل غرر بهم”.

إقرأ ايضا: «العنف الأسري» في المجمع الثقافي الجعفري.. ورجال يتكلمون

بالمقابل، اكد العلامة الحاج ان “جميعنا يعرف انه ما بعد حرب تموز 2006 باتت مواجهة اسرائيل في 80 الى90 % لبنانية . ووصل الامر لان يرفع الازهر شعار محاربة اسرائيل. هذا الاجماع اربك العدو الاسرائيلي فكان هذا الارباك سببا من اسباب نشوء “داعش” لتفرقة المسلمين حيث الهدف هو الامة”.

واختتمت الندوة بمداخلة اساسية للحاج عمر غندور، وتعقيبات لعدد من الحضور الذين اعترض بعضهم على تسمية الدواعش بالمجاهدين الذين ضلوا الطريق، خاصة ان طريق فلسطين أقرب إليهم من سوريا والعراق وليبيا ومصر.

السابق
مصدر عسكري لبناني: الجيش لن يتدخل في المعركة وسيحمي مناطق سيطرته
التالي
الجيش اللبناني يقفل المعابر من الجرود باتجاه عرسال