مشاعات اتوستراد برج رحال.. هل يتم وضع اليد بقوة الواسطة؟

نوع جديد من الفساد يطل من الجنوب ما بين الانتخابات، حيث يحاول السياسيين ارضاء البعض لأجل مصالح خاصة، علما انه على هؤلاء السياسيين "رجال الدولة" ان يحافظوا على المال العام قبل غيرهم.

خلال مشوار الى ارض الجنوب يستطلع المارون بسياراتهم على جانبي الاوتوستراد عددا من الخيم التي تبيع كافة انواع المعروضات وابرزها الخضار والفاكهة والفحم.

إقرأ ايضا: مشاعات برج رحّال طارت…برعاية النائب والمقاول ورئيس البلدية!

فبالقرب من مركز الجيش على اتوستراد برج رحال تلمح خيمة كبيرة تمتد على مسافة كبيرة من الاتوستراد الذي استملكت الاراضي فيه هناك، ودفعت خزينة الدولة ثمنا لهذه الارض، لكن أتى من هو مستقو، ووضع يده عليها، فصارت ملكا له تحت عنوان “وضع اليد”.

وهكذا تسير الامور في الدولة اللبنانية. لكن اللافت ان هذه الخيمة الواقعة قرب مركز للجيش اللبناني، والتي يتبيّن ان المدعو غسان عزالدين قد تملّكها دون أية اوراق ثبوتية او شرعية، قد وجد من ينافسه على ملكيّة هذه الارض ايضا. هو قاسم عيد، المقاول الكبير، صاحب اراض تحت الاتوستراد تطل على خط صور القديم، والتي لا منفس لها على الاتوستراد الجديد.

لكن نتيجة علاقات قاسم عيد القوية مع عدد من الفعاليات السياسية والامنية والعسكرية في الجنوب، يحاول عيد فتح منفذ لأرضه على الاتوستراد من خلال استملاك الخيم الموجودة اصلا بقوة “وضع اليد” ولو متأخرا بعض الوقت.

لكن غسان عزالدين وشركائه الذين كانوا قد سبقوه الى وضع اليد على الاراضي المطلة على الاتوستراد يرفضون بيع (دون اي صك رسمي او شرعي أصلا) هذه الارض لعيد.

والسيد غسان عزالدين لدين موجود حاليّا بالسجن في قضايا تتعلق بشيكات بلا رصيد، تتم الان مفاوضته لأجل التنازل عن الخيمة التي يديرها له خلال غيابه شركائه. كون هذه الخيمة، المتنازع عليها، تدرّ الاموال على أصحابها.

لكن عين المقاول قاسم عيد عليها، حيث يصرّ، وبدعم من فعاليات لها سلطة في الجنوب، على أخذها من “واضع اليد الاول” عليها اي ناصرالدين وشركاه.

وكان قاسم عيد وبدعم من النائب علي خريس قد وضع يده على عدد من العقارات في المنطقة، وكانت “جنوبية” قد كشفت عن الموضوع في احدى تحقيقاتها.

مع الاشارة الى ان القوى الأمنيّة والاطفائية والجيش حضروا يوم أمس من اجل تطبيق قرار إزالة خيمة عزالدين الدين. فهل قرار الازالة هذا صادر عن القضاء اللبناني؟ ام بدعم من بعض النافذين من اجل اعادة فتحها لعيد مجددا؟ ومن حرّكهم الان بعد ان حاول عيد أخذها من عزالدين؟

مع الاشارة الى ان هذه الارض، هي ملك للدولة اللبنانية؟ ولا يحق لأي كان سواء عيد او عزالدين وضع اليد عليها او استعمالها دون وجه حق.

واذا كان القرار هو رفع الأذية عن املاك الدولة، فهل سنشهد وضع يد عيد عليها؟ وهل اتفق غسان عزالدين مع قاسم عيد على تسليمها سرا؟ وكيف اتفقا اذا كان عزالدين بالسجن؟ علما انه لا يحق له ذلك، ولو شفهيّا، لأن الارض بالاصل ليست ملكا له. وهو المسجون لمدة سنتين.

إقرأ ايضا: بين برج رحال وارزي والليطاني… مشاعات قيد النهب!

فكيف ستُحل القصة؟ هذه التساؤلات برسم القضاء اللبناني، فهل يقف وراء عيد مدعي عام الجنوب، كونه على علاقة جيدة به؟ ام قائد الدرك؟ ام النائب علي خريس؟ وحركة أمل بالتالي؟

تساؤلات يطرحها المواطن اللبناني المار نحو قريته الى أقصى الجنوب، دون ان يكون في باله اتهام أحد من المسؤولين، انها تساؤلات بريئة من مواطن عادي.

السابق
الأزمة بين قطر والخليج بحاجة الى «حل اقليمي»
التالي
ثنائيات غير تقليدية: ماكرون وبريجيت..ترامب وميلانيا!